القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 8 تشرين الثاني 2025

تقارير إخبارية

لقاء شعبي في عين الحلوة لبحث أزمة التعليم في مدارس «الأونروا» وسط تحذيرات من «كارثة تربوية»


خاص – شبكة لاجئ نت|| الجمعة، 07 تشرين الثاني، 2025

تستعد الأوساط الشعبية والتربوية في مخيم عين الحلوة لعقد لقاء فلسطيني موسّع يوم السبت 8 تشرين الثاني 2025، بدعوة من العمل الجماهيري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان، لمناقشة التدهور المتسارع في واقع التعليم داخل مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وسبل إنقاذ العام الدراسي الحالي.

أزمة متفاقمة وغضب متصاعد

يأتي اللقاء في وقت تتصاعد فيه حالة الاستياء الشعبي نتيجة ما يعتبره الأهالي والمعلمون "سياسة دمج واكتظاظ وتقليص للخدمات" تتبعها الأونروا، وأدّت إلى تراجع نوعي في مستوى التعليم داخل المخيمات الفلسطينية.

وبحسب المنظمين سيشارك في اللقاء ممثلون عن الهيئات التعليمية واللجان الشعبية والأهالي والمعلمين لمناقشة حلول عملية تعيد إلى التعليم مكانته، في فعالية تستمر نحو 90 دقيقة وتتخللها مداخلات ميدانية وشهادات من الواقع المدرسي.

تحذيرات من انهيار العملية التعليمية

في هذا السياق، حذّر الحاج أبو أحمد فضل، مسؤول مكتب شؤون اللاجئين في حركة "حماس"، من تدهور خطير في جودة التعليم المقدم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشيراً إلى أن الأوضاع الراهنة "تنذر بكارثة تعليمية إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة”.

وأوضح فضل أن أبرز التحديات تتمثل في الاكتظاظ الحاد داخل الصفوف الدراسية، حيث يتجاوز عدد الطلاب في بعض الفصول الخمسين، إلى جانب النقص الكبير في الكادر التعليمي وتأخر التعيينات، واستمرار نظام الدوام المزدوج (الدبل شيفت) الذي يضعف التحصيل العلمي ويستنزف طاقات الطلاب والمعلمين على حد سواء.

وتقاطع معه في الرأي الناشط الإعلامي في مخيم عين الحلوة محمد حسون، الذي وصف الواقع التربوي بأنه "كله معاناة ويُدار بسياسة الترقيع بالترقيع"، مؤكداً أن الأزمة لا تتعلق فقط بنقص الموارد بل تمسّ جوهر العملية التعليمية والتربوية نفسها.

وأشار حسون إلى أن التواصل التربوي "انقطع تقريباً بين الأهل والطالب، والطالب والأستاذ، وبين الأستاذ والإدارة"، ما أدى إلى تراجع واضح في العلاقة التربوية داخل المدارس.

بيئة طاردة وسياسات متخبطة

وانتقد فضل ما وصفه بـ"السياسات الأحادية" التي تعتمدها إدارة الأونروا في قراراتها، قائلاً إنها "تتجاهل رأي الأهالي والهيئات التربوية، وتستمر في خطوات غير مدروسة بإقفال المدارس ودمج الصفوف وزيادة أعداد الطلاب"، الأمر الذي حوّل البيئة التعليمية – وفق قوله – إلى بيئة طاردة وغير صحية.

أما حسون، فلفت إلى أن هذه السياسات ترافقت مع "خلافات داخلية بين إدارات المدارس والمعلمين واتحاد العاملين"، وأن الأونروا "لا تأخذ بشكاوى الأهالي" ما خلق شعورًا عامًا بـ"الانهزام النفسي" لدى الناس. وأضاف أن الضحية النهائية هي الطالب، الذي يتلقى تعليماً ضعيفاً وسط ضغوط نفسية ومعيشية متزايدة على عائلته.

مدارس مغلقة وتأخير في الصيانة

وتوقف المتحدثان عند قضية مدرسة المرج بن عامر في عين الحلوة، التي لم تُفتح أبوابها رغم الوعود المتكررة، معتبرين أن التأخير في ترميمها ناتج عن "بروتوكولات طويلة ومناقصات معطّلة"، ما ساهم في تفاقم الاكتظاظ في باقي المدارس داخل المخيم.

وقال حسون إن فتح المدرسة كان سيخفف جزءاً كبيراً من الضغط، لكن ما يجري "يبدو متعمداً لإطالة الأزمة”.

دعوة لإصلاح شامل وتحرك سياسي

واتفق كل من فضل وحسون على أن الأونروا بحاجة إلى ضغط سياسي وشعبي حقيقي يدفعها إلى معالجة الأزمة جذرياً، لا الاكتفاء ببيانات وتصريحات شكلية.

وأكد فضل أن اللقاء الشعبي في عين الحلوة سيخرج بتوصيات واضحة، أبرزها:

- إعادة ترميم المدارس المغلقة فوراً.

- إلغاء نظام الدوام المزدوج تدريجيًا.

- توزيع عادل للصفوف والمعلمين.

- العودة إلى المعايير التربوية السليمة التي تضمن حق الطالب في تعليم كريم ونوعي.

أما حسون فشدد على أن التحرك الشعبي الحالي "ضعيف"، مضيفًا: "الحل ما بيجي إذا صوت الناس مش أعلى من صوتي وصوت الفصائل، ما حيمشي الحال”.

نحو رؤية موحدة لإنقاذ التعليم

ويُنتظر أن يشكّل اللقاء المرتقب في عين الحلوة منبرًا وطنيًا جامعًا للحوار والمساءلة، في محاولة لتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة تقليص خدمات الأونروا، وتعزيز صمود القطاع التعليمي في المخيمات الفلسطينية بلبنان.

ويأمل المشاركون أن تكون هذه الخطوة بداية رؤية تربوية موحدة تنقذ العام الدراسي وتحفظ حق آلاف الطلاب الفلسطينيين في تعليم كريم يليق بطموحاتهم ومستقبلهم.