القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

مبادرات إنسانية وشبابية تخفف أعباء عيد الأضحى على أبناء مخيم برج الشمالي


محمد السعيد، خاص- لاجئ نت || الأربعاء، 13 تموز، 2022

ينغص الفقر المدقع على أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان بشكل عام ومخيم برج الشمالي بشكل خاص فرحهم بعيد الاضحى المبارك، فالأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي تطحن "الاخضر واليابس" وتفرغ الجيوب وبالكاد تسمح للاجئ الفلسطيني تأمين قوت يومه وشراء الضروريات دون اي كماليات، اضافة الى البطالة وانعدام فرص العمل بسبب حرمانه من حقوقه المدنية والاجتماعية، يجعل العيد يمر باهتا.

وأثّرت الأوضاع الاقتصادية على أبناء مخيم برج الشمالي إلا أن أبناء المخيم حريصون على الاحتفاء بالعيد على طريقتهم الخاصة، ويعوضون هذا النقص بالحفاظ على التقاليد والعادات الاجتماعية في التزاور وتبادل التهاني، وزيارة المقابر واضرحة الشهداء والترحم عليهم، و تقديم الاضاحي وتوزيعها على الفقراء والعائلات المستورة بحسب ما أفاد به الحاج عاطف عباس عضو لجنة الزكاة والصدقات "إغناء ".

وقال عباس لـ"شبكة لاجئ نت" أن اللجنة في المخيم قامت بتوزيع لحوم الأضاحي من الغنم والبقر على مئات العائلات المتعففة بهدف التخفيف من معاناتهم التي تفاقمت جرّاء الأزمات الإنسانية المتتالية وادخال الفرحة على بيوتهم انطلاقا من المسؤولية الدينية والاخلاقية تجاه ابناء شعبنا .

وفي ذات الصلة وضمن حملة "مشروع الأضحى" وبرعاية من حملة التضامن الوطنية مع المخيمات الفلسطينية في لبنان، قامت "مبادرة طيّبون" بتوزيع حصص أضاحي على 300 عائلة متعفّفة في مخيم برج الشمالي ثالث أيام عيد الأضحى المبارك.

ولإدخال البسمة والسرور على وجوه الأطفال في عيد الأضحى المبارك قامت لجنة صندوق الزكاة والصدقات "إغناء" بالتعاون مع كشافة الاسراء في مخيم برج الشمالي بتوزيع حلوى العيد في مسجد أبي بن كعب ومسجد المخيم القديم .

وقامت جمعية كشافة ومرشدات الإسراء بتنظيم كرمس العودة في المخيم تخلله فقرات ترفيهية ومسابقات وتوزيع الهدايا والحلوى على الأطفال.

وفي السياق أشاد محمود مصطفى بهذه المبادرات لأثرها على نفوس الأطفال، وقال لشبكة "لاجئ نت" بأن هناك صعوبة بالغة بالنسبة للأهالي من ناحية الاهتمام بالأطفال، نظراً لكون أولويات الحياة تتطلب منهم التفكير في أمور يعتبرونها أساسية، منها الحصول على الطعام والشراب والصحة وتوفير الخدمات، فضلا عن الحاجة اليومية لأطفالهم من الخبز، وكانت هذه المبادرة خطوة لإدخال فرحة إلى قلوب الأطفال.

وغمر شعور بالفرح الطفل حمزة، ذو السبعة أعوام، بعد حصوله على هدية مقدمة من لجنة الزكاة والصدقات "إغناء" بالإضافة إلى قصة شعر مجانية وصورة العيد، وقال الطفل لشبكة "لاجئ نت" "قصوا لي شعري وأعطوني لعبة، سأكون فرحة جدّا في العيد وسألعب مع الأطفال في كرمس العيد".

أحد منظمي الكرمس مصطفى الحسين، قال في حديث له مع شبكة "لاجئ نت" إنّ الجمعية تنظم هذه الفعاليات منذ سنوات لإدخال البهجة والسرور إلى قلوب أبناء وأطفال المُخيّم لا سيما في ظل هذه الظروف الصعبة اقتصادياً واجتماعياً.

وشدد حسين على أحقيّة الأطفال في المخيم أن يفرحوا ويلعبوا ويعيشوا كغيرهم، وأن يستقبلوا العيد بأجمل صورة. مشيراً بأن الهدف من المبادرة زرع الابتسامة على وجوه الأطفال، وتخفيف العبء عن الأهالي نظراً لارتفاع أسعار الألعاب في مدينة الملاهي.

ولفت حسين إلى أنّ كشافة الإسراء والمجموعات الشبابية تعمل منذ سنوات على تنظيم فعاليات في كافة المناسبات والأعياد وأنشطة صيفية متعددة ومضامين وأهداف مختلفة تسعى لتعزيز ودعم أبناء شعبنا الفلسطيني.

ويمر عيد الأضحى هذا العام، على أهالي مخيّم برج الشمالي للاجئين وكافة المخيّمات الفلسطينية في لبنان، في ظل تفاقم الظروف المعيشيّة الصعبة، وتواصل ارتفاع الأسعار، وشحّ فرص العمل في البلاد. الأمر الذي ينعكس بشكل حاد على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذين تصنفهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بالأشد فقراً من بين المخيمات في لبنان.