مخيم «ضبية» .. غياب للفصائلية واستمرار بالمعاناة
الإنسانية
الإثنين، 13
أيار، 2019
لا حواجز عسكرية
أو مظاهر مسلحة، ولا حتى شعارات أو أعلام أو صور قادة المسيرة الفلسطينية، على مدخل
مخيم "ضبية" للاجئين الفلسطينيين، وهو ما بدا مختلفًا عن بقية المخيمات في
لبنان.
مخيم الشهيد
"حنا عيد"، أو كما يعرف اليوم بـ"مخيم ضبية"، وذلك نسبة للمنطقة
التي يقع فيها، والتي تبعد مسافة 12 كيلومترًا إلى الشرق من مدينة بيروت فوق تلة تطل
على الطريق السريع الواصل بين بيروت وطرابلس، ويعدّ المخيم الأخير المتبقي في الضواحي
الشرقية لبيروت.
أسس المخيم عام
1956 على أرض وقف تتبع للرهبنة اللبنانية المارونية، على مساحة تقدر بنصف كيلومتر مربع،
بهدف إيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين جاؤوا من منطقة الجليل في شمال فلسطين.
وبسبب موقعه الاستراتيجي،
عانى المخيم من الكثير من أعمال العنف، وتعرض للكثير من الدمار خلال الحرب الأهلية.
ينحدر معظم سكان
المخيم من قرية "البصة" و"كفر برعم" ومدن حيفا وعكا والناصرة،
حيث إن غالبية سكانه من الطائفة المسيحية، 90 في المائة منهم يتبعون للكنيسة الكاثوليكية،
و10 في المائة إلى الكنيسة المارونية.
تقول اللاجئة الفلسطينية
نزهى غطاس، لمراسل "قدس برس"، تعقيبا على غياب المظاهر الفصائلية عن المخيم:
"لا يوجد عندنا أحزاب أو مكاتب للتنظيمات في مخيم (ضبية)، وكأنه أصبح مخيما محايدا،
حتى إن حمل السلاح ممنوع في داخله".
وتضيف: "عانى
المخيم في السابق من قتال ومجازر، ارتكبت بحق أهله نتيجة للاقتتال اللبناني الفلسطيني،
حيث تعرض عام 1976 للتنكيل والقصف جراء المعارك بين حزب الكتائب والوطنيين الأحرار
وحراس الأرز من جهة والكفاح المسلح من جهة أخرى".
وتتابع حديثها
"سقط المخيم على إثرها بعد خمسة أيام من الحصار، ليعمد بعدها حزب الكتائب وحلفاؤه
إلى إعدام أكثر من 70 فلسطينياً وإلى تهجير سكانه".
وتضيف حول معاناة
المخيم أن "تلك المعاناة تكررت عام 1980؛ حيث طالت القذائف منازل سكان المخيم،
جراء حرب الجبل التي اندلعت، كما عانى شباب المخيم من ملاحقات أمنية واعتقالات بسبب
انتماءاتهم السياسية".
أما الآن -تضيف
"غطاس"- "فقد انتهى الماضي، واليوم نعيش بسلام وأمان، متعايشين مع جيراننا
من اللبنانيين، كما استقبلنا إخواننا السوريين الذين نزحوا إلى لبنان هرباً من الحرب
السورية".
وتشير "غطاس"
إلى أن مخيم "ضبية" يختلف عن غيره من المخيمات الفلسطينية في لبنان من حيث
البنية التحتية، حيث يمتاز المخيم بالنظافة عموما، كما أنه لا وجود لأزمة النفايات،
كما أن هنالك خمسة طرق رئيسة تخترق المخيم، لتسلكه المركبات بأريحية، مستدركة بالقول:
"إلا أنه لا يخلو من الزواريب".
تقول "غطاس":
"فلسطينيو مخيم ضبية وكغيرهم من فلسطينيي لبنان يعانون جراء حقوقهم الممنوعة عنهم؛
أزمة البطالة هي إحداها"، وتضيف: "أنا عاطلة عن العمل منذ أكثر من 15 عاماً،
وكثر من شباب المخيم هم كذلك"، وتضيف "الكثيرون غادروا لبنان. أحوالنا الاجتماعية
لم تعد تسمح لنا بالبقاء على حالنا".
أما عن حالة المخيم
فتقول: "البناء العمراني في مجمله متهالك، ممنوع علينا الترميم أو العمار، ما
اضطر الكثيرين من اللاجئين الفلسطييين للبناء غير القانوني فوق منازل أسرهم الأولى،
وهذا غير آمن".
وتضيف "يعاني
المخيم أيضاً من غياب المدارس التربوية، إذ إن مدرسة المخيم كانت قد أقفلت عام
1975 نتيجة للأحداث الأمنية حينها، كذلك أقفلت مدرسة الكرمل التي استحدثتها وكالة أونروا
في منطقة "برج حمود" القريبة عام 1980 لتقفل أبوابها عام 2013 بسبب قلة أعداد
التلاميذ فيها، كذلك يعاني المخيم من قلة المراكز الصحية ومشاكل في تأمين المياه لبعض
مناطقه".
يشار إلى أن المخيم
يحتضن بين جنباته قرابة 520 عائلة فلسطينية ولبنانية، تضاف إليها 50 عائلة سورية قصدت
المخيم بعد الأزمة في بلادهم.