مستقبل حماس في ظل الربيع العربي
الخميس، 29 تشرين الثاني، 2012
المتابع للإعلام وخزانات التفكير الغربية يلاحظ اهتمامها باستكشاف مستقبل حركة حماس بعد ثورات الربيع العربي التي تسببت في خسارة سوريا، أكبر حليف وداعم للحركة، وصعود الإسلاميين في مصر، منفذ قطاع غزة إلى العالم الخارجي، ونسج علاقات جديدة للحركة مع دول مثل قطر وتركيا لها علاقات وطيدة بالولايات المتحدة. الأمر الذي يستوجب دراسة لواقع حماس ومستقبلها في ظل الربيع العربي. وقد قام عدد من الباحثين بالكتابة عن هذا الموضوع من مؤسسات غربية وغيرها.
في هذا التقرير ترصد وحدة الدراسات والترجمة بمركز الدراسات السياسية والتنموية ما ورد في ثلاثة أعمال صدرت حديثاً عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ومجموعة الأزمات الدولية، ومعهد كارنغي للسلام الدولي. ويبدأ التقرير بدراسة لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بعنوان " بعد الربيع العربي: عباس يشعر بالعزلة، وحماس تتطلع لتحقيق طموحاتها"، أما التقرير الثاني نشرته مجموعة الأزمات الدولية بعنوان "ضوء في نهاية النفق؟ حماس والانتفاضات العربية". ونشر معهد كارنغي للسلام الدولي تحليلاً حمل عنوان "حماس ومرسي: الأمر ليس سهلاً جداً بين الأخوة". ويلمح التقرير إلى محاضرة للدكتور عزام التميمي بتاريخ 1 أكتوبر 2012 تحدث فيها عن رؤيته لواقع و مستقبل حماس في ظل الربيع العربي.
في الدراسة الأولى [1]، تقول "تال بيكر" (Tal Becker)، المستشارة السابقة لوزيرة الخارجية الصهيونية السابقة تسيبي ليفني إن الصعود الإسلامي في المنطقة دفع حركة حماس إلى زيادة تطلعاتها وطموحاتها، في حين ترك عباس، وقيادة حركة فتح في الضفة الغربية في حالة من العزلة لم يسبق لها مثيل. وتتابع الكاتبة "وبرزت في في الآونة الأخيرة عناوين إخبارية تتحدث عن المصالحة مع حركة حماس. ولا يزال الانقسام بين حركتي فتح وحماس على حاله، رغم بعض التطورات التي تطرأ على ملف المصالحة بين الفينة والأخرى.
وفي ظل أجواء الربيع العربي التي يحسب فيها للجمهور حساب، يؤكد القادة الفلسطينيون على أهمية المصالحة، والتزامهم بها. ويرى بعض قادة حماس وفتح في المصالحة ضرورة لتوحيد الضفة وغزة، ومواجهة "إسرائيل". في حين يرى قادة آخرون، بمن فيهم خالد مشعل، في المصالحة فرصة لتشبيك علاقات دولية، بعد الصعود الإسلامي في المنطقة. ويقول بعض الرموز في حركة حماس إن من غير الضروري تقديم تنازلات لحركة فتح في ظل صعود الإخوان المسلمين في المنطقة، وما على حماس فعله هو الانتظار حتى يأفل نجم حركة فتح.
حماس تزداد صعوداً
وترى بيكر في الوقت الذي تزداد فيه حركة فتح عزلة، وتزداد فيه حركة حماس صعوداً، يظهر أن مخاوف حركة فتح هي ذاتها مخاوف السلطة الفلسطينية. وعلى عباس البحث عن حل دبلوماسي، والتقارب مع سلام فياض الذي شرع في بناء مؤسسات الدولة. ويشارك بعض قادة فتح الشكوك إزاء سلام فياض وينظرون إليه بنوع من العداء. ومن شأن إطلاق مبادرة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أن تحظى باهتمام ودعم المجتمع الدولي. كما يتطلب ذلك زيادة التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل".
وفي التقرير الثاني لمجموعة الأزمات الدولية ((International Crisis Group، تؤكد المجموعة أن حماس لم تواجه في تاريخها تحدياتٍ وفرصاً كتلك التي ظهرت مع الانتفاضات العربية. لقد تخلت عن مقرها في دمشق، على حساب علاقاتها مع أكبر الدول الداعمة لها، إيران، في حين حسّنت علاقاتها مع حلفاء للولايات المتحدة مثل مصر، وقطر، وتركيا. عندما طُلب منها أن تحدد الجانب الذي تقف معه في صراعٍ إقليميٍ متصاعد، فإنها لم تختر أي جانب.
لقد وصلت التوترات الداخلية فيها إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، وتركّزت على كيفية الاستجابة للتغيرات الإقليمية على المدى القصير. ينزع قادة الحركة في الضفة الغربية وفي المنفى إلى الاعتقاد أنه مع استلام الإخوان المسلمين السلطة في مصر بشكل خاص وتصالح الغرب مع الإسلاميين بشكل عام، فقد آن الأوان لاتخاذ خطوات أكثر جرأةً نحو تحقيق الوحدة الفلسطينية، بشكل يُيسر اندماج حماس إقليمياً ودولياً.
على العكس من ذلك فإن قيادة غزة تنظر بقلق إلى أية خطوات إستراتيجية وسط ما يزال مستقبلاً إقليمياً غير واضح. هذه الديناميكيات الجديدة - صعود الإسلاميين على المستوى الإقليمي؛ والتغير الحاصل في مواقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حيالهم؛ والتردد السائد في أوساط الفرع الفلسطيني للإسلاميين - يقدم فرصاً للغرب وحماس على حدٍ سواء. إلا أن اغتنام هذه الفرص يتطلب إظهار قدر أكبر من البراغماتية والواقعية مما أظهره الطرفان حتى الآن.
فرص التغيير الجوهري
ما كان يمكن للانتفاضات العربية أن تُحدث انقلاباً أكثر شدة في حظوظ حماس. في السنوات الراكدة التي سبقت هذه الانتفاضات، كانت حماس في مأزق؛ فقد كانت معزولة دبلوماسياً؛ ومحصورة اقتصادياً بين مصر و"إسرائيل"؛ ومقموعة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية وقوات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية؛ وبالكاد قادرة على إدارة وقف غير مستقر لإطلاق النار مع عدو أكثر قوة بكثير؛ وغير قادرة على تلبية المطالب الشعبية بتحقيق المصالحة مع فتح؛ وفي وضعٍ لا تحسد عليه في غزة، حيث رأى بعض مؤيديها أنها لطخت نفسها بالتناقضات الكامنة في كونها حركةً إسلامية مقيدة بضرورات الإدارة العلمانية وحركة مقاومة تعارض بشدة الهجمات التي تنطلق من غزة ضد "إسرائيل".
ومع تقلص شعبيتها منذ الانتخابات الفلسطينية التشريعية عام 2006 التي دفعتها إلى السلطة، فقد كان على حماس مواجهة الانتقادات من الداخل والخارج، حيث صاحب الأولى انشقاقات من قبل مجموعة صغيرة لكن هامة من المتشددين الذين تركوها لينضموا إلى مجموعات أكثر التزاماً بتطبيق الشريعة الإسلامية والانخراط في هجمات ضد "إسرائيل". بشكل عام، لم يكن هناك ما يبعث على الراحة في أوساط الحركة سوى أن فتح لم تكن أفضل حالاً.
سقوط أنظمة وصعود أخرى
بدا أن الثورات العربية غيرت كل ذلك. ظهرت التطورات الإيجابية في سائر أنحاء المنطقة: الإطاحة بحليف فتح القوي، الرئيس المصري حسني مبارك؛ صعود أقوى داعمي حماس الحركة الأم التي انبثقت عنها وهي حركة الإخوان المسلمين في مصر؛ فتح معبر رفح بين غزة وسيناء ، الذي كان النظام المصري السابق يستعمل سيطرته عليه للضغط على ما كان يعتبرهم حكام غزة غير الشرعيين بتقييد حركتهم وإفقارهم؛ تمكين الأحزاب الإسلامية في بلدان أخرى؛ تنامي عدم الاستقرار في دول فيها معارضات إسلامية كبيرة؛ الوعد بظهور نظام إقليمي جديد أكثر ديمقراطية يعكس العداء واسع الانتشار لـ"إسرائيل" وحلفائها والتعاطف الشعبي مع حماس. من وجهة نظر حماس، فإن هذه الأحداث وغيرها كانت تبشر بإحداث أثر عميق على تحقيق جميع أهدافها الأساسية: حكم غزة؛ إضعاف قبضة فتح على الضفة الغربية؛ نشر القيم الإسلامية في المجتمع؛ إنهاء عزلتها الدبلوماسية؛ وتعزيز التحالفات الإقليمية في وجه "إسرائيل".
تغيرات لها ثمن
إلا أن هذه التغيرات الإقليمية لها ثمن. الأكثر أهمية هو أن الانتفاضة في سوريا، حيث مقر المكتب السياسي للحركة لأكثر من عقد من الزمن، وضع أمام الحركة أحد أكبر التحديات التي واجهتها، ومزقتها بين مطالب متصارعة. فمن جهة، كان على الحركة أن توازن بين الامتنان الذي كانت تشعر به حيال نظام كان قد دعمها عندما تنكرت لها جميع البلدان العربية الأخرى؛ وكلفة قطع العلاقات مع نظام ما يزال متمسكاً بالسلطة؛ والمخاطر المترتبة على إغضاب إيران، أكبر داعميها ومزوديها بالمال، والسلاح والتدريب. ومن ناحية أخرى، فكّرت حماس في علاقتها بالإخوان المسلمين والسعودية بشكل عام، وكذلك الدَّين الذي تحمله للشعب السوري، الذي طالما وقف مع الحركة. والأمر الذي كان عليها أن تأخذه بالحسبان في موازنة هذه الاعتبارات هو التزاماتها لمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، الذي قد يترتب عليه دفعهم بيوتهم وحياتهم ثمناً للقرارات التي يتخذها بعض قادتهم السياسيين.
الربيع العربي: التأثير على حماس والسلطة
إضافة إلى الصعوبة الكامنة في تحقيق التوازن بين هذه الاعتبارات الخارجية، فإن الانتفاضات العربية فرضت على الحركة تحدياً ليس أقل صعوبة عندما أظهرت إلى السطح تناقضات داخلية عميقة ونزاعاً بين مختلف مكوناتها. كان المأزق الذي عانت منه حماس قبل الانتفاضات العربية قد سمح للحركة بالمحافظة على الاختلافات الكثيرة في أوساطها تحت السطح؛ فمع قلة الفرص المتاحة لها، لم يكن ثمة حاجة لتصارع الرؤى. لكن حالما وجدت حماس نفسها في بيئة مختلفة بشكل جذري وفي مواجهة تحديات واحتمالات جديدة، فإن التوترات الكامنة ظهرت إلى السطح ونشأت أشكال جديدة من الاحتكاك في أوساطها. بشكل عام، فإن هذا الأمر يعكس عدة عوامل متداخلة: التشتت الجغرافي للحركة والحسابات المختلفة لقيادتها، والتي تسببها ظروف مختلفة (في غزة، وفي السجون، وفي الضفة الغربية والخارج)؛ والتمايزات الأيديولوجية، خصوصاً تلك المتعلقة بالتقييمات المختلفة لأثر الانتفاضات العربية؛ والأدوار المختلفة في الأنشطة السياسية والعسكرية والدينية والإدارية للحركة؛ "والتنافسات الشخصية الموجودة من قبل."
خيارات حماس
لقد برز التنافس الداخلي في حماس "بأوضح أشكاله وأكثرها علانية" حول قضية المصالحة الفلسطينية؛ وذلك لأنها تشكل مطلباً أساسياً للفلسطينيين وتلامس العديد من أكثر المسائل الإستراتيجية أهمية والتي تواجهها الحركة، بما في ذلك الاندماج داخل منظمة التحرير الفلسطينية، والسيطرة على السلطة الفلسطينية، ووضع قوات الأمن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشكيل إستراتيجية مشتركة مع فتح والموقف السياسي النهائي لحماس حيال "إسرائيل".
تنبع الخلافات الداخلية في حماس حول الإستراتيجية الوطنية، خصوصاً حول المدى الذي ينبغي الذهاب إليه في مفاوضات المصالحة، في جزئها الأكبر من التصورات المتناقضة حول الآثار قصيرة الأجل التي ستتركها الانتفاضات العربية على الحركة. وقد تشكلت هذه بدورها من خلال التجارب المباشرة للقيادات في غزة، وحتى وقت قريب، في دمشق. بصورة عامة، فإن الانقسام الاستراتيجي يتطابق مع وجهتي نظر، ترتبطان هما أيضاً بمجموعتين مختلفتين من المصالح: من جهة، ولأن التغيرات الإقليمية تلعب لصالح حماس، فإن على الحركة ألا تفعل سوى التمسك بمواقفها مع انتظار إضعاف السلطة الفلسطينية، وتحسُّن الظروف الاقتصادية في غزة، وتنامي قوة حلفائها؛ ومن جهة أخرى، عليها أن تغتنم هذه الفرصة النادرة لاتخاذ قرارات صعبة يمكن أن تحقق مكاسب طويلة الأمد.
رهان المجتمع الدولي
إن المجتمع الدولي يراهن على الخيارات التي ستتخذها حماس في النهاية. ستستمر الحركة بلعب دور حيوي في السياسة الفلسطينية، مما يؤثر على احتمال تجدد المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية وكذلك على احتمالات نجاحها. إن توحيد الضفة الغربية وغزة ليس أمراً مرغوباً فحسب؛ بل إنه ضروري لتحقيق حل الدولتين. كما أن الانفصال الجغرافي مصحوباً باستمرار العزلة الاقتصادية لغزة يحتوي بذور المزيد من الصراع مع "إسرائيل". لهذه الأسباب فإن العالم، والغرب بشكل خاص، ينبغي أن يفعل أكثر من مجرد الوقوف جانباً والتفرج على حماس وهي تصارع على مستقبلها. بدلاً من ذلك ينبغي على الولايات المتحدة وأوربا اختبار ما إذا كان بوسعهما اغتنام الفرصة التي وفرها تطوران مترابطان: أولاً، استلام حركات إسلامية للسلطة (خصوصاً في مصر) وهي حركات حريصة على تحسين علاقتها مع الغرب، وترغب بالاستقرار وتبعث بإشارات مفادها أنها لا ترغب بجعل القضية الإسرائيلية-الفلسطينية أولوية؛ وثانياً، المناظرات الداخلية المكثفة التي تحدث داخل حماس حول اتجاه الحركة.
موقف الغرب من صعود حماس
حتى لو كانت حماس عرضة للتأثير من قبل أطراف ثالثة، فإن على الغرب ألا يبالغ في تقدير نفوذه؛ فالحركة الإسلامية غير متيقنة وفي حالة تحوّل لكنها لن تتنازل عن مواقفها الأساسية؛ حيث أن محاولة إجبارها على قبول شروط الرباعية أمر مرفوض تماماً. بدلاً من ذلك، فبالعمل بالتنسيق مع مصر وآخرين، على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الشروع في تحقيق تغيرات لا تقتصر على التصريحات العلنية، وذات قيمة عملية ولا تشكل عبئاً مرهقاً لحماس. يمكن لهذه التغيرات أن تشمل الدخول في اتفاق وقف إطلاق نار أكثر رسمية مع "إسرائيل" في غزة؛ وبذل الجهود للمساعدة في تحقيق الاستقرار في سيناء، وهو ما تبينت أهميته الحاسمة من خلال الهجوم الذي شُن في 5 آب/أغسطس 2012 على الجنود المصريين؛ والتأكيد، كجزء من اتفاق الوحدة الوطنية، على تفويض الرئيس محمود عباس على اتفاق الوضع النهائي مع "إسرائيل"؛ والتعهد باحترام نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي سيطرح على الفلسطينيين حول مثل ذلك الاتفاق. وبالمقابل، يمكن لحماس أن تستفيد من ضمانات إسرائيلية مقابلة حول وقف إطلاق النار في غزة؛ وتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع؛ والحصول على تأكيدات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنهما سينخرطان مع حكومة وحدة وطنية تنفذ هذه الالتزامات.
علاقة مصر و"إسرائيل"
مصر – حتى تحت حكم الإخوان المسلمين - تتشاطر مصالح موضوعية مع "إسرائيل" حول كل من القضايا المطروحة أعلاه: هي أيضاً تريد أن ترى عودة الهدوء إلى غزة؛ وهي أيضا تفضل استمرار الهدوء في سيناء، كما سعت في سبيل تحقيق ذلك إلى حملة عسكرية شنتها رداً على هجوم 5 آب/أغسطس 2012؛ وهي أيضاً يمكن أن تستفيد من استئناف المفاوضات تحت رعاية عباس، ما يمكن أن يساعد في إزالة إحدى القضايا المزعجة في العلاقات الأمريكية المصرية، وتحسين المناخ الإقليمي وتمهيد الطريق لعملية سلام جديدة. لماذا لا يكون هناك محاولة للاستفادة من هذا الوضع؟
لقد حدث هذا في الماضي مرتين – بعد الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006 وبعد اتفاق الوحدة الوطنية في مكة عام 2007 – حيث أضاع المجتمع الدولي الفرصة في مقاربته حيال حماس، وتبنى سياسات أنتجت تقريباً عكس المتوقع: حيث عززت حماس سيطرتها على قطاع غزة؛ واندلعت أحداث خطيرة مع "إسرائيل"؛ ولم تتم تقوية فتح؛ وتحللت المؤسسات الديمقراطية في الضفة الغربية؛ ولم يقترب اتفاق السلام من التحقق. مع فرصة ثالثة سانحة، وسط تحسّن جذري في العلاقات مع الحركات الإسلامية في سائر أنحاء المنطقة، ينبغي على الغرب أن يضمن ألا يُترك مرة أخرى، مقيداً على الرصيف مكتفياً بمراقبة انطلاق قطار الأحداث [2] .
الأمر ليس سهلاً بين الأخوة
والتحليل الثالث الذي نشر على موقع مؤسسة كارنغي للسلام الدولي، يوّضح فيه الباحث عمر شعبان، رئيس بال ثنك للدراسات، غزة:أن حماس علقت آمالاً عريضة على فوز مرسي في الرئاسة إلا أن ذلك قد يكلف الحركة الكثير لأن لمرسي اعتبارات أخرى أهمها إثبات قدرته على إدارة مصر وتبني سياسة دولية تظهر حسن النية، خاصة تجاه "إسرائيل" [3] .
وفي محاضرة للدكتور عزام التميمي بالتعاون مع المركز، قال إن أكبر مكسب للحركة كان سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك الذي لطالما تآمر على قطاع غزة وحركة حماس".
وأضاف بأنه "وبالرغم من فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين د. محمد مرسي بكرسي الرئاسة، إلا أن فلول النظام السابق لا تزال تقف حجر عثرة في وجه الإصلاحات التي يقوم بها مرسي وجماعته التي من ضمنها تعهده برفع الحصار عن قطاع غزة".
وفي معرض رده على سؤال حول الربيع العربي والمصالحة، قال التميمي بأن المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح أشبه ما تكون بــ "المسكن"، لذلك فهي لا تعطي حلاً لأن الخلاف ليس على قضايا إجرائية كما يحاول أن يظهر البعض، ونفى التميمي أن يسرّع الربيع العربي من عجلة المصالحة المتوقفة لأن لا شيء جذري تغير على أرض الواقع، فنحن نريد أرضية مشتركة للطرفين وهذه الأرضية غير متوفرة". وتابع قائلاً " موضوع المصالحة ليس بيد محمود عباس، الموضوع بيد الإسرائيليين والأمريكان، طالما يرفضونها فلن تكون هناك مصالحة، أن أقول دائماً نحن نريد مفاصلة ولا نريد مصالحة".
وحول سؤال عن الرؤية المستقبلية للحركة بعد انتهاء فترة ولاية خالد مشعل، رد التميمي " لقد أحسن أبو الوليد قيادة الحركة طوال الفترة الماضية وقد منحه الله حب الناس له، وبالمناسبة أنا رحبت بما أعلن عنه مشعل كونه يؤكد ما ندعو الناس إليه وهو تداول السلطة والحكم، ولا شك أن الإنسان عندما يمر بمراحل صعبة من الجيد أن يسلم الدفة لقائد آخر، ومن نظرتي المستقبلية فأنا لا أتوقع تغير شيء في سياسة حماس كونها نابعة من سياسة ومدرسة الإخوان المسلمين.
الهوامش:
[1] معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى اضغط هنا
[2] ملخص تنفيذي صادر عن مجموعة الأزمات الدولية اضغط هنا
[3] رابط المقال على موقع المعهد باللغة الإنجليزية اضغط هنا
المصدر: مركز الدراسات السياسية والتنموية