القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

نساء في غزة.. معيلات حين تعطل الرجال بفعل الحرب والحصار

نساء في غزة.. معيلات حين تعطل الرجال بفعل الحرب والحصار


الأربعاء، 20 أيار، 2015

في إحدى دور حضانة الأطفال في مدينة غزة، تعمل "أم أحمد"، على بذل أقصى ما لديها من جهد وخبرات لرعاية خمسة صغار، لا تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات، وتلبية كافة احتياجاتهم.

ولا تشعر "أم أحمد" (42 عامًا)، والتي فضّلت عدم ذكر اسمها، بالارتياح في هذا العمل، إلا أنها لا تملك أي خيار آخر في ظل ما تعانيه أسرتها من فقر، كما تروي لوكالة الأناضول.

عطلة بفعل الحرب والحصار

فزوجها العاطل عن العمل، جراء فقده وظيفته في إحدى الورشات الصناعية التي تدمرت بفعل الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة، لم يعد بإمكانه توفير المتطلبات والاحتياجات اليومية لأسرتها المكونة من 10 أفراد بينهم 3 أطفال.

وتضيف: "في ظل الظروف المعيشية القاسية، وغياب أي دخل للمنزل، قررت أن أعمل، ولم أجد سوى حضانة الأطفال، وبالرغم من آلام الظهر التي أعاني منها بشكل متكرر، ما من خيار أمامي سوى البحث عن مصدر للرزق، يوفر لنا على الأقل لقمة العيش".

أما "شيرين" (39 عامًا) التي فضلت الاكتفاء باسمها الأول، فقد اضطرت إلى العمل في حراسة أحد المنتجعات السياحية الخاصة بالنساء غربي مدينة غزة، كي توفر أدنى احتياجات أسرتها.

وتقول لوكالة الأناضول، (وهي أم لخمسة من الأبناء أصغرهم لم يتجاوز العامين) إن زوجها الذي كان يعمل دهانًا، فقد عمله، بسبب الحصار وتوقف أعمال البناء وملحقاتها.

وتتابع: "لا يوجد عمل لزوجي، وابني الذي دخل الجامعة حديثًا قام بتأجيل فصله الدراسي بسبب الظروف الصعبة، ولا يتوفر في البيت أي دخل.. تمر الأيام والأسابيع دون أن نجد طعامًا إلا القليل، لهذا قررت أن أعمل وأعيل أسرتي".

دمار وزيادة العاطلين

ورفعت الحرب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة الصيف الماضي، واستمرت 51 يومًا، عدد العاطلين عن العمل إلى قرابة 200 ألف عامل، يعيلون نحو 900 ألف نسمة وفق الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في قطاع غزة.

ويقول الاتحاد في بيان له صدر مطلع الشهر الجاري، إن الحرب وتدمير عدد كبير من المصانع والورش والشركات والمحال التجارية، أدى إلى تعطل قرابة 30 ألف عامل عن العمل، انضموا إلى قرابة 170 ألف عامل آخر، متعطلين عن العمل بفعل الحصار الصهيوني المستمر للعام الثامن على التوالي.

محاولات لتجاوز المحنة

وتحاول نهى الريفي، برفقة 3 من جاراتها، التغلب على الظروف القاسية التي خلّفها تعطل أزواجهنّ عن العمل.

وتنهمك الريفي (44 عامًا) داخل إحدى الجمعيات الخيرية النسائية في مدينة غزة، في إعداد المعجنات ووجبات الطعام السريعة.

وتقول الريفي إنها الآن تعيل أسرتها المكونة من تسعة أفراد بعد أن أصبح زوجها عاطلاً عن العمل.

وتتابع: "الحياة باتت قاتمة جدًّا، والأوضاع صعبة للغاية، لا يوجد أي دخل للأسرة، لهذا لجأت إلى العمل، ورافقتني جاراتي، (...)، في غزة الحصار يخنق كل شيء".

ومنذ أن فازت حركة "حماس"، التي يعدّها الاحتلال "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني (يناير) 2006، يفرض الاحتلال حصارًا بريًّا وبحريًّا على قطاع غزة (الذي يعيش فيه نحو 1.9 مليون نسمة)، فيما شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في حزيران (يونيو) من العام 2007، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم غزة، وتشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية أدت اليمين الدستورية في الثاني من حزيران (يونيو) 2014.

النساء تعيل الأسر

ويقول معين رجب، أستاذ علوم الاقتصاد بجامعة الأزهر بغزة، إن تداعيات الحصار هي التي تدفع النساء في قطاع غزة، إلى العمل.

ويضيف رجب، لوكالة الأناضول إنه وفي ظل تعطل آلاف الفلسطينيين عن العمل، وعدم توفر أي دخل للعائلات، وازدياد معدلات الفقر والبطالة، تحولت الكثير من النساء إلى معيلات لأسرهنّ.

وتابع: "هناك من يلجأن لمشاريع صغيرة، أو العمل في إحدى المهن التي تتطلب وجود المرأة، كي يتم توفير حياة كريمة لأسرهنّ، والهروب من شبح الفقر والبطالة".

ووفقًا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، مطلع الشهر الجاري، فإن معدل البطالة في قطاع غزة، بلغ 43 %، فيما بلغت نسبة الفقر 38.8%.

وحسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني؛ فإن أسرة فلسطينية من بين كل 10 أسر ترأسها امرأة. وتشير بيانات الجهاز في مسح القوى العاملة لعام 2013، إلى أنّ 10.1 % من الأسر ترأسها إناث في فلسطين، بواقع 11.1% في الضفة الغربية و8.1% في قطاع غزة.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام