القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مخيم جنين.. "صفيح ساخن" يلفظ ظلم السلطة

مخيم جنين.. "صفيح ساخن" يلفظ ظلم السلطة


الجمعة، 27 آذار، 2015

"ضرب وحشي، وألفاظ نابية، يرافقها إطلاق للنار وقنابل الغاز والصوت"، وغيرها من أساليب القمع التي تستخدمها أجهزة أمن السلطة اتجاه من يخالفها الرأي بالضفة المحتلة، حتى لو كان طفلا لم يتجاوز العاشرة من عمره.

هذا ما حصل في مخيم جنين، شمالي الضفة المحتلة، حيث كان مصير 28 طفلا وفتى، تراوحت أعمارهم ما بين 9 أعوام وحتى 20 عاما، أكثر من نصفهم دون السادسة عشرة، الضرب المبرح والاعتقال بعد مواجهات مع عناصر السلطة قبل أيام.

وجاءت تفاصيل الحادثة كما سردها شهود عيان من داخل المخيم لـ"الرسالة"، أن المواجهات اندلعت بين أجهزة السلطة وعشرات الفتية بالقرب من مقر المقاطعة بجنين، بعد حفل تأبين للشهيد القسامي حمزة أبو الهيجا، فما كان من عناصر الأجهزة الأمنية إلا الانقضاض على الأطفال بالضرب المبرح، واعتقالهم وزجهم بالسجن، دون مراعاة لصغر سنهم وعدم تجاوزهم السن القانوني.

وأكدت عائلات الأطفال والفتية الذين تم اعتقالهم تعرض أبنائهم لضرب وحشي، ودون مراعاة لصغر سنهم وعدم بلوغهم السن القانوني.

حادثة اعتقال الأطفال لاقت استهجانا وغضبا واسعين في المخيم، الذي يعيش حالة احتقان ضد السلطة بطبيعة الحال. وباتت تحمل كل ليلة معها قصة من قصص المواجهة مع عناصر السلطة، التي يحمِّلها أهالي المخيم مسئولية اعتقال وتصفية عدد من أبناء المخيم المقاومين، عدا عن حالة الفقر وتفشي البطالة، حسب ما أكده عدد من المواطنين لـ"الرسالة".

جمال الزبيدي عضو لجنة المتابعة في مخيم جنين، أشار إلى أن الفتية الذين تم اعتقالهم تعرضوا للضرب المبرح خلال عملية الاعتقال، بحسب شهاداتهم وشهادات أفراد عائلاتهم الذين تمكنوا من زيارتهم ليلة الاعتقال.

وأضاف الزبيدي، أن أعضاء لجنة المتابعة والشخصيات الاعتبارية التقوا محافظ جنين ورؤساء الأجهزة الأمنية لمحاولة حل الإشكاليات المتعلقة بالمخيم، والإفراج عن الفتية المعتقلين.

ولفت إلى أنه تم التوصل لقرار بالإفراج عنهم بتوصية من مدير الشرطة للنيابة العامة، وقد تم عرضهم أما النيابة التي وافقت على الإفراج عنهم بكفالة أولياء أمورهم.

"أبو أنس"، أحد سكان مخيم جنين، أشار إلى أن أطفال المخيم وشبابه، يحملون عداوة اتجاه السلطة لاعتقادهم أنها السبب بالوضع المعيشي والاقتصادي السيئ، فيما يرون مشاهد البذخ والحياة المترفة لقادة السلطة بسياراتهم وأسلحتهم ومقراتهم.

احتقان

وتابع أبو أنس لـ"الرسالة": "الأطفال والشبان بالمخيم يحملون أسئلة لا إجابة لها إلا عند السلطة، هم يشعرون بظلم وتهميش لوضعهم بالمخيم، وفوق ذلك كله، تحاول أجهزتها الأمنية اقتحام المخيم تحت عدة ذرائع، وأهالي المخيم تعتبر ذلك خطا أحمرا لا يمكن أن تسمح للسطلة بتخطيه، لذلك هناك احتكاك دائم بين الطرفين".

حالة الاحتقان التي يعيشها مخيم جنين لم تكن بعيدة عما يشهده مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس، حيث يعيش الأخير الحالة ذاتها، مع تصاعد الاشتباكات والمواجهات شبه اليومية بين مجموعة من الفتية والمسلحين من جهة وأجهزة السلطة من جهة أخرى، منذ أكثر من شهرين.

ولا تبتعد حالة التوتر التي تشهدها المخيمات بالضفة المحتلة، عن الخلافات الداخلية بحركة فتح، حسب ما يرى الصحفي (ع.س)، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية، مشيراً لوجود إشكالية متراكمة فيما يخص المخيمات الفلسطينية بالضفة المحتلة.

وأضاف في حديثه لـ"الرسالة": "أول تلك التراكمات، تتمثل في حالة الاستقطاب الداخلية في حركة فتح، والذي يأتي بين تيارات الحركة ذاتها، وبعضها يغلب عليه الطابع الشخصي، كتيار دحلان وتيار عباس وتيار الطيراوي وما إلى ذلك من مسميات تختلف باختلاف المخيمات".

وتابع :"الإشكالية الثانية، تتمثل في حالة الشعور بالإهمال وعدم الاهتمام من الحكومات الفلسطينية المتعاقبة وإهمال من مؤسسة الرئاسة، وهذا يتمثل في نقص الخدمات وعدم توفر مشاريع العمل والتوظيف وغيرها".

أما الإشكالية الثالثة بحسب الصحفي المتابع لأحداث المخيمات بالضفة :"فهي تتقاطع مع الواقع الحياتي اليومي داخل المخيمات وما له من انعكاس على شخصية من يعيشه، وبالتحديد الحديث عن بعض الاشكاليات التي تتمثل في تجارة السلاح والمخدرات وغيرها".

وأكمل: "تلك العوامل من شأنها إيجاد البذرة الرئيسية التي يمكن أن تؤسس لأي مرحلة مقبلة يمكن أن تنطلق من المخيمات الفلسطينية بالضفة، لكن شرارة انطلاقتها أعتقد أنها تأتي نتيجة الممارسة الخاطئة والضيقة في حالة التأطير والتصنيف والنظرة السلبية التي تقوم عليها الحكومة الفلسطينية وأذرعها من مؤسسات مختلفة، سواء مؤسسة المحافظة أو البلديات أو الأجهزة الأمنية".

المصدر: الرسالة نت