مدفع الإفطار
في القدس.. إرث تتناقله عائلة صندوقه منذ 120عاما
الجمعة، 19 حزيران، 2015
تتولى عائلة صندوقه المسؤولية
عن مدفع الإفطار في القدس منذ 120 عاما، وتفخر العائلة بهذا الإرث الذي يتناقل من الآباء
إلى الأبناء، فرجائي صندوقة، يترك عائلته كالمعتاد، ويرابط عند "مدفع رمضان"
في مقبرة باب الساهرة في شارع صلاح الدين، يضبط ساعته بالدقيقة والثانية كي يطلق المدفع
في أول يوم من أيام الشهر الفضيل.
منذ أكثر من 25 عاما وصندوقة
صامد في وجه سياسات الاحتلال التي تحاول بشتى الطرق منعه من إتمام هذه المهمة، فكل
عام تأتيه شرطة الاحتلال بحجة جديدة، إما بالترخيص، أو الدورات التدريبية لإطلاق المتفجرات،
أو المادة المسموحة وغير المسموحة، لكن صندوقة يثبت في كل مرة بأنه قادر على مواجهتهم
لأجل إسعاد المقدسيين بما تبقى لهم رغم عربة التهويد السريعة.
في جولة لـ "قدس برس"
مع صندوقة، قال "أعلم أن مهمتي وعملي هذا يحرمني من عائلتي والإفطار معهم، لكن
في الوقت ذاته أكون سعيدا بأن المقدسيين ينتظرون سماع صوت المدفع، وحتى المؤذنين أيضا،
ما إن يسمعوا جميعا صوته حتى تسمع الآذان يصدح في جميع مساجد القدس إيذانا بموعد الإفطار".
ويضيف أن سلطات الاحتلال
تضيق الخناق عليه بشكل كبير، لردعه عن هذا العمل، فالعملية لم تعد كالسابق، موضحا
"كنت أستخدم مادة البارود مع أنها كانت تأخذ وقتا وجهدا، إلا أن سلطات الاحتلال
منذ عام 2001 منعتني من استخدام تلك المادة".
ويضيف "سيارة خاصة
وحراسة مشددة يجتمعون من أجل إحضار المادة المستخدمة في عملية إطلاق المدفع"،
بالإضافة إلى عدد من الإجراءات التي تقيد صندوقة ويجب أن يقوم بها بشكل إجباري، كالاتصال
في مركزي شرطة لإعلامهم بموعد الإطلاق بالدقيقة، وبعد الانتهاء من العملية عليه الاتصال
بهم مرة أخرى.
ويشير إلى أن شرطة الاحتلال
تمنع أي أحد بمرافقته، وعليه أن يفتح باب المقبرة ويغلقه دون وجود أحد، وهناك مراقبة
وحراسة من قبل الاحتلال، حيث أن مركز شرطة صلاح الدين قريب جدا من المقبرة.
ويوضح أن عملية إطلاق المدفع
كانت تحتاج إلى تصريح واحد فقط مما تسمى "وزارة العمل" ويصدقها خبير متفجرات
"إسرائيلي"، أما الآن فيحتاج إلى 7 تصاريح من مؤسسات احتلالية مختلفة.
فكرة مدفع الإفطار في رمضان،
بدأت في العهد المملوكي حينما جاء المدفع كهدية للسلطان "خاشقجي"، حسب الروايات،
قيل إنها كانت في فترة رمضان، حيث قاموا بتجربته فسمع دويه جميع الناس، فقدموا إلى
السلطان في اليوم التالي وشكروه حيث اعتقدوا بأن صوت المدفع هو لإعلامهم بموعد آذان
المغرب والإفطار.
يذكر أن مدفع رمضان في مدينة
القدس المحتلة، يطلق مرتين عند الفجر والمغرب، وتمنع شرطة الاحتلال أي أحد من دخول
منطقة المقبرة في هذا الوقت مع وجود مراقبة وحراسة مشددة من جميع الجهات.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام