القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مجمعات النفايات الإسرائيلية تحوّل «الطيبة» لقنبلة موقوتة

أصابت السكان بالأمراض الصدرية والسرطان

مجمعات النفايات الإسرائيلية تحوّل «الطيبة» لقنبلة موقوتة


السبت، 11 نيسان، 2015

ثلاثة آلاف حالة سرطان كانت نتيجة حتمية لإقامة ثلاثة مجمعات «إسرائيلية» لمكبات النفايات شمال مدينة "الطيبة" بالمثلث الجنوبي في الداخل الفلسطيني المحتل، وهو عدد مرشح للزيادة في ظل مخططات لإقامة مجمعات جديدة.

وقررت لجنة التخطيط والبناء اللوائية الإسرائيلية مؤخرًا إقامة مجمع رابع للنفايات، إلى جانبه 15 مصنعًا لتدوير تلك النفايات بكافة أنواعها من عضوية وكيميائية.

ولاقى هذا القرار سخطًا وسط أهالي مدينة الطيبة، التي يعيش سكانها الشماليين قبالة مجمعات للنفايات أقامتها سلطات الاحتلال منذ 20 عامًا، ويعانون أمراضًا صحية وبيئية نتيجة الغازات والروائح التي تنبعث منها على مدار الساعة.

وتحوّل السلطات الإسرائيلية إلى المجمعات الثلاثة ما يزيد عن ربع نفاياتها من كافة المدن والبلدات، خاصة نفايات مدن نتانيا و"تل أبيب" وحيفا.

وتعد مدينة «الطيبة» ثاني أكبر مدن المثلث بعد أم الفحم، ورابع أكبر مدينة في الداخل الفلسطيني المحتل بعد الناصرة، ورهط، وأم الفحم، ويبلغ عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة، كلهم من العرب والمسلمين، فيما تبلغ مساحتها نحو 20 ألف دونم.

مواد كيماوية

ويقول رئيس الائتلاف الطيباوي من أجل الدفاع عن البيئة عبد الستار شاهين لوكالة «صفا» إن مخطط المجمع الجديد سيُقام على أراضي الطيبة الغربية، على مساحة 30 دونمًا، وهي أراضي ملك خاص تسيطر عليها شركة إسرائيلية.

ويضيف "هذا المجمع سيشمل 15 مصنعًا جديدًا يضم موادًا كيماوية، كما هو حال المجمعات الثلاثة الموجودة حاليًا، وسيكون المجمع قريب جدًا من المباني السكنية".

وتعمل السلطات الإسرائيلية على اعتبار المنطقة المذكورة المكان المخصص لأكثر من نصف نفايات «اسرائيل»، وهو ما سيزيد من انتشار الأمراض المزمنة، التي أقلها مرض السرطان والأمراض الصدرية بكافة أنواعها.

ويكمل شاهين "20 عامًا ونحن نعاني من ثلاثة مكبات، وأمراض ومعاناة لا تتوقف، واليوم جاءوا إلينا بهذا المخطط، ليشلّوا بذلك حياة أهل الطيبة، ويحولوا المدينة إلى مقبرة لنفايات «اسرائيل»".

شلّ حركة البناء

وتظاهر العشرات من سكان مدينة الطيبة والمنطقة المجاورة في منطقة المثلث مؤخرًا قبالة مبنى البلدية احتجاجًا على استمرار عمل مكب للنفايات في المنطقة، والذي تأكد تأثيره السلبي على البيئة، والمخطط الجديد.

وطالبوا إدارة البلدية بسحب توصيتها بإقامة مجمع جديد للنفايات وإغلاق المجمعات الأخرى.

وكما يقول شاهين «فإن المتواجدين في البلدية ليسوا أولئك الذين اختارهم أهل المدينة لتمثيلهم، فقد استولت عليها لجنة «الداخلية الإسرائيلية»، التي بدورها أصدرت توصية بالمصادقة على مخطط إقامة المجمع الجديد».

ومن أجل ذلك أقام أهل المدينة لجنة من أجل مواجهة هذا المخطط الجديد، ويضم عدد من الناشطين وجماهير المدينة، الذين سيعلنون عن فعاليات وخطوات احتجاجية، للتصدي له".

ويؤكد رئيس اللجنة أنهم سيواجهون المخطط ولن يسحموا بمصادقة اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء عليه، مشيرًا إلى أن أهل المدينة سينظمون مظاهرة أمام مقرها في مدينة الرملة، للمطالبة بإلغاء المخطط وعدم المصادقة عليه.

ويضيف «سننفذ كل ما بوسعنا من فعاليات ومظاهرات لوقف العمل في هذه المكبات، لأنها تشكل قنبلة موقوتة من الممكن تهدد الطيبة بأكملها».

ويشدد على أن الجماهير ستعمل على إغلاق المكبات وستقف سدًا لمنع إقامة المكب الرابع، الذي يعتبر الأخطر من بينها، كونه يضم 15 مصنعًا، كما سبق ذكره.

ولا تتوقف أضرار المكبات المتواجدة أو تهديد المخطط القادم على العوامل الصحية والبيئية، وإنما تتعداها إلى التسبب بوقف تطوير البناء في المنطقة.

ووفق رئيس الائتلاف، فإن كافة الشركات والمواطنين أيضًا يمتنعون عن البناء في المنطقة لقربها من هذه التجمعات القذرة، وهو ما يعني طرد الأهالي من أراضيهم، وحرمانهم من البقاء فيها أو البناء عليها.

المصدر: وكالة صفا