القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

محاولات التضييق على المخيمات "نكبة" جديدة بحق الفلسطينيين تهدف إلى إلغاء حق العودة

محاولات التضييق على المخيمات "نكبة" جديدة بحق الفلسطينيين تهدف إلى إلغاء حق العودة


الثلاثاء، 17 أيار، 2016

أبواب مُغلقة ومخيم بأكمله لا يمتلك سوى مخرج واحد فقط، حواجز في جميع المداخل وتشديدات بالدخول لكل من يدخل هذا المخيم أو يخرجه، وعائلات كبيرة تعيش في غرف صغيرة لا تتجاوز مساحتها الثمانين متراً، ما جعل أغلب سكان هذه المخيمات يبحثون عن أماكن عيش أخرى علهم يجدون فيها الحرية التي لم يحصلوا عليها منذ أن هجروا من أرضهم قبل 68 عاماً .

يقول مدير عام المخيمات في دائرة شئون اللاجئين بحركة "فتح"، ياسر أبو كشك:" بلا شك قضية المخيم تشكل رمزية للاجئين الفلسطينيين وشاهدا تاريخيا على المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني.

ويؤكد أن محاولات الاستهداف التام مستمرة للمخيمات كافة في الوطن أو في الشتات، وهي تأتي ضمن سياسة إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وتغييبها لتثبيت المشروع الصهيوني على الأراضي الفلسطينية وأن لا يعود هناك من يطالب بحقه في العودة.

ويشير أبو كشك إلى أن الأمور تسير الآن باتجاه تصفية أبناء المخيم، إلا أن قضية النكبة والعودة هي قضية الشعب الفلسطيني ، مضيفاً:" نحن نعمل جاهدين من أجل أن نعيد البوصلة والمربع إلى المربع الأول".

وتابع قوله:" اللاجئون في المخيمات محاصرون من كل مكان وهم ممنوعون من التعليم ودخول المدارس، وإذا تعلموا هناك الكثير من الوظائف ممنوع للفلسطينيين أن يكونوا فيها هم محرومون من أبسط حقوقهم، والآن بدأت وكالة الغوث التنصل من خدماتها، وهي تطالب اللاجئ الفقير أن يساهم في علاج نفسه بنفسه وهو بعد ذلك لن يستطيع توفير الطعام دون أن يحرك أحد ساكنا".

شاهد تاريخي

ويؤكد ضرورة التمسك بقوة بحق اللاجئين وحماية المخيم ورمزيته كشاهد تاريخي على المأساة والنكبة واستهداف الاحتلال.

ويطالب أبو كشك الفصائل والقوى الفلسطينية بأن يكون لها دور أكثر فاعلية في هذا الجانب بالوقوف في وجه الممارسات التعسفية بحق المخيمات الفلسطينية، مشدداً على أهمية حق العودة للفلسطينيين والتركيز عليه في ظل غياب الرأي العام العالمي عن نصرة القضية الفلسطينية.

طمس المخيمات

بدوره، يؤكد رئيس دائرة اللاجئين في حركة حماس د.عصام عدوان، أن هناك محاولات لطمس المخيمات وإخفاء معالمها كنوع من توطين اللاجئين وإنهاء ملفهم وقضيتهم، مشيراً إلى أن البداية كانت من مخيم تل الزعتر في لبنان عام 1976 في فترة الحرب الأهلية وما بعدها وصولاً إلى مخيم نهر البارد في جهة طرابلس التي دمر لأتفه الأسباب.

ويقول:" هذا لم يمر في التاريخ, يتم تدمير مخيم بأكمله للبحث عن بعض العناصر المطلوبة للشرطة، وقالت السلطات اللبنانية إنه سيتم بناؤه بعد ذلك وحتى الآن منذ 8 سنوات لم نر شيئاً سوى 30إلى 40% من المخيم ولم يعد إليه معظم سكانه".

ويشدد عدوان على أن هذا الأمر ينتقل إلى سوريا بتدمير مخيم اليرموك وتهجير معظم أهله والذي كان يضم 250 ألف فلسطيني وسوري معاً، مضيفاً:" كذلك مخيم السيدة زينب ومخيمات أخرى في سوريا دمرت بالكامل وهجر أهلها سواء كانت واقعة تحت النظام السوري أو المعارضة السورية في كلا الحالتين كان يتم تدمير المخيم وتهجير اهله ومنع عودتهم إليه".

ويؤكد أن هذه التصفيات للمخيمات الفلسطينية نوع من أنواع تصفية الوجود الفلسطيني في البلاد العربية، قائلاً:" وقد سبق هذا إنهاء الوجود الفلسطيني في العراق، صحيح لم تكن هناك مخيمات ولكن عند الاحتلال الأمريكي بدأت المليشيات الشيعية تستهدفهم وبشكل شرس حتى تم تهجير آلاف منهم من أصل 40 ألف, اليوم بالكاد يوجد 10 آلاف تقريباً".

طرد اللاجئين

ويقول: "هناك محاولات سابقة قام بها شارون في غزة عندما كان يدخل المخيمات بدعوى أنه يريد توسعة الشوارع لتحسين بيئة الشوارع ولكن على العكس تماماً هو كان يهدف من وراء التوسعة لطرد أكبر عدد ممكن من اللاجئين وتسهيل مهمة الجيش الإسرائيلي في التوغل لملاحقة الفدائيين".

ويوضح أنه طرحت مشاريع صهيونية كثيرة لنقل اللاجئين من هذه المخيمات إلى الضفة الغربية وسيناء وكانت هناك مشاريع من وكالة الغوث نفسها تورطت في بداية أمورها في مشروع لتوطين كل اللاجئين في غزة بشمال غرب سيناء ولكن تم إفشاله.

ويؤكد أن هذه المشاريع حلقات مستمرة والكل يحاول إنهاء قضية اللاجئين وتصفية هذا الملف ولكن ليس بالضرورة أن تنجح هذه المحاولات التي دائماً يكتب لها الفشل، مشدداً على أن اللاجئين لازالوا متمسكين بحقهم بالعودة.

تهميش القوانين

من جانبه، يقول الباحث في مركز اللاجئين للتنمية المجتمعية د.سمير أبو مدللة: "بالتأكيد ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في الشتات وخاصة في مخيمي نهر البارد ومخيم عين الحلوة إضافة إلى ما يتعرضون له في مخيمات سوريا خلال الفترة الماضية كل هذه الظروف تدفع في التضييق على اللاجئين الفلسطينيين".

ويشير إلى أن اللاجئين الفلسطينيين اليوم يعانون من ظروف اقتصادية واجتماعية سيئة خلال السنوات الماضية من خلال التهميش في بعض القوانين الدولية خاصة العمل وأن هناك أكثر من 70 مهنة ممنوع ممارستها من قبل الفلسطينيين.

ويضيف: "من عام 2009 وحتى الآن الأوضاع سيئة جداً عنوان هذه الأوضاع ما مر به مخيم نهر البارد من تدمير كامل وتهجير سكانه إضافة إلى ما تعرض له مخيم اليرموك الذي كان يسكنه أكثر من 150 ألف لاجئ واليوم لا يزيد عدد الموجودين فيه عن 10 آلاف إضافة إلى تدمير المخيم".

ويؤكد أن هذه الأوضاع تزيد معاناة اللاجئين الفلسطينيين بل وتدفعهم إلى البحث عن هجرة جديدة ومأوى جديد, البعض منهم استطاع الوصول إلى الدول الأوربية وآخرون كان مصيرهم الموت في قوارب الهجرة.

ويوضح أنه في ظل اقتراب ذكرى الـ 68 للنكبة فإن هؤلاء اللاجئين بحاجة إلى تحرك فلسطيني لرفع الأذى عن المخيمات ومحاولة توفير حياة آمنة للاجئين الفلسطينيين في الخارج وخاصة في لبنان وسوريا.

وينوه إلى أن مزيدا من التضييق على هؤلاء اللاجئين سيدفعهم للهجرة والبحث عن مأوى جديد ويبعدهم عن النضال الوطني الفلسطيني وعن أرضهم خاصة وأنهم يحلمون باليوم الذي سيعودون فيه إلى وطنهم.

ويشير إلى أن هذه الظروف كان ضحيتها الآلاف من المشردين والمئات من الشهداء في مخيمات سوريا وما زال هناك الآلاف من المشردين ينتظرون المساعدات وإتمام الإعمار سواء من قبل المانحين أو الدعم المقدم من السلطة الفلسطينية ليستطيعوا العودة إلى أماكن اللجوء المؤقت.

المصدر: صحيفة فلسطين