نقص
في الأدوية .. والمساعدات عالقة
كوارث
صحية ومعيشية تتهدد غزّة
الثلاثاء، 15 تموز، 2014
يحاول
الفلسطينيون في قطاع غزة التأقلم مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة
على مختلف المدن والمناطق، برغم الصعوبات التي باتت تهدد استقرار الأوضاع
الإنسانية عند مستويات يمكن لأي تجمع سكاني أن يعيش في ظلها.
وبالرغم
من ان الحركة تراجــعت كثيراً في شوارع القــطاع في الساعات الأولى للعـدوان، إلا
أنّ المدن عادت لتشـهد حياة محــدودة نســبياً بهدف توفير الاحتياجات اليومــية
الضرورية، خصوصاً وأنّه يبدو أنّ الحرب ستطول.
ويقول
أحمد أبو طير، وهــو رب أسرة مكونة من 14 فرداً، إنه «من غير المعقــول أن نبقى في
بيوتنا التي هي أصلاً يتهددها القصف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في كل لحظة»،
مضيفاً «يجب علينا أن نُطعم أطــفالنا وأبناءنا، ونحاول الحصول على احتياجــاتنا
الأســاسية برغم القصف». ويقول «هذا حالنا الصعب ونحن نعيش تحت الموت والقصف
الشديد».
وتتكاثر
الحالات الإنسانية الصعبة في ظل الحرب على القطاع اليوم. ويشرح مثلاً المريض
بالسرطان إبراهيم عثمان (67 عاماً)، الذي يضطر لأخذ جرعات في «مستشفى الشفاء» بشكل
يومي، إنه تردد إلى المستشفى خلال الأيام الأولى للحرب، لكن مواصلة ذلك ليس سهلاً
نظراً إلى المخاطر الجمة.
ويقول
لـ«السفير»، «يحاول أبنائي نقلي إلى المستشفى مرات عديدة ولكن بصعوبة، أنا أصبحت
أخشى عليهم أكثر من حياتي، كل لحظاتنا قصف في قصف».
وتعيش
مدن قطاع غــزة تحت قصف شديد يطال الأحياء الســكنية والأراضي الزراعية، إضافة إلى
المواقــع المعــروف أنــها تابعة للمقــاومة الفلسطينية، فضــلاً عن عدد من
المؤسسات التابعــة لحركة «حــماس» في القطاع، ما تســبب في ارتــفاع حصيلة عدد
الشهداء إلى 176 شهيدا، على الأقــل، ونحو 1300 مصاب.
وعلى
الصعيد الصحي، ما زالت مستشفيات قطاع غزة تعاني من نقص في الأدوية والمستهلكات
الطبية تتناسب والأعداد المرتفعة للمصابين. وإزاء هذا الوضع، يحذّر رئيس قسم
الطوارئ في «مجمع الشفاء الطبي» أيمن السحباني من أنّ «الواقع الصحي سيتحول إلى
كارثة ما لم يتم التعامل مع احتياجات المستشفيات».
ويقول
السحباني لـ«السفير» إنه «إذ استمر العدوان الإسرائيلي لأيام معدودة، فإنه من
المؤكد أن الوضع الصحي سيصبح كارثياً»، موضحاً «أننا نتعامل مع ما هو موجود، وهناك
قائمة أدوية ومستلزمات طبية أصبح رصيدها صفرا، وأخرى مؤهلة للنفاد».
ويتابع
السحباني قائلاً إنّ «الكثير من الإصابات التي تصل إلى المستشفى هي في حالة غير
طبيعية، بسبب استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة محرمة دوليا، تؤدي إلى نزيف
مستمر في الجرح وتهتك في الأنسجة وفقاً لما لاحظه الأطباء أثناء تعاملهم مع هذه
الحالات».
وفي
ما يتعلق بالوضع المعيشي للمواطنين في قطاع غزة، يؤكد وكيل وزارة الشؤون
الاجتماعية في غزة يوسف إبراهيم أنّ «الحرب على غزة زادت الوضع المعيشي سوءاً، في
ظل أن الكثير من الأسر والموظفين لم يتلقوا رواتبهم».
وفي حديث إلى «السفير»، يشرح إبراهيم أنّ الناس
أصبحت الآن في أمسّ الحاجة إلى المساعدات في ظل تفاقم الوضع المعيشي في القطاع،
وخصوصاً في شهر رمضان. ويضيف «إننا نحاول تقديم مساعدات طارئة للناس من أجل تسيير
أمور حياتهم اليومية فقط، وبالأمس تلقينا مساعدات من مصر ومن الهلال الأحمر
الإماراتي وهيئة الأعمال الخيرية، لكننا نجد صعوبة في توزيعها بفعل القصف
الإسرائيلي المستمر علينا».
المصدر:
محمد فروانة - السفير