من يساعد السجناء الفلسطينيين؟!
الجمعة، 30 أيلول، 2011
يوجد في السجون اللبنانية عشرات من الفلسطينيين المسجونين لأسباب مختلفة. مِن هؤلاء مَن هو مسجون لأسباب مبرّرة مثل ارتكاب جريمة معينة، ومنهم من هو مسجون ظلماً وعدواناً.
وبغض النظر عن أسباب وجود هؤلاء في السجون، فإن وجودهم يستدعي الاهتمام والمتابعة.
فهؤلاء يحتاجون إرشاداً قانونياً واهتماماً اجتماعياً وتوعية ودينية.
وبعضهم يحتاج مساعدات مادية له أو لعياله الذين تركهم دون معيل.
وبعض هؤلاء دمّرت حياته بالكامل، خاصة إذا كان مظلوماً وسُجن لأسباب سياسية أو أمنية.
وبعض هؤلاء يظلم داخل السجن، ويتعرّض للتعذيب، أو يموت لأسباب غير معروفة، وهذا يستدعي متابعة قانونية.
والأمر يصبح حرجاً ويحتاج لعناية أكثر لأن واقع اللاجئين في لبنان بائس، وهم يتعرّضون للظلم خارج السجون وللتمييز كذلك، فكيف الحال داخله؟!
لنقرأ القصة التالية:
عُثر على الموقوف الفلسطيني شادي أحمد الجندية (مواليد 1976) جثّة داخل الزنزانة «هـ»، حيث كان يقضي عقوبة تأديبية إثر نقلة من المبنى «د» مع 12 آخرين.
وفاة شادي الذي كان يقضي محكوميته بجرم مخدرات في سجن رومية المركزي والموقوف بقضية أخرى، أثارت ردود فعل غاضبة لدى العديد من نزلاء السجن المركزي، فقد ادّعى هؤلاء أن الموقوف طرق مراراً الباب مستغيثاً من دون جدوى. وأوضح السجناء أن شادي كان ينادي الحراس بأعلى صوته «أشعر بألم شديد قرب قلبي»، لكن لم يأبه أحد منهم به، وتُرك لقدره. وذكر هؤلاء كيف سمعوا صوت صرخاته الأخيرة التي انقطعت فجأة، ليعقبها صراخ سجناء آخرين ارتفع بعد وفاته. وقد أظهر كشف الطبيب الشرعي على الجثة أن شادي قضى نتيجة أزمة قلبية حادة، لكن ملابسات الوفاة لم تتحدد بعد.
وفي هذا السياق روى مسؤول أمني أن السجناء كانوا يصرخون بأن أحدهم توفي، لحظة مرور ضابط برتبة رائد، فتدخّل الأخير طالباً نقل الموقوف إلى صيدلية السجن ليتبيّن أنه كان قد فارق الحياة. وأشار المسؤول المذكور إلى أن تحقيقاً فُتح في القضية، ولا سيما بعدما زعم معظم السجناء أن إهمال الحراس أدى إلى وفاة زميلهم. فقد أكّد السجناء في إفاداتهم أنهم استغاثوا مراراً بالحراس، طالبين إحضار طبيب لمساعدة شادي الذي كان يتألم، لكن لم يحضر أحد. وأكد المسؤول أن المقصّر سينال عقابه، لافتاً إلى أنه لن يغطي أحداً، إذ تبيّن أنه كان بالإمكان إنقاذ الشاب من الموت لو أسعف فوراً.
المصدر: نشرة البراق