يوم الأرض 30 آذار/ مارس عام 1976 محطة أساسية في مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي وتطور نوعي في المواجهة.

كان الاحتلال الإسرائيلي بدا يستفيد من نتائج هزيمة العرب عام 1967 واحتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء. وذلك بعد أقل من ثلاثة عقود على نكبة 1948 و شعور الاحتلال انه هيمن على الفلسطينيين بالكامل.

ثورة الغضب والانتفاضة كانت كامنة عند الفلسطينيين، والنيران كانت تشتعل.

الاحتلال ظن ان ممارساته السكانية والاقتصادية وهيمنته على الامن والتعليم والصحة والبلديات، وعمليات الطرد والمصادرة والاستيلاء قمعت الفلسطينيين واذابت هويتهم الوطنية واندمجوا في عمق المجتمع الإسرائيلي.

يوم الأرض عام 1976 كان انتفاضة قوية ضد الكيان الصهيوني وما يمثل، انتفاضة ضد الاحتلال والهيمنة واحتجاجا على مصادرة الأراضي والقمع وعمليات التهويد والإرهاب.

صدم الاحتلال من الهبة الشعبية، صدم من شمولية الحراك، صدم من تمسك الشعب الفلسطيني بالهوية والأرض ووحدة الشعب، صدم من زخم المواجهة.

محطة يوم الأرض أعطت زخما لكل الشعب الفلسطيني وللثورة الفلسطينية واعادت تصويب بوصلة الصراع، بعد برنامج النقاط العشر عام 1974 الذي اسس للاعتراف والتنازل واقامة حكم ذاتي او سلطة ضعيفة، وبعد حرب 1973، وبعد احداث الأردن 1970 ولبنان 1975.

يوم الأرض دخل التاريخ من بوابة الحق الفلسطيني أمام العالم، وجددت التمسك بالأرض والهوية بالوطن والبقاء في الأرض برفض الاعتراف بالاحتلال . واليوم أعطت ذكرى يوم الأرض نتائجها إلى أن وصلت إلى عملية سيف القدس، التي وضعت الاحتلال تحت الإقامة الجبرية ومنعته من التجول ..

يوم الأرض كانت امتدادا لثورة البراق وغيرها من الثورات، وهي مستمرة حتى التحرير والعودة.