مخيم اليرموك يواجه نكبة
جديدة وكارثة إنسانية
الأربعاء، 28 آب، 2013
نكبة تتلوها نكبة يلحقها
قصف ودمار وحصار وتهجير بحق المخيمات الفلسطينية في سوريا وخاصة مخيم اليرموك، الذي
يتعرض لمسلسل دامي ذو أحداث مأساوية.
يقول مختصان بشئون اللاجئين
الفلسطينيين: "إن مخيم اليرموك يتعرض لنكبة ثانية من تشريد وتهجير لساكنيه بسبب
الدمار والقصف، بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية التي تلم به نتيجة الحصار الواقع عليه
منذ ثمانية شهور تقريبًا".
وقال مدير عام منظمة ثابت
لحق العودة في لبنان علي هويدي: "هذه النكبات المتجددة التي يتعرض لها الفلسطينيين
ذات معالم واضحة إذ تتواصل المجازر والبشعة والتهجير المستمر حيث شردوا فلسطينيون سوريا
في أكثر من 20 دولة".
وأضاف هويدي: "إن
الأزمة السورية لا تزال تدلي انعكاساتها على المخيمات الفلسطينية وخاصة اليرموك، ولكن
ما يحدث هو برسم ومتابعة المجتمع الدولي ووكالة الغوث الدولية "الأنروا".
وأوضح أن مشهد الحصار بلغ
أعلى ذروته حيث لا خبز ولا طعام ولا دواء ولا كهرباء، وإقدام بعض الفلسطينيين على أكل
القطط، وطحن العدس والبرغل لإعداد الخبز بسبب عدم توفر المستلزمات الغذائية الضرورية
التي تبقيهم على قيد الحياة.
وأكد هويدي أن الزيارات
المتكررة التي تقوم بها الوفود لمتابعة الأوضاع في المخيمات السورية ومنظمة التحرير
الفلسطينية لم تجدي أي نتائج ملموسة على أرض الواقع، بالرغم من طرح مبادرة لكنها لم
تنفذ.
وأشار إلى أن نسبة النازحين
في المخيم بلغت 60% من نسبة سكانه بسبب الحالة الفريدة التي يمر بها من الحصار، مبينًا
أنه في ظل ذكرى 37 عامًا على مذبحة تل الزعتر التي تعيد الظروف التي يمر بها المخيم
الآن هو أن اللاجئ الفلسطيني لديه مشروع عودة متمسك به ولا علاقة له بالشئون الداخلية،
بالرغم من إقحامه فيها.ونوه هويدي إلى أن أكثر المشاكل التي تواجههم في المخيم هي البحث
عن مكان للإيواء وتوفير الاحتياجات الضرورية في ظل انعدام الحياة الإنسانية فيه مسببة
زيادة في الحالات المرضية.
ودعا الجماعات المسلحة
في المخيم باتخاذ خطوة جريئة وتسجيل نقطة ذهبية بالانسحاب من المخيم لتجنب أهله ويلات
الحرب، وأن يقوم النظام بفك الحصار عنه في ظل عدم وجود أفق للحل، لأنه بين الجماعات
المسلحة والنظام الفلسطيني هو الذي يدفع الثمن.
وطالب هويدي منظمة التعاون
الإسلامي، وجامعة الدول العربية، والمجتمع الدولي والأنروا والفصائل الفلسطينية بضرورة
التحرك لإنقاذ مخيم اليرموك من الكارثة الإنسانية، بالإضافة إلى وقف استهداف المخيمات.
ومن جهته، أكد منسق مجموعة
العمل من أجل فلسطيني سوريا طارق حمود أن وضع اليرموك بات مأساوياً، فالحصار المفروض
عليه منذ أشهر كان يسمح بحركة مقيدة للأهالي دخولاً وخروجاً، لكن منذ قرابة الشهر والنصف
تم إغلاق المخيم تماماً بدون أي دخول أو خروج نهائياً.
وأشار إلى أن الحالة المعيشية
للناس بالمخيم في أسوأ حالاتها، وتزداد هذه الحالة مأساوية بتكامل انتهاكات النظام
مع انتهاكات بعض مجموعات الجيش الحر وخاصة كتيبة صقور الجولان داخل المخيم التي لا
تزال تمارس السرقة والنهب والبلطجة، لذلك اليرموك وأهله ضحية هذا الوضع الذي فرضته
الأحداث، ودفع ثمناً أكثر من حجم وجوده البشري في سورية.
وقال حمود: "فالمقارنة
بين مخيم اليرموك مع مذبحة تل الزعتر التي مضى عليها أكثر من 37 عامًا، فالمقارنة بينهم
ليست بالبعيدة، خاصة بالتعرف على هوية المجرم والقاتل، ودفع الناس لأكل لحوم القطط
والكلاب، إلا أن الموت في مخيم تل الزعتر كان أسرع من الموت الذي يزور الناس كل يوم
ألف مرة في اليرموك".
وبين أنه في ظل النكبة
الثانية التي يتعرض لها مخيم اليرموك والكارثة الإنسانية التي تلم به توجب تدخل عدة
أطراف، في ظل تراجع مسئولية المنظمات الدولية على رأسها الأنروا التي تركت أهل المخيم
تواجه مصيرها المحتوم دون أن تحرك ساكنًا مع كل الامتيازات التي تملكها دون غيرها من
المنظمات الأخرى.
المصدر: فلسطين أون لاين