مخيم العروب.. من شظايا نكبة
فلسطين
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام
هناك حيث شمال الخليل (جنوب الضفة
الغربية) وعلى جبالها الشامخة أقيم مخيم العروب الذي يحكي قصة نكبة وصل نزيف
جراحها من ساحل فلسطين لتتغير الجغرافيا الدولية وتتحول إلى "إسرائيل"،
غير أنها ما زالت في قلب كل لاجئ "فلسطين" التي ولد وتربى في أرضها.
المخيــم
ويقع مخيم العروب على الطريق الواصل
بين الخليل وبيت لحم جنوب الضفة الغربية ويبلغ عدد سكانه أكثر من 8 آلاف نسمة، حيث
يقام على مساحة 238 دونما من أراضي الخليل، كما أن المخيم يضم عدة عائلات أبرزها
جوابرة وأبو الخيران والبدوي وغيرها، وما زال فيه الكثير من المواطنين الذين عاشوا
النكبة وكانوا من ضحايا يوم مهاجمة عصابات الإجرام الصهيوني من
"الهاجانا" و"البلماخ" و"إيتسل" و"ليحي"
وغيرها مدن وقرى فلسطين.
وبحسب بيانات المخيم في موقع وكالة
الأمم المتحدة عبر الإنترنت؛ فإنه تأسس عام 1949 كما أنه بني في أرض مستأجرة من
الحكومة الأردنية، وينحدر أصل سكان المخيم من 33 قرية تابعة للرملة والخليل وغزة،
وتبلغ نسبة البطالة فيه 30%.
ويقول أحد سكان المخيم الناشط جهاد
البدوي لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "يعيش في المخيم مواطنون
هجروا من مدن ومناطق متفرقة في الداخل المحتل عام 1948 ومنها عجور وتل الصافي
وأغلبهم من قرية عراق المنشية التي تعتبر ضمن المجدل، وكلهم لديهم الحلم بالعودة
ولا يتنازلون عنه، حتى أنني كنت أتحدث إلى رجل تسعيني وكان لديه الأمل في أن يعود
بنفسه إلى المخيم وأبلغ أبناءه أنه إذا توفي قبل أن يعود إلى قريته فعليهم أن
ينقلوا قبره إليها، وهذا هو الانتماء الذي يميز الفلسطينيين ويجعلهم يتمسكون أكثر
بأرضهم".
ويشير البدوي إلى أن الحياة في
المخيم ورغم تواجد السكان فيه عشرات السنين إلا أنها صعبة وقاسية، حيث إنه يفتقر
لخدمات كثيرة وتغرق بعض منازله بين الفينة والأخرى بمياه الصرف الصحي، وهذا الأمر
يصعب الحياة أكثر على أهالي العروب إضافة إلى تعرضهم لحرب يومية من قبل جنود
الاحتلال عبر الاقتحامات والمداهمات وإقامة برج عسكري دائم على مدخله.
العودة إصرار
وبعد 65 عاما من نكبة متواصلة على
أبناء الشعب الفلسطيني يصر أهالي المخيمات -ولعل من بينها مخيم العروب الذي يعد
شوكة في حلق المستوطنين حيث الحارقات والحجارة اليومية لمنعهم من اغتصاب الأرض مرة
أخرى بعدما اغتصبت منازلهم وأراضيهم مرة عام 1948- على حق العودة رافضين تنازلا
هنا أو تبادلا للأراضي هناك.
ويقول النائب في المجلس التشريعي
عزام سلهب لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إن إصرار الأهالي في
المخيمات على العودة دليل على أصالة الشعب الفلسطيني وعدم التفريط من قبله بأرضه
وممتلكاته في الداخل، وتجمعهم في تلك المخيمات سيكون له وقع في عملية العودة التي
لا جدال فيها، حيث سيعيد الشعب ترتيب صفوفه وتوحده ويعيد المجد المغتصب من جديد،
وإن شاء الله وكلي أمل بالاستقلال والسيادة والحرية".
ويضيف سلهب بأنه مما لا شك فيه أن
اللاجئين والشعب الفلسطيني كله لم ينس بلاده وأن حق العودة يجري في دمه، وما يثور من أن هناك من لا
يريد العودة هو مجرد حرب إعلامية تهدف لتثبيط العزيمة وفقدان الأمل.
ترتسم ملامح العودة على وجوه أطفال
سمعوا بمدنهم ولم يروها، وتحدث لهم أجدادهم عنها ولم يسكنوها، وخطوا بأقلامهم
اسمها، ولم توجد في بطاقاتهم أو شهادات ميلادهم، ورسموا بياراتها ولم يقطفوا منها
الثمر؛ أليس هذا دليلا على أنهم بأرضهم وبحرهم وساحلهم ومدنهم هم أحق البشر؟!.