القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مسـاع حزبيـة لبنانيـة وفلسطينيـة لتطويق مـا جـرى فـي عيـن الحلـوة

مسـاع حزبيـة لبنانيـة وفلسطينيـة لتطويق مـا جـرى فـي عيـن الحلـوة

الخميس، 11 آب، 2011

يمر مخيم الحلوة هذه الايام في مرحلة من أدق مراحله الامنية. يبدو أن الاهالي قد عادوا الى اعتماد صيغة «الامن الذاتي» لترتيب اوضاعهم الامنية بعد تفاقم الحوادث واشتباكاتها، ونتيجة لتفلت الحالة الامنية في المخيم. وعلمت «السفير» ان اهالي الاحياء باشروا خلال الساعات الماضية تركيب بوابات حديدية عند مداخل ومخارج الازقة الضيقة المؤدية الى الاحياء السكنية حيث يتم اقفالها كل ليلة، نتيجة لانعدام ثقتهم بمختلف الاطراف، وتعبيرا عن هشاشة الوضع الامني، مما يؤدي الى تقطيع أوصال المخيم. وكانت صيغة البوابات قد اعتمدت في المخيم في فترة الانفلات الامني عام 1982 عقب الاجتياح الاسرائيلي، وما رافقه من ظهور لحالات المقنعين، وللاغتيالات التي تمت خلال الاجتياح.

في المقابل عمد أهالي وأصحاب المحال المتضررة من الاشتباكات الاخيرة في عين الحلوة الى إحضار حجارة البيتون وأكياس الاسمنت من اجل قطع الطرق إذا لم يتم تشكيل لجان لمسح الاضرار التي أصيبوا بها في ارزاقهم وممتلكاتهم خلال الاشتباكات، وفي حال عدم قيام الفصائل بمبادرة للتعويض عليهم.

وقام امس وفد مركزي من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان تقدمه امين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة فتح وفصائل المنظمة فتحي أبو العردات وضم صلاح اليوسف (جبهة التحرير الفلسطينية)، وأبو جابر (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، وغسان ايوب (حزب الشعب الفلسطيني)، وابو النايف (الجبهة الديموقراطية)، ومحيي الدين كعوش (الجبهة العربية الفلسطينية)، وسعد الله القط (حركة فتح)، وأبو العبد ناصر (جبهة النضال) وحسين رميلي (جبهة التحرير العربية) بزيارة االى مدينة صيدا. والتقى الوفد كلا من رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري والنائبة بهية الحريري ورئيس التنظيم التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود ومفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان.

وجرى خلال اللقاء التداول في التطورات على الساحة الفلسطينية ولا سيما مخيم عين الحلوة في أعقاب الاشتباكات الأخيرة التي شهدها، وتم في هذا السياق استعراض ما جرى، وتداعياته وموقف مختلف الأفرقاء منه، وسبل التعويض على المواطنين الفلسطينيين الذين تضرروا جراء هذه الاشتباكات.

وفد أسف أبو العردات باسم الوفد لما جرى في مخيم عين الحلوة من اشتباكاتٍ مؤكداً أن هذه الحادثة يجب أن لا تتكرر وقال «سنسعى لعدم تكرارها وسنقوم بتخفيف معاناة أهلنا ومداواة جراحهم، متعاونين كفصائل فلسطينية وقوى اسلامية، ولن نسمح بتجيير أي حادثة لاستخدامها لمآرب سياسية».

واعتبر ابو العردات ان الموضوع الساخن فلسطينيا اليوم هو موضوع عين الحلوة ونتمنى ان نضع حدا نهائيا له من خلال مداواة وبلسمة الجروح، وبالتالي الاهتمام بإيجاد حل للتعويض على اهلنا في المخيم من خلال مسؤولية الفصائل مجتمعة وبالتعاون مع القوى الاسلامية ولجنة المتابعة لوأد الفتنة ووقف المشاكل.

من جهته اعتبر البزري أن هذا الحدث الأمني على فظاعته غير مرتبط بأي حدث أمني آخر «وإن كُنّا نأمل أن لا يتكرر، لأن المستفيد الوحيد هو من يُريد المزيد من التضييق على المخيمات الفلسطينية وعلى القضية الفلسطينية»، معرباً عن سروره لقيام فصائل المنظمة والتحالف بالتعهد بالتعويض علن الأضرار المادية والبشرية التي حصلت جراء الاشتباكات الأخيرة. وأمل البزري من الحكومة والمجلس النيابي النظر بإيجابية للمذكرة المشتركة التي سوف تُقدم غداً الى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي والتي تحوي الكثير من الحقوق والمطالب التي غُيّبت وعُطلت لصالح الشعب الفلسطيني.

بدورها اكدت النائبة الحريري امام الوفد أن الاشتباك الأخير في مخيم عين الحلوة كان مؤذياً على كل الصعد معنويا وبشريا واقتصاديا، وأن المشكلة تركت ذيولها في الشارعين الفلسطيني واللبناني. ودعت الحريري الى اجراء قراءة وتقييم ومراجعة لما حصل لعدم تكراره من اجل رأب الصدع الذي تسببت به الأحداث. وحثت على التعويض على الناس الذين تضرروا والذين لا ذنب لهم بما جرى، لذا من الضروري تأمين التعويضات اللازمة لهم، لأن المشكلة ستبقى جرحا مفتوحا اذا لم يعوض على هؤلاء الناس.

وكانت الحريري قد أجرت اتصالا هاتفيا بكل من مسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس في لبنان أسامة حمدان، وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، وتشاورت معهما في الوضع في مخيم عين الحلوة وضرورة معالجة ذيول وتداعيات ما جرى بما في ذلك موضوع التعويض على المتضررين.

من جهته، أكد رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد بعد لقائه وفد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية «أننا في خندق واحد مع الاخوة الفلسطينيين في مواجهة التآمر الاميركي الصهيوني الرجعي العربي على القضية الفلسطينية وعلى حقوق الشعب الفلسطيني، وأن ليس هناك خيارات أخرى أمام الأمة سوى مواجهة هذا الخطر بجميع الطاقات والامكانات، كما نقف ضد أي تفتيت على أي قاعدة كانت».

المصدر: جريدة السفير اللبنانية « محمد صالح»