القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مخيم عين الحلوة يغرق في توتر أمني بعد مؤتمر «فتح»: اشتباكات وتعديات... وبيانات تهديد من منظمات مجهولة

مخيم عين الحلوة يغرق في توتر أمني بعد مؤتمر «فتح»:
اشتباكات وتعديات... وبيانات تهديد من منظمات مجهولة
 

الثلاثاء، 25 تشرين الأول، 2011

ما كادت «حركة فتح» تنهي أعمال مؤتمرها العام، الذي عقدته قبل أسبوع في مخيم الرشيدية في صور، حتى غرق مخيم عين الحلوة في وضع أمني لا يحسد عليه. وتوّج مؤتمر «فتح» بانتخاب قيادة جديدة لإقليم لبنان، مؤلفة من 15 عضواً، وبانتخاب رفعت شناعة أميناً للسر، وهو مقرب من الجميع. وقد اعتبرت كل مراكز القوة التي دعمت اللوائح المتنافسة من داخل فلسطين المحتلة، وفي لبنان، نفسها منتصرة على الطرف الآخر، من خلال تلك التشكيلة. وتنفي المصادر الفلسطينية أي ارتباط، ما بين انتخابات إقليم «فتح»، والوضع الأمني في المخيم، معتبرة أن «تزامن ذلك هو الذي يثير شكوكاً لدى أهالي المخيم، بعد أن ترافق الوضع الأمني المستجد في المخيم، بموجة من الشائعات عن وجود مقنعين مسلحين ببنادق رشاشة، يجوبون الأحياء والأزقة، إضافة إلى الحديث عن سيناريوهات أمنية محتملة واشتباكات، وتقسيم المخيم إلى مربعات أمنية، ووفرة الشائعات التي تحدثت عن وجود سيارات مفخخة في المخيم، ناهيك عنة موجة البيانات الليلية، التي توقع بأسماء تنظيمات إسلامية مختلفة، وهي غير موجودة وصولاً إلى العبوات الناسفة، وإطلاق النار ليلاً».

وتؤكد مصادر أمنية مطلعة أن «مخيم عين الحلوة يعيش حالياً، تحت ضغط أمني كبير وغير مسبوق، الهدف منه توتير المخيم وتصويب البوصلة نحوه كبؤرة أمنية، وإن كل ذلك يجري بعد الحديث في المخيم عن إعادة هيكلة عدد من التنظيمات، وإعادة تموضع أخرى، إضافة إلى الحديث عن «ضبضبة انفلاش» بعض التنظيمات». وترى المصادر أن «ما يحصل في أكبر مخيمات الشتات في لبنان قد يكون انعكاسا لما يحصل في سوريا»، داعية إلى «التنبة لأي ارتباط بينهما». ولفتت المصادر إلى أن «الوضع في المخيم ما زال لتاريخه تحت السيطرة، وإن الجهات الأمنية اللبنانية والفلسطينية المعنية تراقب بجد وترصد كل ما يحصل في المخيم». ولكن هناك خشية تبديها المصادر من التمادي في لعبة «حافة الهاوية» وجرّ الجميع إلى الحلبة بشكل مكشوف.

في المقابل، أكدت الوقائع الميدانية أن مخيم عين الحلوة أمضى ليلة أمنية بامتياز أمس الأول، استمرت حتى الساعة الثانية والنصف من فجر أمس، تخللها إطلاق نار وزرع عبوة ناسفة وسقوط جريحين. حيث أفادت المصادر الأمنية أن «عبوة ناسفة وضعت فوق جدار منزل أحد الكوادر المقربين من فتح، وأدى انفجارها إلى أضرار مادية، أعقبها استنفار مسلح وإطلاق نار». وتبع ذلك اشتباك مسلح منعزل عن الحدث الأول بين شخصين اختلفا بين بعضهما في حفل زفاف خارج المخيم، وعندما عادا إلى داخل المخيم اشتبكا مع بعضهما البعض. وتخلل الاشتباك إطلاق نار وإلقاء قنبلة يدوية، أسفر عن سقوط جريحين. واستمرت تداعيات الحادث حتى الساعة الثانية والنصف من فجر أمس، وسط استنفارات عامة في المخيم.

وكان مخيم عين الحلوة قد شهد ليل السبت وفجر الاحد الماضيين ثلاثة حوادث أمنية، أهمها إقدام مجهولين على إحراق مبنى «جمعية السبيل الخيرية الإسلامية» عن بكرة أبيه، ومن ثم قيام مجهولين بإحراق سيارة عائدة للفلسطيني عفيف الخطيب، وإلقاء قنبلة يدوية. مصادر «لجنة المتابعة» أكدت لـ«السفير» أن «الوضع الأمني في المخيم غير طبيعي على الإطلاق، والناس يعيشون في أجواء من القلق الأمني، والقلق الناجم عن تلك البيانات التي توزع ليلا باسم «أنصار الإسلام» من وقت لآخر، وإن توزيعها يتم من قبل مقنعين». يضيف المصدر: «وهناك بيانات تلقى في المخيم كل يوم تحمل توقيعاً جديداً، وجميعها تحمل تهديدا ووعيداً لمكونات وهيئات وقوى وفصائل في المخيم وحتى لأشخاص. وإن القاسم المشترك لتلك البيانات، هو توقيعها باسم «انصار الإسلام»، وهو تنظيم غير موجود في المخيم».

وكانت مخابرات الجيش اللبناني قد اوقفت قبل أيام أربعة أشخاص داخل صيدا القديمة. وقد وجهت إليهم تهمة الارتباط بتنظيم «فتح الإسلام»، وقيل إن هناك ارتباطا بين تلك المجموعة وعناصر من تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم عين الحلوة. وعلم ان نائب مدير مخابرات الجيش اللبناني العميد عبد الكريم يونس كان قد زار صيدا قبل عدة أيام، وعقد لقاء مع وفد من لجنة المتابعة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة في «ثكنة محمد زغيب»، التابعة للجيش اللبناني في صيدا، بحضور مسؤول فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور، ومسؤول مخابرات الجيش في منطقة صيدا العقيد ممدوح. وأكدت مصادر لجنة المتابعة أن «البحث شمل كل الأوضاع في المخيم»، لافتة إلى أن «الوضع غير مريح في المخيم وحتى داخل فتح، فإن الوضع فيه بعض التجاذبات والتباينات في صفوف ضباط الحركة، على ضوء الحديث عن إعادة هيكلة الجسم الفتحاوي وعمليات الدمج بين «العسكر» و«التنظيم» مع تنامي الحديث في المخيم عن رفض الضباط والكوادر العسكريين لذلك الدمج».

المصدر: محمد صالح – السفير