هل يتقدم لبنان بشكوى لمجلس الامن ضد
"اسرائيل" في انفجار صيدا؟؟
الأربعاء، 17 كانون الثاني، 2018
انقشع غبار التفجير الارهابي الذي استهدف احد كوادر
حركة "حماس" في لبنان محمد عمر حمدان "ابو حمزة" في "البستان
الكبير" في صيدا، وبدأت مؤشراته تدل بوضوح على وقوف العدو الصهيوني وراءه، في
وقت واصلت فيه الاجهزة الامنية بإشراف القضاء العسكري تحقيقاتها في مسرح الجريمة بعدما
حسم الخبير ان زنة العبوة التي وضعت في سيارته تزن 500 غرام وفيها كرات حديدية بهدف
القتل.
والتحقيقات الميدانية، قابلها تحركات في مدينة صيدا
بإتجاهين: الأول بدء إجراء مسح شامل من الدائرة الهندسية في بلدية صيدا برئاسة الدكتور
زياد الحكواتي للأضرار، حيث باشرت اللجنة المختصة جولتها على كافة المتضررين لتسجيلها
من أجل دراستها وتحديد ما يمكن القيام به تجاه المتضررين في عدة منازل مجاورة وفي ثانوية
"الإيمان" التي تضررت الأقسام السفلية منها حيث مرافق مختلفة ومنها المكتبة
العامة للثانوية وصفوف النشاطات، بينما عاين رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي
المكان، مؤكدا "أن كل الخيوط تدل على أن عملية التفجير يقف خلفها الموساد الإسرائيلي".
ونحمد الله عز وجل أن الأضرار في ثانوية الإيمان إقتصرت على الماديات لأن يوم الأحد
كان يوم عطلة والسيارة المستهدفة كانت تقف على السطح الملاصق لسور الثانوية والأقسام
السفلية.
أما الثاني، فتمثل بحراك سياسي قام به وفد من حركة
"حماس" في لبنان برئاسة ممثلها في لبنان على مختلف القوى الصيداوية الوطنية
والاسلامية لوضعها في تفاصيل الاستهداف، وسط حرص لافت على عدم استباق نتائج التحقيقات
وانتظار اعلانها رسميا من الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية، واعتبار ان المستهدف
ليس فقط كادرا من "حماس" وانما اللجوء الفلسطيني في لبنان من جهة، وأمن واستقرار
مدينة صيدا ولبنان من جهة أخرى، الى حد الدعوة الى مبادرة لبنانية لرفع شكوى الى مجلس
الامن الدولي ضد العدو الصهيوني لخرقه السيادة اللبنانية.
سياسيا، ركزت المواقف اللبنانية والفلسطينية على
ضرورة مواجهة هذا الخرق برفع وتيرة بتعزيز الوحدة الفلسطينية الداخلية ورفع التعاون
والتنسيق مع القوى اللبنانية السياسية والامنية، فيما اتهمت "حماس" رسميا
على لسان المسؤول السياسي لحركة "حماس" في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي
"أبو ياسر"،"اسرائيل" بالوقف وراء محاولة الاغتيال الفاشلة، قائلا
"أن بصمات إسرائيلية تقف وراء محاول الاغتيال، مديناً محاولة الاحتلال الفاشلة
في استهداف أحد كوادرها"، مشيدا بدور الأجهزة الأمنية اللبنانية بمعالجتها لسير
التحقيقات للكشف عن ملابسات الحادث"، مشددا ان "معركتنا العدو الصهوني مستمرة
ولكن داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة".
توازيا، أكد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور
أسامة سعد أن أصابع الاتهام موجهة نحو العدو الصهيوني في محاولة اغتيال حمدان، قائلا
"العدو الصهيوني يستهدف كوادر المقاومة سعياً لتصفيتها خصوصا بعد أن تصاعدت الانتفاضة
الفلسطينية في الاراضي المحتلة نتيجة قرار الادارة الامريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة
للكيان الصهيوني"، مضيفا "أن التصعيد الاسرائيلي هو ردة فعل على ثورة الشعب
الفلسطيني وانتفاضته وردة فعل على المقاومة الفلسطينية في كل المناطق الفلسطينية التي
يسعى العدو الاسرائيلي لاضعافها لكي يتمكن
من تمرير مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية"، موجها التحية للشعب الفلسطيني في
انتفاضته الباسلة والمتواصلة ضد الاحتلال الاسرائيلي على أرضه وإلى قوى المقاومة الفلسطينية
واللبنانية التي تواجه العدوان الصهيوني وداعميه، في ظلّ التخاذل العربي في دعم الشعب
الفلسطيني ودعم نضاله.
زيارات واطمئنان
زار وفد من فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"
في لبنان برئاسة قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، مركز "لبيب"
الطبي في المدينة واطمئن على صحة الكادر في حركة "حماس" محمد حمدان
"ابو حمزة" الذي نجا من محاولة الاغتيال الفاشلة، حيث كان في استقباله المسؤول
السياسي لحركة "حماس" في لبنان الدكتور احمد عبد الهادي.
وضم الوفد الفلسطيني، عضو المكتب السياسي لـ
"جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، مسؤول "حزب الشعب الفلسطيني"
في لبنان غسان أيوب، عضو اللجنة المركزية لـ "الجبهة الديمقراطية" عدنان
أبو النايف، وذلك بحضور عضو "اللجنة الشعبية الفلسطينية" عدنان الرفاعي.
وفيما دان اللواء أبو عرب جريمة الاغتيال، مؤكداً
على أن كل الفصائل الفلسطينية تعد تحت تهديد الاحتلال الإسرائيلي، تمنى اليوسف الشفاء
العاجل للجريح حمدان، معتبرا ان بصمات العدو الصهيوني وراء هذه العملية الارهابية،
ولكن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله ومقاومته حتى التحرير والعودة.
وعاده ايضا ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان
احسان عطايا يرافقه منسق العلاقات الخارجية شكيب العينا، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء
المقاومة الشيخ ماهر حمود الذي خاطب حمدان بالقول "أن العناية الإلهية اختارتك
لتكمل المسيرة، وأنقذك الله تعالى لإكمال المسيرة كسائر المقاومين الأبطال في لبنان
وفلسطين وكل الذين يعملون على خط مواجهة العدو الصهيوني بكافة المستويات".
وقال الشيخ حمود "يحق لحركة "حماس"
أن تفخر بان "إسرائيل" تستهدف احد كوادرها، مما يؤكد أن هذا الكادر وغيره
قد تسببوا بأذى أو إحراج العدو الصهيوني سواء اعترف العدو الصهيوني أم لم يعترف فان
الأمر واضح جدا، وبغض النظر عن مهمة هذا الأخ سواء أعلنت أم لم يعلن عنها. وان كانت
"إسرائيل" قد اخترقت أمن المقاومة، فإن أمن المقاومة يخترقها كل يوم بعمليات
عظيمة تصيب الأهداف بأفضل ما يكون، متمنيا على وسائل الإعلام والجهات المعنية السؤال
عن الخيوط التي تؤدي إلى كشف منفذ هذه الجريمة وعدم السؤال عن نوعية عمل هذا الشاب
المجاهد.
الحريري والمقدح
صيداويا، التقت النائب بهية الحريري في مجدليون
نائب قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء منير المقدح الذي عرض معها اوضاع
المخيمات الفلسطينية والوضع في مخيم عين الحلوة .
وقال المقدح تواصلنا مع السيدة "أم نادر"
دائم، ووضعناها في اجواء المخيمات الإيجابية والتي هي اليوم افضل من السابق وبالذات
عين الحلوة وسمعنا نصائحها الطيبة وحرصها الدائم على المخيمات الفلسطينية وان شاء الله
هذا التواصل يستمر بشكل دائم للتأكيد على حفظ أمن المخيم والجوار.
كما التقت الحريري محافظ الجنوب منصور ضو وقائد
منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة ورئيس بلدية صيدا المهندس
محمد السعودي حيث جرى بحث شؤون حياتية وانمائية تهم المدينة ومنطقتها والمدير الاقليمي
لأمن الدولة في الجنوب العميد نواف الحسن ومفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال حيث
جرى عرض للأوضاع العامة.
المصدر: البلد | محمد دهشة