«مجدل شمس» تدفع ضريبة نصرة اللاجئين الفلسطينيين
الأحد، 26 حزيران، 2011
هب أهالي قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل دفاعاً عن القضية الفلسطينية في مناسبتين فلسطينيتين مفصليتين على غير ما توقعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي ذهلت من تحرك أهالي القرية في مناسبتي إحياء ذكرى النكبة والنكسة من قبل اللاجئين الفلسطينيين مؤخراً.
وظل الاحتلال الاسرائيلي مطمئنًا إلى نجاح مشروعه في تشتيت الفلسطينيين والعرب كما نجح في تقسيم أرضهم بقوة الحروب منذ عقود طويلة، إلى أن تحرك أهالي "مجدل شمس" ليبطلوا النظرية الإسرائيلية التي سادت عن التهاء كل مواطن عربي بمشاكله الخاصة بعيداً عن قضية فلسطين.
ولم تستطب قوات الاحتلال التحرك العربي من القرية السورية، فقررت أن لا تترك أهلها دون أن تعاقبهم على تحركهم الشعبي، فبدأت حملةً عسكرية أمنية واسعة في صفوف شباب القرية وفتيانها اعتقلت خلالها العشرات منهم.
وتوجه الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى الحدود مع فلسطين التاريخية المحتلة المتاخمة لهضبة الجولان المحتلة في الخامس عشر من شهر مايو الماضي إحياءً لذكرى النكبة الـ(63)، كما توجهوا إلى نفس المنطقة إحياءً لذكرى النكسة الرابعة والأربعين في الرابع من الشهر الجاري.
تفاعلات النكبة والنكسة
وقد اعتقلت قوات الاحتلال العشرات من شبان القرية وفتيانها منذ وقوع الأحداث في المناسبتين، بتهمة رشق الحجارة على رجال الشرطة الإسرائيلية وعرقلة وظيفتهم والخلل في الأمن العام.
ويقول الشاب بشير حميدات من القرية، لقد قامت قوات الاحتلال باعتقال مجموعة كبيرة من شباب الجولان خلال الأيام الماضية، حيث وصل عدد المعتقلين إلى 18 أسيراً.
ويشير إلى أن الإجراءات التي اتخذت ضدهم، تنوعت ما بين لوائح اتهام، فيما أبعد آخرون عن منازلهم وبلداتهم وتغريمهم بدفع كفالات مالية.
ولم تأبه القرية بالحملة الإسرائيلية الواسعة، وبدا سكانها غير عابئين بالممارسات ضدهم، حسب حميدات الذي يقول:" ماذا نتوقع من احتلال إرهابي لا يعرف القوانين ولا الإنسانية ؟ فقضية الاعتقالات والتي ستتواصل أيضا في الأيام القادمة، أمر عادي وهي ضريبة يسيرة لتحرير الوطن".
و قرية "مجدل شمس" هي إحدى قرى إقليم البلان في هضبة الجولان المحتل، تقع على السفح الجنوبي لجبل حرمون، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 8.000 نسمة تقريباً.
تاريخ من الصمود
ويقول المؤرخ الفلسطيني مصطفى حبيب : إن اختيار قرية مجدل شمس كبؤرة مختارة لعودة اللاجئين ليس بالأمر الغريب ؛ فتاريخ القرية يشهد له برفض ومقاومة الاحتلال والظلم.
ويضيف :" مجدل شمس تعد أكبر قرى الجولان المحتل الخمسة، وهي :بقعاثا، عين قنية، الغجر، مسعده، وكانت من أهم معاقل الثوار ضد الفرنسيين بسبب موقعها الجبلي المحصن مما أدى إلى قيام الفرنسيين بإحراقها ثلاث مرات".
ولفت حبيب إلى أنه ومع احتلال الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة عام 67 تم احتلال هضبة الجولان بما فيها مجدل شمس، و حاول الاحتلال عام 1982 فرض الجنسية الإسرائيلية بالقوة على سكانها، ولكنه فشل بسبب التفاف السكان حول القيادة الروحية التي أصدرت فتوى بتكفير ومقاطعة كل من يقبل الجنسية الإسرائيلية.
وأوضح أن الاحتلال قام على إثر ذلك بمحاصرتها أكثر من 6 أشهر، ومنع دخول الغذاء والدواء للمواطنين لكن ذلك لم يزد المواطنين إلا صلابة ورفض لمطالب الاحتلال ورفع العلم السوري وإصدار وثيقة رسمية باسم جميع السكان يعلنون فيها تمسكهم بجنسيتهم العربية السورية ورفضهم للاحتلال.
المصدر: محمد عودة - موقع فلسطين أون لاين