مواقع إلكترونية للمّ شمل الفلسطينيين
الجمعة، 26 نيسان،
2013
وجد الفلسطينيون في المواقع الالكترونية العائلية
وسيلة جديدة لتناقل أخبارهم ومستجدات حياتهم الاجتماعية، خصوصاً في ظل صعوبة التنقل
من وإلى الأراضي الفلسطينية، إذ تحولت تلك المواقع لمحط أخبار وصور وتقارير بين أبناء
العائلة في داخل فلسطين وكافة أنحاء العالم. وساهمت تلك المواقع فعلاً في توطيد العلاقات
الاجتماعية الفلسطينية.
ويتكون الموقع العائلي من عناوين رئيسية كالأخبار
والمواليد والوفيات، فضلاً عن الصور التي تخص مستجدات العائلة، والشخصيات البارزة فيها،
بالإضافة إلى منتديات حوارية ومواقع أخرى مرتبطة بالعائلة، وأيقونات خاصة بحملة الشهادات،
وروابط لمواقع فلسطينية مختلفة.
وبحسب مدير موقع عائلة «العسولي» في غزة حاتم العسولي،
فإن «موقع العائلة ساهم في تكريس الروابط الاجتماعية بين أفراد العائلة والتواصل مع
الأهل والأشقاء داخل الوطن وخارجه، من خلال مواكبة أخبار العائلة أولاً بأول، وتسجيل
التهاني والتبريكات، والتعليقات المتنوعة لصاحب المناسبة على الموقع».
وأكد العسولي، في حديثه إلى «السفير»، أنّ الموقع
شكل نواة وحلقة وصل بين أبناء العائلة والعائلات الأخرى، لافتاً إلى أنه سجل رقماً
قياسياً وشكل نموذجاً نوعياً يحتذى به وسط مواقع العائلات الأخرى في فلسطين بشكل عام
وغزة بشكل خاص. وبيّن أنّ المواقع الإلكترونية الفلسطينية أثرت بشكل فعال في المجتمع،
مشيراً إلى انعقاد اجتماعات متواصلة بين مدراء المواقع وممثليها، لبحث سبل تفعيل دورها
والارتقاء بها لخدمة المجتمع الفلسطيني.
ولفت العسولي إلى أن مدراء مجموعة من المواقع العائلية
اتفقوا مؤخراً على تفعيل قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية،
من خلال تكثيف الجهود وتوحيدها لدعم صمودهم ونضالهم، ضد سياسة الذل والقمع والإرهاب
التي يعانونها في المعتقلات.
وتمتلك معظم العائلات والعشائر الفلسطينية مواقع
إلكترونية، وأخرى لها صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولها امتدادات في دول
العالم، خصوصاً أنّ للعديد من العائلات أبناء هجروا من فلسطين إلى خارجها، ويدرسون
أو يعملون في دول أجنبية أو عربية.
وتوجد في فلسطين عائلات ممتدة كثيرة، أعدادها تصل
إلى عشرات الآلاف في الداخل والخارج، وقد ساهمت المواقع العائلية فعلاً في إحداث حلقة
تواصل في ما بينهم.
كذلك، أكد مدير ومؤسس موقع عائلة الآغا والمشهور
بـ «النخلة» في غزة، أن الموقع ساهم بقدر كبير في إحداث التواصل بين أبناء العائلة
داخل وخارج فلسطين المحتلة، من خلال احتوائه على معلومات تخص جميع أفراد العائلة، وصورة
تعريفية لكل شخص ومؤهله العلمي ومهنته وتاريخ ميلاده، فضلاً عن وجود شجرة للعائلة تساعد
أي شخص على التعرف الى أقربائه.
وقال الآغا لـ«السفير» ان المواقع الإلكترونية العائلية
نجحت في لم شمل الفلسطينيين المنتشرين في كافة أنحاء العالم من خلال نشر أخبار العائلة
مدعمة بالصور. وأوضح أن طاقم عمل موقع عائلة الآغا يتكون من ستة أشخاص، ما بين مصور
ومحرر ومراسل ومنسق وغيره، وهؤلاء لا يتقاضون راتباً ثابتاً بل مكافآت غير دورية، وهم
يقومون بزيارات ميدانية لتغطية كافة الفعاليات والمناسبات التي تنظمها العائلة.
واستطاعت مواقع العائلة الفلسطينية أن ترسم صورة
مشرقة للعائلات الفلسطينية، بالرغم من قلة الإمكانيات التي تتوفر لإدارة تلك المواقع،
إذ انها تعتمد بشكل أساسي على متطوعين من أفراد العائلة نفسها.
وبالنسبة لمدير شبكة «أمين»، المعنية بالإعلام الجديد
في غزة، محمد أبو شرخ، فإن «الفلسطينيين يبحثون عن كافة الوسائل التي تمكنهم من كسر
الفراق الإجباري، الذي كتب عليهم بعد النكبة وما تلاها من ظروف ساهمت في تشتيت العائلات
الفلسطينية، وتحويل أبنائها إلى قطع فسيفساء منتشرة في أنحاء الأرض».
وأوضح أبو شرخ في حديثه إلى «السفير» أن الإنترنت
أصبح من أهم الوسائل الإلكترونية التي منحت العائلات الفلسطينية فرصة لجمع شملها ولو
افتراضياً، مشيراً إلى أن الكثير من أفراد العائلات يبحثون عن مد جذور العلاقة بأقاربهم
المنتشرين حول العالم ليس فقط للتعارف، ولكن للبحث عن فرص عمل أو للزواج والدراسة وغيرها.
ووفقاً لأبي شرخ فإن ظاهرة انتشار المواقع الإلكترونية
في قطاع غزة بشكل خاص مهمة، وقد ساهمت في الحفاظ على الهوية العائلية والفلسطينية،
فهي تساعد في ترسيخ مفاهيم البلدة الأصلية وتراث الأجداد.
المصدر: محمد كمال - السفير