القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

ما هي خيارات الفصائل المقبلة في إدارة أزمات القطاع؟

ما هي خيارات الفصائل المقبلة في إدارة أزمات القطاع؟


السبت، 18 نيسان، 2015

قالوا في المثل الشعبي الفلسطيني «من جرب المجرب عقله مخرب»، فلا ثقة فيمن غدر، أو ترك رعيته دون رعاية أو مسؤوليه تذكر، ولا تزال حالة قطاع غزة تراوح مكانها بعد ما يزيد عن عشرة أشهر من تشكيل حكومة التوافق الوطني التي لم تنفّذ فعليًا أي تطور يذكر على الوضع العام في غزة.

وقد تكون هذه الحكومة -الوطنية- قد زادت من مأساة غزة أكثر مما كانت عليه خلال سنوات الانقسام الثمان، إلّا أن الفصائل الفلسطينية تمنحها الفرصة تلو الأخرى أملًا في وفائها بالتزاماتها المنوطة بها تجاه القطاع، ومواطنوه ما زالوا ينتظرون.

ويبدو أن الفصائل الوطنية الفلسطينية لا تحبّذ اتخاذ أيّ خطوات قوية في ملفات غزة بعد كل تلك الفترة الصعبة، فيما رأت بعضها أن تمكين عمل الحكومة في غزة هو الحل الأنسب لتفادي المزيد من الأزمات.

لجنة وطنية شاملة

حركة الجهاد الإسلامي رأت أن الحالة الفلسطينية في قطاع غزة ستراوح مكانها ما لم يتم تشكيل لجنة وطنية تعمل على تمكين حكومة التوافق من الالتزام بمسؤولياتها وتحقيق ما شكلت لأجله، واستئناف الحوار الوطني الشامل.

وقال خضر حبيب القيادي في الجهاد إنه على حكومة التوافق تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب المحاصر في غزة؛ للقيام بما تم الاتفاق عليه في لقاءات الحكومة والفصائل، وخاصة المهام المحددة لها.

وتدّعي الحكومة أنها لم تتمكن من تسلّم زمام الأمور والحكم في غزة كما يجب من حركة حماس.

وشدّد حبيب على أن المخرج من الوضع الراهن هو لجنة وطنية صاحبة نفوذ وقرار بمقدورها تمكين الحكومة من انجاز مهماتها، مطالبًا جميع الأطراف بتحمل مسئولياتهم اتجاه شعبهم.

بدوره، اعتبر المحلل السياسي نعيم بارود أن تشكيل اللجان "كالنفخ في بالونات مثقوبة"، متسائلًا: "لماذا تشكل اللجان وغزة رحّبت باستلام الحكومة لزمام الأمور؟"، مضيفًا أن الحكومة تبتعد عن حل المشكلة الحقيقية للقطاع، وتتلاعب بالاتفاقيات عبر تشكيل اللجان التي لم تحقق للموظفين ولغزة أيّ من حقوقهم.

وانتقد بارود أداء الفصائل «الباهت»، ورأى أنها لم تستطع تصحيح المسار بين حركتي "حماس وفتح" ولم تقم بدورها الحقيقي بإنصاف الموظفين في غزة، مطالبًا أن تقوم بدورها كونها شاهد على لقاءات الحكومة مع حماس في الاتفاقيات بينها.

حماس تمتلك بدائل!

وتقف عوامل جمّة على الساحة الفلسطينية في طريق انجاز الحاجات الملحة للمواطنين، على رأسها الاحتلال الذي يريد أن يبقي الوضع كما هو مع استمرار الحصار، ويضيف القيادي في الجهاد حبيب أن المناكفات الداخلية هي العامل الأكثر اعاقة لعمل حكومة التوافق.

أما حركة حماس فقالت على لسان زياد الظاظا عضو المكتب السياسي فيها، إن حماس لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه استمرار معاناة المواطنين والموظفين بغزة، مؤكدًا أنها تمتلك عدة بدائل للرد على تجاهل الحكومة، لم يفصح عنها، موضحًا أنه سيتم اتخاذها في الوقت المناسب.

وفي الآونة الأخيرة أشيع في وسائل الاعلام المحلية عن أن حماس والفصائل في غزة تخطط لإدارة القطاع بعد فشل الحكومة في أداء دورها وترك غزة غريقة في أزماتها.

وفي هذا الشأن قال القيادي بالجهاد حبيب، إن حركته ضد هذا الخيار "الذي سيزيد الانقسام عمقًا وهو في غير الاتجاه الصحيح"، داعيًا إلى التوافق الجامع للالتفاف حول رؤية وطنية تمكّن من إخراج القطاع من أزمته الحالية.

وبالعودة للمحلل بارود اختلف مع موقف الجهاد من موضوع إدارة القطاع، بقوله: "قد يتم اللجوء إلى ذلك في حال أقفلت الحكمة الأبواب أمام غزة وحل قضاياها".

وفي السياق، قال جميل مزهر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لـ "" إن هناك تحركات واتصالات ايجابية تجري لمعالجة قضايا غزة والحكومة فيما لم يحبّذ خروجها عبر الاعلام خشية من وأدها بالتراشقات الإعلامية، مشيرًا إلى ضرورة الابتعاد عن السلبية في طرح موضوع الحكومة لتلافي المزيد من الخلافات.

وتعاني غزة من حصار مطبق يفتك بالمواطنين، وينتظر المحاصرين فيه حلًا لأزمات القطاع الاقتصادية المتلاحقة، فلا يزال ملف موظفي حكومة غزة السابقة عالقًا بيد حكومة التوافق، إضافة لملف المعابر.

المصدر: الرسالة نت