هل تحرك السعودية عجلة المصالحة الفلسطينية؟
الجمعة، 24 تموز، 2015
في زيارة جرى الحديث عنها كثيرا في الفترة السابقة
وأخذت صدى إعلاميا واسعاً جرت وأخيرا في المملكة العربية السعودية بحضور رئيس المكتب
السياسي لحركة حماس خالد مشعل للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقالت مصادر من حماس إن بعض قيادات الحركة التقوا
في مكة المكرمة، الملك سلمان بن عبد العزيز ومسئولين سعوديين، وتناولت المحادثات قضايا
عدة بينها المصالحة الفلسطينية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر من الحركة أن الاجتماع،
الذي حضره ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، تناول الوحدة الفلسطينية والوضع
السياسي في المنطقة، مضيفا "أن الحركة تأمل أن يساعد الاجتماع في تطور العلاقات
بين حماس والسعودية".
وفي هذا الشأن، قال عضو المكتب السياسي لحماس محمود
الزهار: "السعودية قادت جهودا كبيرة للمصالحة بين حماس وفتح عام 2007، حين تم
تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي انقلبت عليها فتح، وروجت معلومات كاذبة حولنا إلى السعودية
بأن حماس هي سبب إفشال تلك الحكومة، ما أدى إلى جمود في العلاقات مع الرياض. مضيفا:
"أردنا من خلال جهود عدة أن نوضح صورة وموقف حماس من المصالحة أمام أي طرف عربي
بما في ذلك السعودية".
دور السعودية الأقوى
الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شمالة، من ناحيته،
يرى أن دور السعودية هو الأهم في الوقت الحالي لما لها من دور بارز في مجمل القضايا
العربية وتؤثر بما يجري في المحيط العربي.
ويقول أبو شمالة خلال حديثه لـ"الرسالة"،
إن الملف الفلسطيني من أهم الملفات على الساحة العربية، ومن مصلحة السعودية ان تكون
حاضرة فيه، لما لحركة حماس من ثقل على الساحة الفلسطينية لاحتضانها المقاومة وتأييد
الشعب لها، مضيفا "من مصلحة المملكة أن تسير اتفاق مكة (2)، كما أنها معنية أن
تكون جزءا من الوفاق الوطني الفلسطيني ".
ووافق المحلل السياسي د.هاني البسوس ما ذهب إليه
أبو شمالة، بما تتمتع به السعودية من قوة ووزن سياسي على المستوى الاقليمي والدولي،
ودورها البارز في اتفاق مكة السابق، متوقعا أن تلعب دورا مهما جدا في المصالحة الفلسطينية.
إرادة فلسطينية حقيقية
وفي سياق متصل، قال أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري
لحركة (فتح)، إن القيادة الفلسطينية لم تجر أي اتصالات مع السعودية حتى اللحظة لمعرفة
نتائج واسباب اللقاء مع قيادة حركة حماس، مرحبا في الوقت ذاته بأي جهد عربي لإتمام
المصالحة الفلسطينية وإلزام حماس بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقاً وليس عقد اتفاقيات
جديدة.
وقال ابو شمالة: "حماس معنية بالوجود السعودي
وأبدت موافقتها مسبقا على اتفاق مكة 2، لكن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس قد
تحاول طرح اوراق أخرى أو تؤجل الاتفاق"، لكن في الوقت ذاته أكد ان السلطة غير
قادرة على أن تقف أمام إرادة السعودية الجادة لإتمام المصالحة.
وجرى الحديث مؤخرا عن بذل الرئيس الأمريكي الأسبق،
جيمي كارتر، مساعي وساطة بين حركتي "فتح" و"حماس"، بمساندة المملكة
العربية السعودية، في ظل استعداد الأخيرة إلى الوساطة للتوصل إلى اتفاق "مكة
2".
وفي السياق، قال المحلل السياسي البسوس: "التجاوب
من حماس وفتح ممكن نتيجة مكانة السعودية ووزنها السياسي لكن ليس على إطلاقه، لأن هناك
اشكالية لدى فتح التي تؤكد دوما أن المرجعية الاساسية للمصالحة هي مصر.
وبحسب البسوس، يجب أن يكون هناك دور تكاملي بين الرياض
والقاهرة في ملف المصالحة الفلسطينية لما لهما من تأثير كبير على طرفي الخلاف، مضيفا
" لو سعت المملكة جاهدة خلال هذه الفترة بالتوافق مع مصر لتحريك ملف المصالحة
سيحدث تحول فعلي وملموس، لكن المسألة تحتاج ايضا الى ارادة فلسطينية حقيقة ونوايا صادقة".
المصدر: الرسالة
نت