القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

من ذكريات النكبة... من حياة ملؤها السعادة إلى التشرد بأصقاع الأرض

من ذكريات النكبة... من حياة ملؤها السعادة إلى التشرد بأصقاع الأرض

/cms/assets/Gallery/1373/-1422507092.jpg

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام

ما زال الحاج محمد الزلفي من جنين يتذكر باص أبو عودة من اللجون والذي كان ينقل الركاب من القرى المحيطة بحيفا إلى المدينة صباح كل يوم وسط أجواء حياة جميلة أنهتها عصابات همجية بتواطؤ عربي ودولي.

ويقول الحاج الزلفي لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام", كنا ننتظر باص أبو عودة صباحا حيث يقلنا لحيفا التي كانت حاضرة ثقافية واقتصادية وكانت حيفا عروس المتوسط وبها ميناء كبير وحواضر ثقافية وحركة اقتصادية نشطة ، وكان باص أبو عودة يرجعنا عصر كل ونحن محملين بالأغراض والحاجيات.

ويشير إلى أن التبادل التجاري كان نشطا بين مدينة حيفا وبلدات الساحل ، حيث كنا نحمل معنا في باص أبو عودة الحليب والبيض والجبنة وكل منتجاتنا وننقلها لحيفا لبيعها فيما كان برتقال حيفا ينقل إلينا بحافلة أبو عودة " بالشوالات".

ألوان من الحياة الجميلة

وأما الحاج حسين السعدي من جنين فيصف أجواء الأعراس قبل النكبة, حين كانت تقام الولائم وتذبح الخراف ليأكل منها كل سكان البلدة في حفل غداء، وبعدها يقوم المشاركون بتقديم " نقوط العريس" وكانت عبارة عن خمس قروش أو عشرة أو نصف جنيه فلسطيني للميسورين.

يقول لمراسلنا: كانت الزفة للعريس تتم على الفرس وسط أهازيج " الحداية " والأغاني التراثية وكان الجميع متكاتفين مع بعضهم في حفلة العرس حتى نهايتها.

"تعقيدات الحياة التي نعايشها اليوم لم تكن موجودة، فكانت حياة بسيطة وسعيدة في نفس الوقت تقوم على " العونة" والمساعدة والتكاتف", يضيف الحاج.

أرض تنبع بالخيرات

وتؤكد الحاجة وجيهة مقصقص والتي تنحدر من قرية زرعين في أراضي الـ48 أن حياة الناس لم تكن معقدة حيث كنت أرافق والدي لأرضنا التي كانت تزرع بكل الخيرات وما زلت اتذكر عندما كنا نذهب لإحضار الماء الصافي مع أمي من نبع الماء وتعاون النساء وحب الجميع لبعض وللأرض".

وتتذكر أم محمد، أجواء الأفراح والأعراس التي يشارك فيها الجميع، وتقول، "يوم زفاف أي شاب من القرية كان فرح لكل الناس الجميع يشارك اهل العريس فرحهم وتقام الاعراس حتى ساعات الليل".

كابوس النكبة يقطع الأوصال

وتستدرك قائلةً, إن العصابات الصهيونية لم تسمح لهذه الحياة الوادعة أن تستمر ، مستذكرة هجوم قطعان العصابات اليهودية على قريتها زرعين وترحيل سكانها في جنح الليل.

وتستطرد في حديثها: هجموا علينا بعد منتصف الليل واقتحموا البيوت وبدأ صراخ النساء يتعالى وأخذتني أمي وضمتني وهربت بي مع مجموعة من النسوة من القرية.

وأردفت: "خرجنا في الليل وتركنا كل شيء في منازلنا استمرت أمي وأبي وكل الاهالي بالركض طوال الليل لم ننام او نشرب او نأكل ". لقد كان الهجوم من كل المحاور وسط اطلاق النار مما ادى لسقوط عدد من الشهداء شيوخ ونساء وأطفال".

وتؤكد الحاجة مقصقص أن العرب هم من صنعوا النكبة حين خذلونا وتخلوا عن الأرض وتركوا الناس البسطاء العزل يواجهون مصيرهم بأنفسهم.