مهرجان السيباط بجنين.. إحياء للتاريخ وتحريك
للسياحة
الخميس، 23
نيسان، 2015
تطالب أم محمد السيلاوي الناشطة النسوية في مدينة
جنين بأن يخصص يومان من كل أسبوع لتعزيز الحركة السياحية والتجارية في سوق السيباط
القديم في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بعد النجاح الذي حققه مهرجان السيباط للتسوق
والذي استمر من 18 إلى 20 من أبريل الحالي.
وبعد سنوات طويلة من الإهمال لهذا المكان الأثري
والذي يشكل هوية جنين القديمة بعناوينه البارزة؛ مسجد جنين الكبير، ومدرسة فاطمة خاتون
الأثرية والسوق العثماني الأثري، جاء مهرجان السيباط الأول لتدبّ الحركة فيه ويذكر
أهالي جنين وفلسطينيي 48 من روّاد المدينة بهذا المكان.
ورغم حجارته التاريخية وتصميمه العثماني الذي
يحاكي البلدات القديمة في نابلس والقدس والخليل ودمشق؛ فإن "السيباط" شهد
طوال العقود الماضية هجرة سكانية معاكسة فانتقل سكانه إلى السكن في أحياء جنين الجديدة،
فيما لم تولِه أيّ جهة رسمية أو غير رسمية الاهتمام الكافي حتى تعرضت بعض منازله للهدم
والتشويه وهجرت أخرى وأصبحت غير صالحة للسكن.
منطقة مهملة
ويشير محمد السوقي -أحد سكان السيباط- إلى أن
"السيباط" منطقة أثرية مهملة؛ إذ "يجب أن تقوم الحكومة بتجنيد الأموال
من خلال الجهات المانحة للحفاظ على ما تبقى منه وترميمه، ووضع خطة من أجل الترويج السياحي
له".
وأردف: "البلدات القديمة في نابلس والخليل
والقدس وكافة المدن التاريخية ما زالت زاخرة وتمثل مراكز الأسواق في تلك المدن، إلا
في جنين فقد انتقلت السوق نتيجة سوء التخطيط إلى أماكن أخرى وحتى أصحاب المحال التجارية
في السوق هجروها إلى أسواق المدينة إذ لم يعد لها روّاد".
وبدوره أشاد محافظ جنين والمشرف على مهرجان السيباط
إبراهيم رمضان بفكرة مهرجان السيباط، وقال إنها "جاءت للفت الأنظار لهذه المنطقة
التاريخية ولإحياء هذا السوق القديم"، مقرًّا بأن المنطقة تعرضت للإهمال خلال
الفترات الماضية، وهذه محاولة لإعادة بثّ الروح فيها.
وأضاف: إن المهرجان جلب آلاف المتسوقين لهذه المنطقة،
ونحن نفكر في كيفية إيجاد حالة من الاستمرارية في جلب السياحة الداخلية لهذه المنطقة
بناءً على طلب الأهالي.
400 موقع أثري في خطر
ويشار إلى أن معضلة الاهتمام بالأماكن الأثرية
ما تزال تجسد تحديا كبيرا أمام المؤسسات؛ ففي محافظة جنين يوجد نحو 400 موقع أثري مسجل،
منها ثالث أقدم كنيسة في العالم وهي كنيسة برقين، ونفق بلعما الأثري الذي يعود للعصر
البرونزي وقصور عبد الهادي في عرابة وعديد مواقع أخرى.
ويشير الدليل السياحي رامي منصور إلى أن محاولات
تنشيط السياحة والاهتمام بالمناطق الأثرية في جنين ما تزال خجولة، فمؤخرا تم وضع يافطات
للدلالة على الأماكن الأثرية، ولكن المشكلة أن هذه الأماكن مهملة.
وأردف: كما أن المشكلة الحقيقية تكمن في مكافحة
سرقة وتدمير الآثار، فما يزال القانون الأردني لعام 1954 هو السائد، والذي لا يعاقب
المتّجر بالآثار بأكثر من 20 دينارًا غرامةً دون حبس، وبالتالي لا قوانين رادعة.
ونوّه إلى أن الحجارة القديمة تسرق وتباع في الأسواق
السوداء وتنقب المواقع الأثرية من التجار والباحثين عن المال بطرق خاطئة فيدمرون كنوزا
أثرية بذلك.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام