لغز اختفاء شابين من مخيم نهر البارد
يحيى وهبه/ خاص- لاجئ نت
انتصف ليل نهاية الأسبوع الماطر، لكن أحمد
وصديقه (من عائلة أبو الحجل) لم يعودا الى المنزل، فهم اعتادا على العودة باكراً في أيام الشتاء. بدأ القلق يساور والديهما،
أم أحمد تمسك بالهاتف وتتصل على رقمه، الهاتف مغلق.. فيزداد القلق وتشتاح المخاوف
عقول ذويهم، وخاصة في ظل وضع أمني هش. في وقتها كان الحديث يدور عن اتساع رقعة
الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة، عقب مقتل عناصر لبنانية على الحدود السورية
كانوا متجهين للقتال ضد الجيش السورية. ويبدأوا عمليه البحث عن مصيره، ويُسرع
الخبر بالانتشار شيئاً فشيئاً. أحمد مفقود وكذلك صديقه أبو الحجل، فماذا الذي حصل
لهما؟
استمر السؤال عنهما حتى اليوم التالي، الى أن
علم صديق لهما أن عائلتيهما تبحثان عنهما، فأخبر الصديق والده بأن أحمد جاء اليه
بالأمس عصراً ووضع عنده هاتفه والهوية وطلب منه أن يوصله الى مفرق المحمرة على
دراجته النارية ليلتقي مع أبو الحجل.. وهكذا فعل. لم يكن يعلم صديقه أنهما كانا
ينتظران سيارة سورية سوف تُقلّهما الى داخل الأراضي السورية، وعاد صديقه الى
المنزل.
فذهب الوالد الى عائلتهما وأخبرهما بالأمر،
وبعد الاستفسار من أصدقائهم تبين أنهما كانا ينويان الهجرة الى اليونان في طريقهما
الى أوروبا وذلك عبر سورية ومن بعدها تركيا. وقد تواصلا مع أحد السماسرة عبر
الأنترنت وطلب منهما السفر الى سورية على أن يتلقيهم في أحد المدن السورية ومن ثم
ينقلهم الى تركيا بالتهريب.
ولأن الاتصال مقطوع معهما، باشر أحد الاقراب
بالتواصل مع شخصية لبنانية تربطه علاقة مع ضباط في الأمن السوري للتحري عن مصير
الشابين المفقودين. وبالفعل أعطاه بعض التفاصيل عنهما، ليأتي الشخص اللبناني في
اليوم التالي ويخبرهم بأن الشابين معتقلان لدى الأمن السوري حالياً وهما موجودان
في فرع فلسطين في دمشق، واعداً أياهم بالإفراج القريب عنهما.
وبعد مرور أكثر من شهرين لم يبصر أحمد ورفيقه
النور حتى الآن منتظرين فرج رب العالمين.