كابوس الهدم يُنغص حياة عائلة المقدسي
أبو الهوى
الأربعاء،
11 آذار، 2015
يعيش المقدسي معمر أبو الهوى (40عامًا) وعائلته لحظات
مريرة وعصيبة، خشيةً من تنفيذ بلدية الاحتلال الإسرائيلي قرارها القاضي بهدم منزله
الذي بناه حجرًا حجرًا قبل 30 عامًا في بلدة الطور شرقي القدس المحتلة، ودفع كل ما
يملك لأجله.
قبل شهر تقريبًا، تفاجأ أبو الهوى بتسلمه قرار هدم
إداري لمنزله الذي يأويه وعائلته، وذلك بحجة البناء دون ترخيص، ليحول حياتهم إلى جحيم،
باعتباره المأوى الوحيد لهم.
ويسرد لوكالة "صفا" تفاصيل معاناته المستمرة،
قائلًا "قبل شهر اقتحمت طواقم من بلدية الاحتلال برفقة قوات خاصة منزلي، وسلمتني
قرارًا بالهدم، فقمت حينها بتمزيق الورقة، وإلقائها عليهم، وطردتهم إلى الخارج، وقلت
لهم اعملوا ما شئتم فلن نترك منزلنا لكم".
ويضيف "منزلنا بات هدفًا مباشرًا لقوات الاحتلال،
ففي كل اقتحام للبلدة يتم استهدافه وتفتيشه بشكل همجي، مما يثير الرعب والخوف في نفوس
أبنائي، وخاصة ابني محمد الذي يعاني من خلل في هرمونات النمو لديه".
معاناة مضاعفة
وينتاب ابنه محمد حالة من الخوف والقلق عند خروجه
من المنزل أو سماعه أصوات آليات الاحتلال وجيباته العسكرية في البلدة، وأثناء اقتحامها
للمنزل، وفي إحدى المرات أغمي عليه، ونقله والده إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وما يفاقم معاناة عائلته اليوم خطر الهدم، والخوف
من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم في أي لحظة، حتى أن زوجته ترفض إجراء أي إصلاحات
بالمنزل الذي تبلغ مساحته 100 متر مربع، ويتكون من غرفتين وصالة صغيرة ومنافعهم، ويقطن
بداخله سبعة أفراد.
وتُحرم بلدية الاحتلال المقدسيين من الحصول على رخص
بناء، وتفرض عليهم تكاليف باهظة، مما يدفعهم إلى البناء دون إذن، وهناك من تجبرهم على
هدم منازلهم بأيديهم أو دفع مبالغ طائلة في حال هدمت طواقم البلدية المنزل.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى إفراغ المنطقة من الفلسطينيين،
لإبقائها لقمة سائغة للمستوطنين وحدهم، خاصة أن البيوت التي تقع في محيط منزلهم سُربت
منذ سنوات لهؤلاء المستوطنين. يوضح أبو الهوى
ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك، بل لاحقت أبو الهوى
واعتقلته في سجن "الرملة" لمدة خمسة شهور، كما فرضت عليه الحبس المنزلي سنة
وشهرين مع دفع كفالة مالية.
يقول والألم يعتصر قلبه "كل يوم تنفذ قوات الاحتلال
عمليات اقتحام للمنازل وهدم وتدمير واعتقال وملاحقة للشبان والأطفال، بحجة إلقاء الحجارة،
دون أن يحرك أحدًا ساكنًا، ماذا يريدون منا، لن نترك بيوتنا ولا مدينتنا لهم، سنبقى
صامدين حتى الموت".
وما ينغص حياة عائلته، أن المنزل محاط بالمستوطنين
الذين يسعون للسيطرة على المنطقة، وإفراغها من سكانها الفلسطينيين، كون موقعها حيوي
وهام، ويطل على المسجد الأقصى، حيث يشاهد أبو الهوى ساحاته العامرة بالمصلين.
وفي بعض الأحيان يتعرض أبنائه لمضايقات الاحتلال
والمستوطنين أثناء خروجهم ودخولهم للمنزل، وأحيانًا يتخوفون من الذهاب إلى مدرستهم،
كما يشير أبو الهوى
إصرار وصمود
ويتابع "كل من يزورني في بيتي يتمني لو أنه
يمتلك بيتًا في تلك المنطقة، ولهذا لن أترك بيتي للغاصبين والمستوطنين، وسأعمل كل ما
بوسعي للحفاظ عليه".
ويتساءل "إلى متى سنبقى صامتين على ما يجري
بالقدس والأقصى، أما آن الأوان للجميع أن يتحركوا لوقف ممارسات الاحتلال، ولنصرة المدينة
ومسجدها"؟.
ورغم ألمه ومأساته، إلا أنه يحمد الله على كل حال،
مؤكدًا إصراره على البقاء في منزله، والتصدي لعنصرية وهمجية الاحتلال التي تستهدف كل
شيء بالمدينة.
ويوجه أبو الهوى رسالة للزعماء العرب، قائلًا
"أين أنتم مما يجري بالقدس، كفاكم صمتًا، عليكم التحرك العاجل لوقف ممارسات وانتهاكات
الاحتلال بحق المقدسيين والمسجد الأقصى".
المصدر: وكالة
صفا