مخيمات لبنان تعتصم تضامناً مع مخيم اليرموك
الإثنين، 06 كانون الثاني، 2014
فايز أبوعيد – خاص لاجئ نت
فلسطينيون فرقتهم النكبة إلى أصقاع
الأرض، فباتوا بلا وطن يتأبطون الخيبات والانهيارات، ويتجرّعون كأس المرارة وألم التشرد
والضياع ويحملون أشلاء هويتهم بين حصار وحصار ونكبات ونكبات، إلا أن الجرح واحد والدم
واحد والمصاب واحد، وهذا ما دفع أبناء مخيم عين الحلوة لتلبية الدعوة التي أطلقتها
الحركة الشبابية في مخيم عين الحلوة تحت شعار "معاً لرفع الظلم والحصار عن مخيم
اليرموك" حيث شارك العشرات من أبناء المخيم في هذه الوقفة التضامنية مع اللاجئين
الفلسطينيين بمخيم اليرموك في سورية، الذين يموتون جوعاً جراء الحصار المشدد المفروض
على مداخل المخيم ومخارجه منذ أكثر 176 يوماً على التوالي، ما أدى إلى نفاد جميع المواد
الغذائية واستشهاد 33 شخصاص بالتجويع.
تحول الاعتصام إلى مسيرة جابت أرجاء المخيم وسط مشاعر جياشة بالألم على
ما يحصل لأبناء جلدتهم في اليرموك، فتركوا حناجرهم تصدح بهتافات تعبر عن الحرقة في
التضامن مع اللاجئ الفلسطيني في مخيم اليرموك، كما رفع المشاركون في الاعتصام لافتات
نددت بالصمت العربي والدولي وبصمت فصائل الفلسطينية على ما يجري من موت بطيء بحق أبناء
اليرموك.
أبو محمد لاجئ من مخيم اليرموك يقطن مع أولاده الستة في تجمع الخيام بعين
الحلوة، هرب من أتون الصراع في سورية ليصارع قساوة الحياة في لبنان، حيث ارتسمت أوجاعاً
وجروحاً سببها الوضع المزري الذي وصل إليه،
لذلك كان يصرخ بعلو صوته "بدنا نرجع على اليرموك" شاكياً باكياً على ما يجري
لأهله في مخيم اليرموك من جهة وعلى ما ذاقه من مرارة وعذابات ألم التشرد والضياع من
جهة أخرى.
وبدوره تساءل الشاب عمر من مخيم السيدة زينب "هل يعقل يموت أهالي
مخيم اليرموك من الجوع ونحن في القرن الحادي والعشرين؟! أيعقل بأن لا أحد يستطيع إدخال
لقمة واحدة إلى مخيم اليرموك؟!".
أما أم هاني، اللاجئة من سكان مخيم اليرموك، فقد طالبت منظمة التحرير
الفلسطينية بتحمّل مسؤولياتها تجاه المخيم وبالعمل الفعلي على كسر الحصار وكسر صمت
المنظمة وصمت باقي الفصائل الفلسطينية عن معاناة أهالي اليرموك، وبالتحرك العاجل لإنهاء
معاناتهم وإدخال الطعام والمواد الغذائية إلى المخيم.
الطفلة رنا، لاجئة فلسطينية من مخيم عين الحلوة، حملت لافتة كتب عليها
لا للتجويع ولا للركوع في إشارة إلى أن هناك سياسة عقاب جماعي تنتهج ضد سكان اليرموك.
يشار أنه واستجابة للدعوة التي أطلقتها بعض الحركات الشبابية الفلسطينية
وحملة "قاوم" بشعار"أنقذوا مخيم اليرموك" اعتصم يوم أمس 4/1/2014
عدد من الشباب في كل من مدينة رام الله وغزة وحيفا وبيروت والأردن والسويد تضامناً
مع أهالي المخيم.
أخيراً يمكن القول إن اللاجئ الفلسطيني القادم من سورية إلى لبنان، رغم
تلك المصائب، وجد في مخيمات لبنان أهلاً يستقبلونه ويهتمون لأمره ويتألمون لألمه. فمخيمات
لبنان بكل ما فيها من بؤس، وكل ما تستحقه من أدنى حياة، كانت البيت الواسع للأشقاء،
ولم يجد فلسطينيو سورية مكاناً على امتداد لبنان أرحب من مخيماته.
لا يعرفُ الشوقَ إلا مَنْ يكابدُهُ * ولا الصبابةَ إلا مَنْ يعانيها