متى تتحطم الأصنام الفلسطينية؟
الأربعاء، 15 نيسان، 2015
وقعت منظمة التحرير الفلسطينية في سقطة جديدة في تعاملها المرتبك مع أزمة
مخيم اليرموك بسوريا والتصريحات التي صدرت عن مبعوثها إلى دمشق الدكتور أحمد مجدلاني
الذي برر ضرب المخيم عسكرياً.
الدكتور صلاح البردويل قال في معرض تعقيبه على موقف المنظمة وتصريحات مجدلاني
«باعت منظمة التحرير
مخيم اليرموك»، كما جوبهت تصريحات مجدلاني وموقف المنظمة بجملة من الانتقادات التي
وجهتها شخصيات وطنية وفصائل فلسطينية مختلفة.
وفتحت أزمة اليرموك مجدداً ملف المنظمة المغيب عن طاولة التداول الفلسطيني
بالرغم من الأهمية التي تكمن في تفعيلها وإصلاحها وهو المطلب الذي تتفق عليه أغلب الفصائل
الفلسطينية وحتى حركة فتح نفسها ولو ظاهرياً.
فمنظمة التحرير كثرت سقطاتها وباتت تحمل وزر ما آلت إليه القضية الفلسطينية
منذ الولوج في عملية التسوية والتوقيع على اتفاق أوسلو.
ومنذ ذلك الوقت تشهد عملية تهميش بشكل تراكمي، والحط من مكانتها باعتبارها
الممثل للشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات. فقد تحولت المنظمة وهيئتها القيادية الأولى
اللجنة التنفيذية إلى مجرد أداة ووسيلة فقط يتم استحضارها عند الضرورة لتمرير قرارات
وتوجهات سياسية محددة، مثلما حدث في الغاء مواد من الميثاق الفلسطيني، فيما افتقدت
دورها الوطني العام في إطار قيادة الشعب الفلسطيني.
ويكفي أن قيادات ليس لها وزن على الأرض مثل أحمد مجدلاني، ومن قبله ياسر
عبد ربه باتت تتحدث باسم الشعب الفلسطيني وتؤثر في مركز القرار الفلسطيني.
ويكمن البديل الواقعي في تفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية،
الذي يمكن أن يقود إلى عملية مصالحة حقيقية وإعادة بناء المنظمة من جديد على أسس سليمة.
ولكن يبدو أنه لا توجد نوايا حقيقية لدى القيادة الحالية للمنظمة والسلطة
في تفعيل الاطار القيادي الذي جرى الاتفاق على تفعيله خلال حوارات القاهرة وتفاهمات
الدوحة، فرئيس المنظمة والسلطة محمود عباس لا يزال يماطل في عقد اجتماعات قادة الفصائل،
الأمر الذي بدا مكشوفاً أمام غالبية القوى الفلسطينية مما دفع القيادي في الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين جميل المجدلاوي إلى تحميل محمود عباس مسؤولية تعطيله الاطار القيادي
المؤقت صراحةً عندما قال في ندوة سياسية أمس: إن «مفتاح الحل بيد الرئيس أبو مازن وليس
بيد أحدٍ غيره، وهو المعطل الأساسي لانعقاد الإطار القيادي لمنظمة التحرير باعتبارها
المظلة الجامعة لشعبنا».
وفي الوقت الذي تنتظر فيه القوي الفلسطينية تفعيل الاطار القيادي المؤقت
للمنظمة لاسيما حركتي حماس والجهاد الاسلامي، فإن عباس يتخذ اجراءات وقرارات مصيرية،
بل وفي إطار توسيع قاعدة المنظمة ضم من خلال المجلس المركزي، المبادرة الوطنية التي
يرأسها الدكتور مصطفى البرغوثي، لمؤسسات منظمة التحرير.
وفي هذا الاجراء يبعث برسالة إلى الجميع بما فيها الفصائل الفلسطينية أنه
يعمل على الأرض بدون أي معيقات، مع أنه كان الأولى به أن يدعو إلى اجتماع الاطار القيادي
المؤقت للمنظمة، بحيث يضم في إطار المنظمة التي تمثل الفلسطينيين، حركتي حماس والجهاد
الاسلامي اللتين تمتلكان وزناً كبيراً في الشارع الفلسطيني، بل وسيطرة على الأرض كما
في حالة حركة حماس وقطاع غزة.
في ضوء هذا التفرد في القرار الفلسطيني بحجة امتلاك شرعية التمثيل، هل
ستبقى المنظمة صنماً لا يمكن تحطيمه بالرغم من ضعفه وهشاشته أم ستبقى الفصائل الفلسطينية
تنتظر أن يأكله عباس، كما كان يفعل أهل قريش في مكة عندما كانوا يأكلون آلهتهم التي
يعبدونها عندما يجوعون؟
المصدر: الرسالة نت