مخيم عين الحلوة
يلملم جراحه بعد توقف الاشتباكات
الخميس، 27 آب، 2015
تكشفت الأربعاء، الأضرار
الكبيرة التي لحقت بالممتلكات والمدنيين في مخيم عين الحلوة، للاجئين الفلسطينيين بمدينة
صيدا جنوب لبنان، بعد توقف الاشتباكات العنيفة بين حركة فتح الفلسطينية، ومجموعة
"جند الشام" السلفية المتشددة، حيث حاول الأهالي لملمة جراحهم ومواساة أنفسهم.
وبلغت الاشتباكات ذروتها
مساء الاثنين الماضي، وتوقفت بشكل كلي مساء أمس، بعد وساطات مكثفة قادتها عدة فصائل
فلسطينية في المخيم، حيث كان الوضع عبارة عن اشتباكات مسلحة عنيفة، استخدم خلالها الطرفان
المتصارعان الأسلحة الصاروخية والرشاشة.
وشهد المخيم خلال الاشتباكات
رفع سواتر ترابية ودشم، على محاور القتال التي قسمت المخيم وفق شهود عيان، الى قسم
شرقي خاضع لسيطرة حركة فتح، وقسم غربي خاضع لمجموعة "جند الشام"، وفق الأناضول.
في "حي الطوارئ"
داخل المخيم، والذي شهد أعنف الاشتباكات، بدا المشهد مغايرا لما كان عليه قبل المعركة،
منازل وسيارات محترقة، وواجهات محال صغيرة مكسرة، والخراب يعم المكان، فيما قليل من
سكان الحي، تفقدوا اليوم ما تبقى من ممتلكاتهم، متحسرين على الأوضاع التي آلت إليها
حياتهم، التي كانت أصلا تتصف بأنها "حياة بؤس تفتقد لأدنى مقومات الكرامة الإنسانية".
أما الصغار، الذين عادة
ما يكونون ضحية مثل هذه المعارك والحروب، فبدأوا بجمع الرصاصات النحاسية الفارغة التي
خلفتها الاشتباكات، غير مدركين لهول الكارثة التي حلت بحيهم ومخيمهم.
أما وضع حي الصفصاف، فلا
يختلف كثيرا عن جاره حي الطوارئ، منازل وسيارات محترقة وممتلكات مدمرة، وأسلاك التيار
الكهرباء مقطعة، والمياه تنبع من كل اتجاه بعد أن تدمرت أنابيبها بفعل القذائف، فيما
ثمة نقمة كبيرة من الأهالي على واقعهم.
روايات
وقالت يسرى صبحة وهي ترثي
حلم العودة إلى فلسطين، وتعلن في حديثها للأناضول، أنها ستطلب اللجوء الى إحدى الدول
الأوروبية هربا من الواقع المرير، بعد أن احترق منزلها بفعل الاشتباكات الأخيرة، مشيرة
إلى أنها حوصرت مع عائلتها تحت القذائف والرصاص.
وتوجهت مخاطبة المسؤولين
الفلسطينيين في المخيم بالقول، "حرام عليكم أن تقتلونا هكذا، لقد رحل ابو عمار
(ياسر عرفات) وحملكم الأمانة... أمانة العودة الى فلسطين، لماذا تتقاتلون؟ لماذا يقتل الأخ أخيه؟ هل هذا من
الاسلام؟ ألا يكفي أننا نعيش في فقر وتعاسة في هذا المخيم؟".
أما محمد طربوش، الذي احترق
منزله بشكل كامل في "حرب عبثية" كما وصفها، فقد أكد أن "العناية الإلهية
أنقذته وعائلته قبل لحظات من وصول القذيفة إلى منزله، حيث إنه طلب من أسرته النزول
إلى الطابق السفلي"، مضيفا والحرقة في عينيه "من يريد أن يقاتل، ها هي بلدنا
محتلة من قبل اليهود، فليذهبوا ويقاتلوا هناك".
وتابع قوله "بئس المنظمات
والفصائل التي تقتل شعبها"، مطالبا الدولة اللبنانية بـ"الدخول إلى المخيم
وإنقاذ أهله".
أما خارج المخيم، فلا تزال
مئات العائلات هاربة وقد اتخذت من المساجد مساكن مؤقتة لها، بعد أن قامت الجمعيات الأهلية
بتقديم يد العون والمساعدة، وفي جامع الموصللي القريب من المخيم، راحت اللاجئة الفلسطينية
السورية باسمة، تهتم برضيعتها التي ولدت خلال المعارك، قائلة "لقد تمكنت من الهرب
مع أسرتي ودخلت المستشفى، ووضعت ابنتي وأصبح عمرها 48 ساعة".
وكانت وكالة غوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قد قالت في بيان في وقت سابق اليوم، إن نحو 3 آلاف
لاجئ فلسطيني نزحوا من مخيم عين الحلوة جراء الاشتباكات المسلحة بين جماعات داخل المخيم،
والتي بدأت في 24 أغسطس/آب الجاري".
وبحسب أونروا يقطن في مخيم
عين الحلوة نحو 80 ألف لاجئ فلسطيني.
وكان 3 عناصر من حركة فتح،
قُتلوا السبت الماضي، في اشتباكات مسلحة عنيفة مع "جند الشام" في المخيم.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام