قوارب النجاة.. حملة فلسطينية لإغاثة السوريين
الأربعاء، 09 أيلول، 2015
أطلقت الحركة الإسلامية بأراضي 48 (الشق الجنوبي) حملة إغاثة
لمساعدة اللاجئين السوريين في أوروبا، بمشاركة مئات المتطوعين ممن يجمعون الدواء والغذاء
والأموال لليوم الثالث على التوالي ويرسلونها تباعا للمحتاجين.
ويوضح الشق الجنوبي من الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ حماد
أبو دعابس أن حملة "قوارب النجاة" تأتي استجابة لنداء الواجب والضمير والدين
ولإغاثة اللاجئين في سوريا، مبديا رضاه من التفاعل المتصاعد لدى فلسطينيي الداخل.
لكن الحركة لم تنتظر تجميع المساعدات فانتدبت عنها وفدا طار
إلى العاصمتين المجرية بودابست والنمساوية فيينا ليلة الأحد، لتقديم المساعدات الأولية
كالغذاء والدواء وتأمين وسائل المواصلات.
رحلة بودابست
ويوضح القيادي في الحركة غازي عيسى الموجود مع بعثة الإغاثة
في فيينا اليوم أن مئات اللاجئين ما زالوا يتدفقون من سوريا والعراق وأفغانستان إلى
غرب أوروبا.
ويقول للجزيرة نت إنهم زاروا المحطة المركزية للقطار في بودابست
أمس وشاهدوا الكثير من اللاجئين في حالة "مأساوية"، حيث يعانون من الجوع
والعطش والبرد، كما بدا بعض أطفالهم حفاة وفي ثياب رثة.
ويتابع "في محطة القطار رفعنا لافتات بالعربية واستقبلناهم
بوجبات غذائية خفيفة وبالماء والدواء وبعض مستلزمات الأطفال، وبعد إبلاغهم بأننا أخوة
لهم قدموا من فلسطين كانت لغة الكلام تتعطل لديهم، فيردّون بالبكاء وبطلب شرب الماء
فقط".
ويشير عيسى إلى أن بعضهم استعاد لاحقا فصول معاناة رحلة العذاب
والهرب من الموت بالنار للموت غرقا بعرض البحر.
رحلة الموت
وفي حديث للجزيرة نت، ينقل المسؤول عن العلاقات الخارجية
بالحركة الإسلامية نمر أبو اللوز عن لاجئ سوري غادر منزله في درعا السورية قوله إنه
اضطر وولداه وزوجته للسير عشرات الكيلومترات على الأقدام بعد رحلة مخيفة على متن قارب
أقلهم من تركيا لليونان.
ويضيف "منعونا من إضاءة أي شيء على متن القارب وسط ظلمة
حالكة وبحر لا يرحم، وقد متنا خوفا عدة مرات حتى بلغنا الساحل".
كما يشير لحالات أخرى عن فقدان وموت بعض اللاجئين في الطريق،
حيث أخبره شاب فلسطيني من مخيم اليرموك في دمشق بعد وصوله إلى بودابست أنه تلقى نبأ
وفاة والدته السبعينية في الطريق، ويضيف "ولكن تبين لاحقا أنها على قيد الحياة
بوصولها مع اللاجئين، حيث أكبّ على يديها ورجليها يقبلها مما أبكى كل الحاضرين من العرب
والأجانب".
ويؤكد عيسى وأبو اللوز أن اللاجئين الوافدين حاولوا مخاطبة
القائمين على الحملة بلغات أجنبية بالبداية، ثم فوجئوا عندما وجدوا أنهم عرب يمدون
يد العون لهم.
وعبّر الكثير من اللاجئين عن خيبة أملهم وفقدانهم الأمل بدول
عربية وإسلامية أوصدت أبوابها أمامهم، وهذا ما يشير إليه بألم الناطق بلسان الحركة
الإسلامية عباس منصور الذي يوضح أن الحملة تأتي بعد "الخذلان العربي الواضح والتردد
العالمي في مد يد العون لملايين اللاجئين السوريين".
ويضيف منصور للجزيرة نت أن "الدول العربية والإسلامية
تنكرت لشعب سوريا وتركته ضحية لنظام مجرم وجماعات إرهابية تكفيرية، والتزمت الأمم المتحدة
ودول الاستعمار الصمت حيال ذلك".
ويوضح أن الحركة الإسلامية تواصل جمع التبرعات بالداخل الفلسطيني
وتتابع عن كثب العمل الإغاثي في سوريا والدول الأوروبية، بشراكة مع العديد من الجمعيات
والشبكات التنموية العاملة لإغاثة الشعب السوري.
ويذكر أن بعض المدارس الثانوية داخل أراضي 48 أعلنت عن انضمامها
للحملة، وآخرها مدرسة ابن رشد الثانوية في بلدة كفركنا اليوم.
المصدر : الجزيرة