مع قدوم شهر رمضان المبارك معاناة النازحون الفلسطينيون من سوريا تتفاقم
الجمعة، 05 تموز، 2013
إعداد: عبد الرحمن عبد الحليم/ خاص لاجىء نت
لم يكن بإمكان اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات سوريا سوى الفرار من نيران الحرب والنزوح الى لبنان، خصوصا بعد اشتداد وطأة المعارك واستهداف منازل اللاجئين الآمنين في بيوتهم داخل المخيمات، ما يعني ان قدر اللاجىء الفلسطيني بأن يكون ضحية الأزمات والحروب، الامر الذي يجعله عرضة لجميع أنواع القهر والمعاناة في ظل التشريد المتواصل من مكان الى مكان.
حال المهجرين الفلسطينين في مخيمات لبنان تزداد سوءا يوما بعد الآخر، لا سيما وأن اللاجئون الفلسطينيون يعيشون اوضاعا انسانية واقتصادية صعبة نتيجة حرمان الدولة اللبنانية لأبسط الحقوق المدنية والإجتماعية، فكيف هو الحال مع اكتظاظ المخيمات بالسكان وعدم توفر سبل العيش الكريم داخلها؟؟؟
مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يستعد النازحون لاستقبال هذا الشهر الفضيل وفي عيونهم ملامح الحسرة والألم على ما آل بهم نتيجة تدهور الأوضاع في سوريا، ابو محمد عيسى رجل خمسيني خرج وافراد عائلته التسعه من مخيم اليرموك بعد سقوط عدد من القذائف على منزله، وها هو اليوم يقضى الشهر العاشر من النزوح في مخيم البداوي شمالي لبنان.
يقول ابو محمد لأسرة "لاجىء نت " رمضان على الابواب وما عارف من وين بدي احصل على اموال لتأمين لقمة عيش اولادي، وتعرفون ان في شهر رمضان يزيد مصروف العائلة والأولاد، ولم اجد اعمل في لبنان لتيسير امور العائلة، نعتمد فقط على المساعدات الخيرية"، ونحن نستمع الى حديث الرجل لم تغفل اعيننا عن ملامح الحزن المرسومة على وجوه أطفاله، فهم اعتادوا الإستيقاظ في رمضان على صوت المسحراتي الذي يجوب أزقة حارتهم بمخيم اليرموك، لكن اليوم ذهب المنزل والحارة والمسحراتي أيضاً.
وخلال جولة أسرة لاجىء نت على بعض أسر النازحين الفلسطينين من سوريا، التقينا بالحاجة "بديعة الحاج علي" التي لا تكف عيناها عن ذرف الدموع بسبب بقاء أبنائها الأربعة في سوريا، وبعد أن وجهنا لها سؤلا عن كيفية استقبالها لشهر رمضان قالت الحاجة بأن هذه السنة هي الاولى التي تقضي فيها شهر رمضان بعيدة أن ابنائها وأحفادها، حيث لا يزال ابنائها محاصرون في مخيم اليرموك، وتضيف الحاجة أنها بحاجة الى من يعيلها في لبنان، مؤكدة أن خدمات الإغاثة المقدمة من الأنروا وبعض المؤسسات الخيرية لا تفي بالحاجة.
لا يختلف حال المهجرين الفلسطينين من سوريا داخل المخيمات في لبنان، فانسبة لفقر والبطالة بزدياد وبشكل كبير، وما يزيد الطين بله ارتفاع اسعار السلع والخضروات والفاكه قبل حلول شهر رمضان، الأمر الذي سيشكل عبء كبيرا على العائلات النازحة التي تفقد مصدر التمويل والمساعدة، عدا عن عدم توفر أثاث منزل وأدوات مطبخ خصوصا في المجمعات السكنية والمدارس والمؤسسات.
إذا الواقع يفرض على الجهات المعنية وخصوصا الأنروا ومنظمة التحرير، بالعمل الفوري والسريع على تأمين سلة غذائية للنازحين إضافة الى تأمين قسيمة مالية لشراء بعض المستلزمات الضرورية، ولكن إن توفرت بعض الحاجات اللازمة للعائلات خلال شهر رمضان، فإن ذلك لن يخفف من المعاناة المتفاقمة مع ازدياد نسبة النازحين وضعف حجم الخدمات الإغاثية العاجلة.