بسبب إغلاقه لفترات طويلة
معبر رفح.. بوابة الأمل الممزوج بالألم المتكرر
الثلاثاء، 18 آب، 2015
غلب
الإرهاق والتعب الشديدين ملامح المسنة اعتدال فرحات بعد ساعات طويلة من الانتظار في
الجانب الفلسطيني من معبر رفح أقصى جنوب قطاع غزة مع مصر إثر فتحه اليوم الاثنين لأول
مرة منذ نحو شهرين.
وانعكس
الارتفاع الشديد في درجات الحرارة على حالة فرحات (65 عاما) وهي تتأمل من دون جدوى
طوال فترات انتظارها سماع اسمها لختم جوازها والعبور أخيرًا من البوابة المصرية للمعبر.
غير
أن مئات كانوا يتشاركون مع المسنة فرحات الهدف نفسه بتجاوز البوابة الضخمة والتمكن
أخيرا من السفر لأهداف متفرقة لكن تجمعها الاعتبارات الإنسانية الملحة.
وترغب
المسنة فرحات السفر إلى الأردن لاستكمال علاجها من صعوبات شديدة في التنفس تعانيها
منذ ستة شهور، إلا أن فرحتها بفتح المعبر بعد طول انتظار تلاشت أمام واقع التكدس الهائل
للراغبين في السفر من خلاله.
وفتحت
السلطات المصرية معبر رفح المنفذ البري الوحيد مع قطاع غزة لأول مرة منذ 26 يونيو الماضي
علما أن المعبر لم يعمل سوى 15 يوما منذ مطلع العام الجاري.
ويقتصر
السفر في المعبر على الحالات الإنسانية من الطلبة والمرضى وأصحاب الإقامات الخارجية
وتقول وزارة الداخلية في غزة إن 20 ألفًا من تلك الفئات مسجلين للسفر كأولوية.
وعبرت
المسنة فرحات عن استيائها الشديد من بطء إجراءات السفر عبر المعبر رغم أنها تملك كافة
الأوراق الثبوتية اللازمة لحالتها خاصة في ظل استمرار تفاقم وضعها الصحي.
وإن
اضطرت هذه المسنة كما حال المئات للعودة أدراجها إلى منزلها دون أن تتمكن من اجتياز
المعبر فإنها ناشدت السلطات المصرية فتح المعبر بشكل دائم لمنع حالة التكدس والاكتظاظ
جراء عمله المتقطع.
وأكثر
ما يزيد أزمة معبر رفح هو تحكمه إلى جانب الحالة الصحية لآلاف المرضى بمستقبل آلاف
آخرين يخشون ضياع عامهم الدراسي أو انتهاء إقامتهم الخارجية دون التمكن من السفر.
وهذا
كان مبعث قلق أحمد النجار لدى تحمله ساعات الانتظار التي تمر ببطء شديد خشية من فقدان
عمله في دولة الإمارات نظرا لقرب انتهاء إقامته التي تنتهي في العشرين من الشهر الحالي.
وكان
النجار وصل غزة مطلع يناير الماضي بغرض زيارة ذويه بعد طول فترة انقطاع ومن ثم العودة
بعد أسابيع، لكن استمرار إغلاق المعبر وفتحه في مرات استثنائية حال دون تمكنه من السفر.
وقال
النجار بحسرة شديدة إنه يخشى أن تنتهي فترة عمل المعبر المحدودة مجددا دون أن يتمكن
من السفر بسبب الاكتظاظ الشديد من الراغبين بالسفر وبطء إجراءات مرور الحافلات.
وأضاف
"لدي إقامة في الإمارات وقانونيًا لا يجوز أن يتجاوز أي شخص أكثر من ستة أشهر
خارج الدولة، وأنا تجاوزتها بسبب إغلاق المعبر رغم امتلاكي جواز سفر أردني".
وتمنى
النجار على المسئولين المصريين مواصلة فتح المعبر لأطول فترة ممكنة "فيجب عليهم
الرأفة بحال من يتوافدون على المعبر في ظل الحر الشديد، وتضطر للانتظار لساعات طويلة
نظرا لحاجتها الشديدة بالسفر".
وأبلغ
الجانب المصري السبت الجانب الفلسطيني قراره فتح معبر رفح للسفر في كلا الاتجاهين لمدة
4 أيام بدءًا من اليوم وحتى الخميس المقبل.
وأعرب
مدير معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني خالد الشاعر السلطات المصرية في تصريحات لمراسل
"صفا"، أن تمدد السلطات المصرية عدد أيام عمل المعبر نظرا للعدد الكبير من
الراغبين بالسفر.
وقال
الشاعر "ما لدينا هو أن المعبر سُيفتح أربعة أيام فقط وهي لا تكفي لمغادرة جميع
المُسجلين، ونتمنى من الجانب المصري فتح المعبر بشكل طبيعي ومستمر بعد هذه الفتحة حتى
تنتهي أزمة العالقين".
وأضاف
أن "الوضع الإنساني صعب جدًا في قطاع غزة، جراء استمرار إغلاق المعبر منذ فترة
طويلة، خاصة للعالقين من الحالات المستعصية مثل مرضى السرطان المحتاجين لجرعات، والفشل
الكُلوي المحتاجين لاستكمال العلاج، وحملة الإقامات التي انتهت والطلبة المهدد مُستقبلهم
بالضياع".
وتابع
"بالتالي مأساة المُسجلين كبيرة، نرجو من الجانب المصري بأن ينظر للوضع في القطاع،
بأنه يحتاج لفتح المعبر، لأنه رئة القطاع للعالم الخارجي"، موضحًا أن آليات السفر
عبر المعبر تتم عبر التسلل الرقمي للمُسجلين من كل فئة.
المصدر: وكالة صفا