القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

نساء غزة ورمضان.. حكاية خير وعطاء

نساء غزة ورمضان.. حكاية خير وعطاء


الإثنين، 29 حزيران، 2015

لكل واحدة منهن حكاية اختلفت في تفاصيلها إلا أن جميعهن اتفقن بعمل الخير عبر أفكارهن النيرة لمساعدة الفقراء، وخاصة في شهر رمضان المبارك.

ورغم أن الأفكار الخيرية كانت بسيطة إلا أنها كانت تمثل الكثير خاصة لمن يعيش ليس فقيراً فحسب بل تحت خط الفقر بكثير جراء الحصار الخانق والدمار والعدوان.

مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام" ارتحلت على متن سفينة الخير التي اجتمعت فيها حكايات نساء أبدعن في فعل الخير، كما أبدعن في الصمود والثبات في مواجهة الحصار والاحتلال.

الكرامة الإنسانية

لقد واجهت في بداية الأمر مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام" بعض الصعوبات في إعداد هذا التقرير؛ نظراً لأن "نساء الخير" في بداية الأمر لم يرغبن بالحديث عن هذا الأمر، وأردن أن يكون بينهن وبين الله حتى يثبت لهن صدق العمل، مما دفعنا للإشارة إليهن بكناهنّ.

وكانت الحكاية الأولى التي بحثت من خلالها "أم عبد الله" في فعل الخير هو أن تحافظ على كرامة الإنسان الفقير، وأن لايقتصر الأمر على تقديم المال أو سلة مواد غذائية قد تحتاج لأصنافها أو لا.

تقول أم عبد الله: "حينما يريد الإنسان فعل الخير لا بد أن لا يكون ذلك على كرامة الفقير، إنما العمل على أن نسعد الفقير، ونجعله يشعر مثله مثل غيره بأنه إنسان له كرامة".

وأضافت: "فكانت الفكرة بوضع قائمة بأسماء الفقراء حسب المستطاع، وبعد ذلك يتم تسليمها لإحدى المحلات التجارية الكبيرة التي لديها تشكيلة ممتازة ومتنوعة من المواد الغذائية".

وتتابع بالقول: "يتم دفع ثمن كل قسيمة مسبقاً للمحل التجاري ويتم الاتفاق معه بأن من يأتي من ضمن القائمة يشتري بالقيمة المالية التي يتم دفعها بشكل مسبق".

وأشارت إلى أن البعض لايمتلك ثمن المواصلات خاصة في العودة بعد شراء الأشياء التي يريدها، فيتم وضع بعض المال لكل واحد ما يكفيه لذلك.

وبينت أنها تجري اتصالا برقم غير الرقم الذي تستعمله عادة حتى لا يعرفها أحد للتواصل مع العوائل وتذكيرها بالذهاب لإحضار حاجيّاتها.

وذكرت أنها لا تكتفي بذلك فحسب؛ بل تتابع مع المحل التجاري بين الفترة والأخرى، حتى تتأكد أن جميع من هم بالقائمة قاموا بالتسوق.

وأوضحت أنها قبل أي اتفاق مع محل تجاري، تم التأكيد على حسن المعاملة مع المستفيدين.

ملامح السعادة

وعن سبب هذه الفكرة بينت "أم عبد الله" حينما يقوم الإنسان بفعل الخير لا بد أن يسلك طريقة يحافظ به على كرامة الفقير وليس تقديم مساعدة له تجعله يبكي وهو يحصل عليها.

ولفتت إلى أنه من الصعب عليها أن تنسى ملامح السعادة التي وجدتها على والدة أيتام كانت من ضمن القائمة وهي تشتري بحرية وبكرامة أيضاً، فكانت سعيدة جداً، وهي تدخل أحد المراكز التجارية الكبيرة التي لم يسبق لها التسوق منها، فكانت هذه الفرحة بالنسبة لـ"أم عبد الله" الشيء الكثير خاصة حينما يكون الإعداد قبل رمضان والتنفيذ في رمضان.

وذكرت أنها لا تؤيد كثيراً فكرة تقديم سلة غذائية جاهزة؛ نظراً لأن احتياجات العائلة لا تقتصر على السكر والرز والزيت وغيرها فقد يكون هنالك أشياء تكون هي بأمس الحاجة إليها، وقد لا تخطر على ذهن من يعد هذه السلة الغذائية.

"فيسبوك" الخير

وقد لا تكون "أم أحمد" تمتلك المال الكافي لتقديم المساعدة للأخرين؛ لكنها تحسن استخدام عقلها في فعل الخير، فجعلت الفيس بوك وسيلة تحول فكرتها من حبر على ورق إلى أرض الواقع.

تقول أم أحمد لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "من خلال الفيس بوك قدمت فكرة للعمل على جمع ما يمكن جمعه من مال، وبعد ذلك تم شراء سلات غذائية وتوزيعها على الفقراء".

وأشارت أنه بالطريقة ذاتها يتم دعوة من يريد المشاركة في توزيع الطرود الغذائية، وبذلك يستطيع أن يقوم بفعل الخير من يملك المال أو لا.

حب موروث

وكما تورث الأرض للأبناء، كذلك يورث لهم حب فعل الخير، وهذا ما ورثته "أم نور" من والدتها التي كانت تحرص على فعل الخير وخاصة في رمضان؛ حيث كانت تتفق مع نساء جيرانها وصديقاتها على جمع مع يمكن جمعه من المال لتقديم المساعدة للفقراء.

وقالت لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام" حينما كنت طفلة صغيرة كنت أجد والدتي تقوم بأعمال الخير، وتحرص عليها وخاصة في رمضان، مما جعلني أفعل الأمر ذاته حينما أصبحت أمًّا، وأزرع الأمر ذاته في بناتي".

وذكرت أنها تجتمع مع صديقاتها وجاراتها قبل رمضان ويتم تحديد ما يمكن تقديمه من مساعدة مالية لشراء سلات غذائية أو حتى تقديم بعض المال للفقراء.

وختمت حديثها بالقول إنها تحاول قدر المستطاع الحفاظ على كرامة الإنسان الفقير؛ بحيث تقدم له السلة الغذائية وطبق الحلوى بطريقة تسعدهم بعيداً عن بعض الطرق التي تترك الألم في نفوس العائلة الفقيرة.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام