ملف التوطين يغلي في الكواليس وخشية من انفجار المخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
السبت، 28 نيسان، 2012
فجأة ومن دون سابق إنذار أو دعوة، حضر ملف توطين اللاجئين الفلسطينيين بقوة في كواليس السياسة، لاسيما بعد سلسلة من الزيارت التي وُصفت بـ"المشبوهة وغير المفهومة التي تعمد الاعلام الرسمي عدم تسليط الضوء عليها".
في هذا السياق، يعرب سياسي مخضرم عن خشيته من استغلال الدول الغربية الاوضاع العالقة في الشرق الاوسط للضغط على لبنان، بحيث يشكّل الربيع العربي ستارة ممكنة ومفترضة لتمرير المشاريع المدرجة على خانة المعجل إذا ما جاز التعبير، ومن ضمنها مشروع التوطين الحاضر بقوة على طاولة الدول الغربية المؤيدة لاسرائيل.
ويربط السياسي المخضرم بين الموجة السلفية المتنامية في لبنان، والتي تتخذ من المخيمات الفلسطينية منطلقا لها، وبين تسريع الخطوات التصعيدية التي يمارسها المتشددون على أكثر من صعيد وفي أكثر من ساحة، لاسيما في الايام الاخيرة الماضية، بحيث يحمّل المطلعون على بواطن الامور من يقف وراء هؤلاء مسؤولية تسعير حركة الشارع ودفعها باتجاه المأزق من جهة، وفي منزلقات خطيرة للغاية من جهة ثانية.
وينقل هذا السياسي عن مصادر أمنية تأكيدها أنّ حركة التسليح في المخيمات والمناطق المحيطة بها تجري على قدم وساق، خصوصا في الشمال وعين الحلوة، فضلا عن عمليات تخزين للسلاح في مخيمات بيروت، وذلك في مشهد يدعو إلى الريبة والحذر الشديدين، كما ينمّ عن نوايا مبيتة لاعادة تحريك ملف التوطين من خلال الشارع الفلسطيني.
في الموازاة، يكشف السياسي القادم حديثا من جولة على عواصم القرار أنّ ملف التوطين في لبنان مدرج على أجندة هذه الدول بصفة المعجل نظرا إلى ان اللحظة السياسية تبدو مؤاتية للغاية، في ظل دراسات معتمدة قامت بها معاهد دراسات استراتيجية تابعة لبريطانيا بنوع خاص وأكدت أنّ موجة الفوضى التي تعم المنطقة وانشغال الساحة اللبنانية بالاحداث السورية من جهة والفراغ الكامل على الصعيد الحكومي والتعثر الاقتصادي من جهة ثانية كلّها عوامل تشكّل أرضا خصبة لمقايضة ملفات وفتح دفاتر وتصفية حسابات اسرائيلية بحسب التعبير.
وما يعزز هذه الخشية أنّ عوامل التفجير داخل المخيمات باتت مكتملة، خصوصا لجهة فوضى السلاح المقرونة بتهريب عدد كبير من مقاتلي القاعدة والمنظمات الاصولية والتنظيمات السلفية، ناهيك عن الخطابات المتشددة التي تركز على اتهام الجيش اللبناني بالوقوف إلى جانب النظام السوري، في مواقف تساعد على تجييش الشارع وتهيئة الأرضية بالكامل لتكرار أحداث نهر البارد.
ويلفت المصدر إلى أنّ تفجير الوضع في المخيمات يساعد بشكل او بآخر على ارباك معارضي مشروع التوطين في لبنان على غرار حزب الله والتيار الوطني الحر خصوصا اذا ما انطلق التوتر من مخيم برج البراجنة، مع الاشارة إلى ان المجتمع الدولي يعتبر أنّ إرباك حزب الله وإضعافه من خلال إقحامه في زواريب الداخل أمر مطلوب بالحاح مهما كانت السبل المؤدية إلى ذلك، فكيف إذا كانت مثل هذه الخطوة التي تضرب عصفورين بحجر واحد.
المصدر: أنطوان الحايك - النشرة