القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مراكز الإيواء.. معاناة يومية و"شبح" لا ينتهي

مراكز الإيواء.. معاناة يومية و"شبح" لا ينتهي


الثلاثاء، 07 نيسان، 2015

«رضينا بالهم وما رضي بنا»هذا ما قالته الحاجة فاطمة أبو مطلق (60 عاماً) لتعبر عن حال المواطنين القاطنين قسراً في مراكز الإيواء، التي تشرف عليها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا" في خان يونس جنوب قطاع غزة، منذ هدم منازلهم من قوات الاحتلال قبل ثمانية أشهر.

وقالت أبو مطلق لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "هدم منزلنا في الحرب بعبسان.. هربنا وأنجانا الله ولجأنا للمدارس.. عشنا أياما صعبة.. سمعنا وعود كثيرة ولكن لا تغيير على معاناتنا.. واليوم نهدد بالتشرد والنزوح مجدداً".

معاناة مستمرة

الحاجة أبو مطلق، هي واحدة من أصل (421) عائلة تقريباً بعدد أفراد يزيد عن (1600) شخص تتخذ من ثلاث مدارس تابعة للأنروا غرب حي الأمل بخان يونس مأوى لها في ظل عدم وجود موى بديل وعدم تسليمها مع عائلتها أي بدلات إيجار تمكنهم من البحث عن مسكن لائق.

كانت قوات الاحتلال دمرت أكثر من (32) ألف منزل خلال الحرب التي شنتها على غزة في تموز (يوليو) الماضي واستمرت 51 يوماً ما تسبب بتشريد ونزوح مئات الآلاف من المواطنين لا يزال آلاف منهم دون مأوى طبيعي.

وذكرت أبو مطلق أنها وعائلتها تنقلت بين عدة مراكز إيواء حتى استقر بهم المقام في هذه المدرسة، لافتة إلى أن "الأمور تسوء حيث الخدمات سيئة فلا كهرباء وهناك وجبة واحدة ومع الزحام القائم يريدون جمع النازحين كلهم في مركز واحد بدل ثلاثة حالياً"،

وقالت المسنة التي تعاني من عدة أمراض منها الضغط والسكر :"لا نريد منهم شيء نريد إعمار منازلنا والعودة لها".

كان لنا بيت!

وفي أحد جوانب المدرسة، جلست المواطنة غادة ابو حجاج (35 عاماً) وقالت: "هذا حالنا.. بعد أن كان لنا بيت وأرض بتنا هنا في هذه المدرسة، حيث كل أسرة تعيش في فصل دراسي بعد أن خف الزحام نسبياً داخل مراكز الإيواء".

ونفذ المقيمون في مراكز الإيواء إضراباً احتجاجياً على توجه الأنروا لدمجهم في مركز واحد إلى جانب سوء وتقليص الخدمات المقدمة لهم.

وتساءلت أبو حجاج في حديثها لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "ألا يكفي أننا بعيدون عن بيوتنا؟ ألا يكفي ما واجهناه خلال الفترة الماضية من ازدحام".

واشتكى المتضررون من سوء الخدمات المقدمة لهم، حيث تقلص عدد الوجبات المقدمة لهم من (3) وجبات إلى واحدة فقط في اليوم، مع اشتراط أن يستلمها صاحبها شخصياً وإلا فقد حقه بها، كما تم قطع التيار الكهربائي عنهم منذ حادثة وفاة طفل في مركز إيواء بشمال قطاع غزة، بحيث أصبح هناك لمبة واحدة في كل طابق، ما يسبب معاناة شديدة لهم، فضلاً عن تقليص خدمات النظافة.

ويؤكد أبو محمد أبو جامع أحد أعضاء اللجنة المطلبية المتحدثة باسم المتضررين في حديثه لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" أن المواطنين الذين دمرت منازلهم خلال الحرب الأخيرة على غزة، لهم مطلب أساسي "إعمار بيوتهم والعودة لها"، مضيفاً "لا نريد استمرار البقاء في مراكز الإيواء عمروا منازلنا أو وفروا لنا البديل الملائم ولن نجلس هنا دقيقة واحدة".

وأشار إلى أن المقيمين في هذه المدارس لم يتسلموا بدل إيجار منازل؛ لذلك ليس من خيار أمامهم إلا البقاء هنا، وهو الأمر الذي يتطلب التعامل معهم باحترام ومراعاة ظروفهم الصعبة بعد تدمير بيوتهم.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام