محنة
اللجوء تجمع المنفيين: مخيمات الفلسطينيين تجذب السوريين النازحين للإقامة بها
الثلاثاء،
20 أيار، 2014
لم
يعلم اللاجئ السوري "محمد"، بعد قدومه من مخيم الزعتري إلى مخيم الزرقاء
للاجئين الفلسطينيين (العودة)، أن وضعه الاجتماعي قد يتبدل للأفضل.
لقاء
اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين يذكر بقول الشاعر
العربي "اجارتنا انا غريبان هاهنا وكل غريب للغريب نسيب"، حيث يستعيد
هذا البيت معناه في مخيمات "الاونروا" التي تستقطب اعدادا متزايدة من
اللاجئين السوريين.
يقول
محمد عن قدومه الى مخيم الزرقاء: "أقمت في مخيم الزعتري ثلاثة شهور، لكني
حاولت الهروب منه عدة مرات، إلا أن السلطات المعنية اعادتني اليه، ثم كفلني مواطن
أردني من قاطني المفرق، لانتقل للعيش في مخيم الزرقاء".
ومع
استمرار الازمة السورية منذ اكثر من 3 اعوام وتواصل تدفق اللاجئين السوريين
للمملكة، اختارت الكثير من العائلات اللاجئة السورية المخيمات الفلسطينية في
الاردن مكانا للجوئها، ربما لان ساكني هذه المخيمات هم الاقدر على مساعدتهم، كونهم
عاشوا حياة اللجوء قبلهم، اذ تقيم مئات العائلات السورية في هذه المخيمات، بخاصة في
البقعة وحطين والحسين والوحدات والزرقاء.
ويؤكد
محمد انه "لن يعود الى الزعتري مطلقاً"، وفي حال اجبر على الاقامة هناك،
"فقد اعود الى سورية"، لعدم استطاعته الإقامة في المخيم، واصفاً حياة
"الزعتري" بـ"البائسة".
ويضيف
إن الحياة في مخيم الزرقاء "ارحم بكثير من الزعتري"، لا سيما بعد
الاحداث التي شهدها قبل اسابيع، تخللتها اعمال فوضى وشغب، نتج عنها اصابة عدد من
اللاجئين ونحو 14 رجل امن ودرك.
ويعمل
محمد في مطعم مأكولات شعبية بمحافظة الزرقاء، براتب بسيط يكفيه نوعا ما، فيما يحصل
"على المساعدات من خلال بطاقة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إذ تمنحني
مواد غذائية وإغاثية وادوية شهريا، ومساعدات اخرى"، ومن دون البطاقة لا يمكنه
استلام اي دعم او مساعدة من المنظمات الدولية الخاصة بشؤون اللاجئين.
عضو
في لجنة خدمات مخيم الزرقاء، فضل عدم نشر اسمه، يشير لـ"الغد" الى وجود
لاجئين سوريين في مخيم العودة، تقدم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
"الاونروا" لهم مساعدات، توازي ما تقدمه للاجئين الفلسطينيين، كالتعليم
والصحة والإغاثة وغيرها من الخدمات المتوافرة.
ويلفت
العضو في حديثه لـ"الغد" الى أن تلك المساعدات تقدم للاجئ السوري من أصل
فلسطيني، أي لحامل بطاقة "الاونروا"، بينما تشارك جمعيات في تقديم خدمات
عينية ومالية للاجئين السوريين.
ويقطن
في مخيم الزرقاء حاليا نحو 20 الف لاجئ فلسطيني، وهم مواطنون اردنيون في الوقت
ذاته، بينما لا يوجد تقدير دقيق لعدد اللاجئين السوريين الموجودين في هذا المخيم،
الى جانب سكانه من اللاجئين الفلسطينيين.
وبحسب
عضو مجلس الخدمات، يقارب عدد العائلات السورية في مخيم الزرقاء 70، اي بحدود 300
فرد من كلا الجنسيين، ومن مختلف الاعمار، ويوجد فيه 4 مدارس، تقدم خدمات تعليمية
لأبناء المخيم، الى جانب طلبة سوريين، كما يوجد مركزان صحيان، يعملان على تقديم
الرعاية الصحية لقاطني المخيم.
نائب
رئيس لجنة خدمات مخيم الزرقاء عامر جادو يقول لـ"الغد" إن وجود اللاجئين
السوريين في المخيم "ضئيل نسبيا"، مقارنة بالخارج، مبينا أن جمعيات
خيرية تقدم مساعدات لهم داخل المخيم، من بينها لجنة تحسين الخدمات، وجمعية المركز
الاسلامي الخيرية، وهي الاكثر تقديما للمساعدات"، منوها الى ان الجمعية تنظم
ايضا رحلات ترفيهية لأبناء اللاجئيين السوريين شهريا.
والى
الشمال من مخيم الزرقاء، وعلى بعد نحو 10 كيلومترات، يقع مخيم السخنة للاجئين
الفلسطينيين، وهو يضم ايضا عائلات سورية لاجئة.
يقول
رئيس جمعية السخنة الخيرية لطفي دكوري لـ"الغد" إن اجمالي عدد العائلات
السورية في السخنة تجاوز الـ 180 عائلة، بينما تقطن 10 عائلات سورية فقط في مخيم
السخنة، بحسب دراسة اجريت قبل 3 أشهر.
وتتلقى
مخيمات الزرقاء المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية من "الأونروا"،
وهي المنظمة الدولية التي تستجيب لاحتياجات 5 ملايين لاجئ من فلسطين، موزعين في
الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، يحق لهم الحصول على مختلف
الخدمات.
ابو
فراس وهو لاجئ سوري وصل للاردن منذ عام تقريبا، يقول ان "السوريين الموجودين
في مخيم السخنة، يعيشون على اطرافه "بينما نتلقى مساعدات طفيفة من بعض
الجمعيات وأهل الخير".
المصدر:
جلال أبو صالح – الغد الأردنية