القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

لاجئ فلسطيني ما زال يحلم بالعودة إلى بلدته التي احتلتها «إسرائيل» منذ 64 عاماً

لاجئ فلسطيني ما زال يحلم بالعودة إلى بلدته التي احتلتها "إسرائيل" منذ 64 عاما

الخميس، 21 حزيران، 2012

لا يفهم المسن عبد المجيد المبحوح (81 عاما) بتعقيدات الحياة السياسية بقدر تفهمه لحقه في العودة إلى منزله وقريته التي هاجر منها قبل 64 عاما إلى قطاع غزة.

والمبحوح لاجئ فلسطيني هاجر قسرا برفقة والديه وستة أشقاء من قريتهم (بيت طيما) تحت وطأ الحرب التي شنتها إسرائيل على الفلسطينيين في العام 1948، ليعيشوا ظروفا صعبة وقاسية لدى أحد أقربائهم في قطاع غزة، قبل الانتقال للسكن في منزل بمخيم جباليا شمال القطاع سلمته لهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ويشعر المسن المبحوح في (اليوم العالمي للاجئين) الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر عام 2000 ويصادف اليوم (الأربعاء)، بمرارة العيش بعيدا عن أرضه وقريته رغم مرور ستة عقود ونصف على هجرته من بلدته الأصلية قسرا، لكنه يشعر بارتياح كلما تحدث عن ممتلكاته في بلدته، ويحدوه الأمل في العودة إليها.

ويقول المبحوح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه لم يفقد الأمل بتحقيق حلمه الذي طالما راوده منذ 64 عاما بالعودة إلى أرضه في بلدته الأصلية (بيت طيما).

ويضيف المبحوح الذي بدت ملامح السنوات الطويلة من حياته كلاجئ ظاهرة على وجهه "لا يذهب حق وراءه مطالب، سأظل أطالب بعودتي إلى أرضي رغم مضي عشرات السنوات من التشرد"، معتبرا أن ذلك سيتحقق بالوحدة الوطنية ووحدة الأمة العربية.

ويجلس الرجل عادة عند مدخل أحد أزقة المخيم المؤدية إلى منزله الملاصق لمنازل أخرى مع جيرانه من اللاجئين ليستذكر بعضا من تفاصيل السنوات التي عاشها عندما كان طفلا ويافعا في بلدته قبل عام 1948 أو ما يطلق عليه الفلسطينيون عام (النكبة).

ويحيي اللاجئون في العالم (اليوم العالمي للاجئين) الذي خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد.

ويتم تسليط الضوء على بحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ويواصل المبحوح حديثه عن طبيعة حياته في بلدته قائلا، "قبل 64 عاما كنت فتى في السادسة عشرة من عمري، وهاجرنا أنا ووالداي وأشقائي الستة من بلدتنا الواقعة إلى الشرق من مدينة المجدل إلى الشمال من قطاع غزة، تحت وطأة الحرب والتهديد بالقتل من العصابات اليهودية الناشطة آنذاك".

ويضيف المبحوح "هاجرنا مع باقي سكان البلدة التي كانت تأوي نحو ألف شخص وتركنا كل شيء، حتى أنني لم أتمكن في بداية الحرب من لقاء أقربائي، ولم يكن لدينا أدنى شك بأننا سنعود بعد بضعة أيام أو أسابيع على أبعد تقدير، إلى حين انتهاء الحرب"، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع أن تمتد هذه الفترة طيلة هذه العقود.

ويمضي المبحوح قائلا، "شاهدت بعض الأقارب الذين حملوا أطفالهم وبعض الغذاء، ومنهم من ترك أطفاله من شدة القصف وإطلاق النار، وكنا نسمع أصوات إطلاق النار وهدير طائرات، لم نكن نتوقع بأن نعيش".

ويستهجن أن أرضه التي تركها قبل 64 عاما تبعد مسافة قصيرة عن مكان إقامته حاليا في مخيم جباليا، وهو لا يستطيع زيارتها أو حتى مشاهدة مكان منزله الذي قال أن اليهود حتما هدموه.

وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة حق العودة للاجئين الفلسطينيين ضمن قرارها رقم (194) الذي ينص على أنه "ينبغي السماح للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم أن تفعل ذلك في أقرب وقت ممكن ، وينبغي أن تدفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة وعن كل مفقود أو مصاب بضرر".

ولكن قضية اللاجئين وحق العودة أصبحت من قضايا الحل النهائي المؤجلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث يولي الفلسطينيون لهذه القضية أهمية قصوى.

ويقول المبحوح "تركنا كل شيء واصطحبت فقط الأوراق الثبوتية وخاصة ملكية الأرض لنترك البلدة، على أمل العودة إليها بعد حين".

ويعيش المبحوح في منزل متواضع بالمخيم مع زوجتيه فاطمة (70عاما)، وسعاد( 67عاما) وباقي أبنائه وأحفاده.

ويقول نجله أحمد الذي يبلغ (34 عاما) بينما كان يجلس بجوار والده "لم أعش فترة التشرد واللجوء، لكني قرأت وسمعت عنها بكل الدقة، وفهمت أن لوالدي وأجدادي أرضا وممتلكات، لن أتنازل عنها، ولن أفرط بحقي في العودة إليها مهما طال الزمن".

وينشغل أحمد في إعالة أسرته ومواجهة ضنك الحياة، لكنه لن ينسى بأن له أرضا وممتلكات في بلدته الأصلية، مؤكدا أنه سيعمل على المطالبة بهذه الحقوق.

ويضيف أحمد "ورثني والدي الأوراق الثبوتية لأرضنا، وها أنا احتفظ بها إلى حين العودة لأثبت حقنا في أرضنا، وبدوري سأورثها لأبنائي ولن يزول هذا الحق بمرور السنين".

وعادة ما يجتمع المبحوح بأحفاده بشكل شبه يومي ويروي لهم أحداث عاشها في قريته ويخبرهم عن الأراضي التي تمتلكها العائلة في القرية ويحثهم على التمسك بحقهم فيها مهما طال الزمن.

ويصغي الأطفال لحديث جدهم بكل شغف، ويمسكون بين أيديهم الأوراق الثبوتية لأرض العائلة في بيت طيما عندما يخرجها جدهم لاطلاعهم عليها.

ويقول الطفل زكريا (11عاما) وهو أحد أحفاد المبحوح "سمعت عبر الأخبار عن اليوم العالمي للاجئين، وفهمت بأننا نمتلك منزلا وأرضا كان جدي يزرعها، ولذلك لن أتنازل عنها، وسأتمسك بحقي فيها ولن أبقى لاجئا إلى الأبد".

وذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير له بمناسبة يوم اللاجئين العالمي، أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين رسميا لدى الأمم المتحدة بلغ مع مطلع العام الجاري 5.1 مليون شخص.

وأوضح التقرير أن 17.1 في المائة من هؤلاء اللاجئين يقيمون في الضفة الغربية، و23.8 في المائة منهم يقيمون في قطاع غزة، فيما بلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن حوالي 40 في المائة، وفي لبنان 9.1 في المائة، وفي سوريا 10.0 في المائة.

وتوفر (أونروا) الخدمات الغذائية والصحية والتعليمية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا.

المصدر: شينخوا