(هـــــــويــــــة) بعد عام كامل على الانطلاقة.. المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية
الثلاثاء، 10 نيسان، 2012
2350 شجرة عائلة استطاعت مؤسسة (هوية) جمعها وتوثيقها إلكترونياً على موقعها، بعد مرور عام على إطلاق المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية. كذلك جمعت المؤسسة أكثر من 5000 صورة ووثيقة لعائلات فلسطينية في داخل الأراضي المحتلة والشتات، وتوثيق 23 ألف اسم عائلة في قريتها الأصلية في فلسطين. وفي ما يلي تقرير موجز لمنجزات (هوية) هي حصاد عام كامل..
تمكنت (هوية) من تحقيق الآتي:
توثيق 23000 اسم عائلة إلى القرية الأصلية التي كانت تعيش فيها قبل العام 1948، وقد خصصت لكل عائلة صفحة خاصة على الموقع الإلكتروني تتيح فيها إضافة شجرة العائلة، ورفع الصور، وتدوين تعريف بالعائلة مع تسجيل الأخبار المتنوعة المتعلقة بشؤون العائلة.
جمع 2350 شجرة عائلة فلسطينية موزعة بين الداخل والشتات. بعض هذه الشجرات اقتصر على بضع عشرات من الأسماء بينما جمعت شجرات أخرى مئات الأسماء وذلك بحسب حجم العائلة واستمرار أبنائها بإثبات اسم العائلة نفسه على مر العقود.
جمع 5400 صورة ووثيقة عائلية لهذه العائلات.
فيما بلغ عدد الأفراد الذين شاركوا مع (هوية) في التوثيق لعائلاتهم عبر الموقع الالكتروني 23300 شخصاً، وذلك بالمساهمة في العمل على بناء شجرة العائلة، أو بتقديم الصور والوثائق، وعبر تزويد الموقع بالأخبار والقصص المتعلقة بالعائلة. يضاف إليهم بضع مئات من الأشخاص الذين تفاعلوا مع المندوبين على الأرض وقدموا ما لديهم من معلومات بهذا الشأن.
وفي معرض سباق المؤسسة مع الزمن، يعمل موظفوها على تسجيل شهادات لكبار السن الذين خرجوا من فلسطين وشهدوا نكبة 1948، في محاولة للحصول على أكبر قدر من المعلومات عن العائلات والقرى وبلداتهم التي هُجّروا منها، لا تكاد تجدها في الكتب وذلك للحفاظ عليها وجعلها في متناول الجميع.
ويمكن تسجيل الملاحظات التالية من خلال العمل الذي تمت الإشارة إليه آنفاً:
توزع المتفاعلون مع موقع (هوية) الالكتروني على دول عدة يمكن إدراجها بالترتيب التالي من الأكثر إلى الأقل: الأردن، السعودية، الضفة الغربية وقطاع غزة، فلسطين المحتلة عام 1948، الإمارات العربية، لبنان وسوريا. يشار إلى أن صعوبة استخدام الانترنت في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا تركت أثراً واضحاً على هذا الترتيب.
حافظ الموقع الالكتروني لـ (هوية) على نسبة تقترب من الـ 30% من الزائرين المتكررين بينما كانت نسبة الـ 70% في العادة من لزائرين الجدد. ويمكن الاستنتاج أن النسبة الأكبر من الزائرين يسعون للحصول على المعلومة وليس لإضافتها، ويعزز هذه القراءة أن النسبة الأكبر من متصفحي الموقع هم في سن الشباب وليسوا من كبار السن.
كان التحفظ على ذكر أسماء الإناث في شجرة العائلة واضحاً في الأردن ثم فلسطين وبدرجة أقل في سوريا ثم لبنان.
وفيما يتعلق بالعمل الميداني فقد أجرينا تحليلاً لأول مائة زيارة لعائلات فلسطينية في الشتات موزعة بين لبنان، سوريا والأردن وسجلنا الملاحظات التالية:
نسبة العائلات التي خرجت بكامل أفرادها من فلسطين لم تتجاوز 61%، وهذا يعني أن نسبة 39% من العائلات قد تركت وراءها واحداً من أفرادها أو أكثر وإن كان هؤلاء في الغالب قد تهجروا من قراهم التي كانوا يعيشون فيها إلى أماكن أخرى داخل فلسطين لم تكن قد تعرضت للتدمير.
74% من هذه العائلات تهجروا إلى بلد واحد، أما بقية العائلات فقد انشطرت في الخارج إلى قسمين أو أكثر، وفي الغالب كانت تنقسم بين لبنان وسوريا، أو بين سوريا والأردن.
65% من هذه العائلات حافظت على اسم واحد للعائلة في الشتات، بينما البقية 35% قام أفرادها بتسجيل اسم العائلة بطرق مختلفة تتفاوت بين اعتماد اسم الجد الأول أو الثاني أو الألقاب أحياناً.
35% من هذه العائلات لم نتمكن من ربط فروع شجرتها لأن كبار السن الذين لا زالوا على قيد الحياة لم يعرفوا وجه القرابة بالتحديد، وكانت الإجابة الغالبة في مثل هذه الحالات أنهم "أبناء عمومة».
9% ممن التقينا بهم خلال الغترة السابقة للتوثيق قد توفوا أو لم يعودوا قادرين على الإدلاء بشهاداتهم بسبب السن أو المرض.
عائلة واحدة فقط من العائلات التي وثقنا لها ميدانياً خلال الزيارات المشار إليها، كان كل أبنائها الذين ولدوا في فلسطين قبل العام 1948 قد توفوا.
58% من العائلات التي وثقنا لها لا تزال تحتفظ بوثيقة واحدة على الأقل تثبت انتماءها للبلدة التي كانت تسكنها في فلسطين قبل العام 1948، وتنوعت هذه الوثائق بين وثيقة ولادة، كوشان أرض، أو إيصال ضريبة.
شخص واحد فقط أجاب بالسلب عند سؤاله إذا كان سيعود إلى فلسطين إذا أتيحت له الفرصة، وكان تعليله بأن «وضعه الصحي لا يسمح»، بينما أصر الباقون على هذه العودة وتطابقت عباراتهم أحياناً بالقول « سأعود ولو مشياً على الأقدام» أو «سأعود حافي القدمين».
يأتي هذه التقرير بعدما أتم المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية) عامه الأول، انطلق في شهر شباط/ فبراير 2011 من العاصمة اللبنانية – بيروت، ثم قام بتوسيع نشاطاته في مختلف الساحات التي تنتشر فيها العائلات الفلسطينية داخل وخارج الأراضي المحتلة. ونشير إلى أن الإعداد للمشروع من حيث الدراسات والأبحاث والتخطيط لبدء العمل كان قد بدأ منذ العام 2008.
التعريف بالمشروع
يعمل المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية) على جمع شجرة العائلة مع تقديم تعريف موجز بكل عائلة: المكان الأصلي الذي كانت تسكنه في فلسطين قبل العام 1948، ما تعرضت له من أذى أثناء الاحتلال الإسرائيلي للقرى والمدن الفلسطينية، ذكر أسماء الشهداء والجرحى إضافة إلى جمع صور الآباء والأجداد خاصة من شهد منهم نكبة العام 1948 مع تدوين شهاداتهم عليها.
فما تقدمه (هوية) ليس بحوثاً في علم الأنساب بقدر ما هو شهادات ودراسات تاريخية لإثبات حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ على هويته.
هوية خلال العام 2011
انطلق العمل من المكتب الرئيسي في بيروت وبدأ العمل على توسيع شبكة المندوبين لتصل إلى سورية، الأردن وبعض دول الخليج إضافة إلى مجموعة من المتطوعين داخل فلسطين. وتوزع عمل (هوية) على محورين: الأول عبر شبكة الانترنت من خلال موقعها الالكتروني (www.howiyya.com) والثاني من خلال التواصل الميداني مع العائلات، الجمعيات والمؤسسات ذات الاهتمام بهذا التخصص.
العمل الميداني
يتم العمل من خلال اختيارنا لبلدة معينة، في الغالب يكون الباحث ابن هذه البلدة وأحياناً يكون قد ألف كتاباً او أجرى دراسة عن البلدة. ويعمل في المرحلة الأولى على حصر عائلات البلدة من خلال زيارات يقوم بها لعدد من أبناء العائلات والاستدلال من خلاله على باقي أسماء وأفراد العائلات الأخرى. وتضاف لاحقاً أسماء العائلات الجديدة إذا لم تكن مذكورة في الموقع لأنها تكون قد تفرعت أو استخدمت اسماً أصغر بعد خروجها من فلسطين. وبذلك يصبح للعائلة صفحة خاصة بها تضيف جميع المعلومات المتعلقة بهم.
وخلال الزيارة الواحدة نطلب من العائلة الشجرة اذا كانت موجودة لديهم، ونسأل كبار السن عن تاريخ القرية وأحداث النكبة وما قبلها من ثورات وقتال الاحتلال البريطاني لفلسطين. ونأخذ ايضاً من العائلات ما أمكن من صورة قديمة ووثائق أخرجتها معها من فلسطين.
في غالب الاحيان الزيارة الواحد لكل عائلة لا تكفي لجمع تاريخ العائلة لذلك نعمل على زيارة عدد من الأشخاص ضمن العائلة الواحدة، لإتمام المشهد كاملاً قدر الإمكان، ولأن المعلومات الموجودة لدى كبار السن مرهونة بقدرتهم على التذكر واسترجاع الاحداث وهذا يقلل من فرص جمع المعلومات بسبب مرور ما يقارب الـ64 عاماً وهي فترة زمنية طويلة.
ومن اللافت أنه في كثير من الزيارات يجتمع أكثر من شخص في المقابلة الواحدة، فالكبير يضع أصول الشجرة والابناء يذكّرونه بأسماء الأحفاد والاجيال الجديدة.
كبار السن يبدون حماسة للمشروع لأنهم يشعرون أنهم يريدون أن ينقلوا ما عندهم للأبناء، وكثيراً ما يلفتون نظرنا الى قضايا لم نسأل عنها البتة لكنها محفورها في أذهانهم. أما الأجيال الجديدة فيسعدون بمعرفة الشيء اليسير عن قراهم وأصول عائلاتهم، إلا أن مشاركتهم في كتابة هذا التاريخ تبقى محدودة.
أهمية المشروع
مشروع وطني جامع يلتف حوله الشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، داخل فلسطين وفي الشتات.
مشروع فريد في تخصصه، ويندر أن نجد مؤسسة أو موقعاً الكترونياً او حتى موسوعة توثق للعائلات الفلسطينية. ورغم أن المشروع حديث الولادة إلا أن مكتبات مهمة مثل مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة بيرزيت قد أضافتا موقع «هوية» إلى لائحة المواقع الصديقة نظراً لتخصصه.
يقدم مادة جديدة تتضمن صوراً، وثائق، أرقاماً، إحصائيات، وقراءات جديدة تؤكد على حق الشعب الفلسطيني بأرضه المحتلة.
يفسح المجال أمام كافة المؤسسات الهيئات الوطنية الفلسطينية – كما الأفراد – للاستفادة من المادة التي يقدمها ضمن برامجهم لدعم حق العودة.
توفير التواصل بين أفراد العائلة الواحدة من خلال الموقع الذي يجمع بينهم ونعطي العناوين للراغبين في انشاء شجرة العائلة للتواصل في ما بينهم.
المشاريع المستقبلية
توسيع أقسام الموقع بحيث يشمل جوانب حيوية تنال اهتمام جميع الفئات العمرية ويزيد تعلقهم في البلدة الأصلية التي ينتمون اليها في فلسطين.
العمل على إقامة أقسام جديدة بلغات مختلفة وأولها اللغة الانكليزية.
انشاء قسم فيديو: تسجيلات قصيرة عن بلدات وعائلات، حتى لا يقتصر الموقع على النصوص والصور الثابتة.
تأسيس موسوعة العائلات الفلسطينية، وهي سلسلة كتب خاصة بعائلات كل عائلة.
المصدر: مجلة العودة العدد الـ55