وعـاد مستشهـدا.. أبراهيم محمود داوود ـ أبو خليل الأوسـط
الثلاثاء، 16 تشرين الأول، 2012
من مواليد العام 1949 ـ قطاع غـزة، يعود بنسبه لآل داوود من أهالي بلدة سلمه قضاء يافا، ولجأ أهله للقطاع أثرنكبة العام 1948، فلسطيني أصيـل وبلكاد عرف الفتونة وملاعب الصبا، وقد حال وقوع القطاع بيد الإحتلال الإسرائيلي العام 1967 دون طموحـه بالعلم، فتوقف بعد أن حصل على التوجيهي"الثانوية العامه"، وأختار درب الحرية، فغادر القطاع في العام 1967 مكرهاَ بل ومجبراَ وفي جعبتـه "قسـم على طرد الإحتلال وحنين للأهـل والأحبـة، وتصميم على العودة للوطن وأن طال الزمـن".
التحـق الفتى الشاب أبراهيم مع كوكبـة من أقرانه بركـب الكفاح والثـورة في أغـوادرالأردن، عرفتـه الهضاب والوديان فدائيـاَ من الطراز الأول ودوداَ مع الرفاق أنموذجـاَ بالعطاء ونسج العلاقات، فأحبـه الرفاق زملاء الدرب بقوات الأنصار"الجناح العسكري للشيوعين الفلسطينين والعرب" التي أنتسب إليها وأحبـه كل من عاشره وعرفه من الأخـوة والرفاق الفدائيون من قوات التحريرالشعبية، حركة فتـح والتنظيمات الفلسطينية، أبلى وأياهـم دفاعـأَ عن الثـورة وفي سبيـل الحقوق الوطنية وأهل المخيمات، وسجله هـذا أهلـه أثـرمغادرة قوات الثورة الفلسطينية الأردن بإتجاه لبنان للإلتحاق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ فتـح ومعها بـدأ صفحـة جديدة بحياتـه، ولقب بـ "أبـو خليل" وبعـدها أكتسب صفة "الأوسـط" فبات يعرف بـ "أبو خليل الأوسـط" تيمنا بالقطاع الأوسـط الذي أنتسب إليه وقائد قطاع الأوسط الشهيد القائـد "بلال" رحمه اللـه، وحملـه لهـذا اللقب جاء بفعل حيويته وحراكه الثوري وأندفاعـه الدائـم للزج بنفسـه ومشاركة أقرانه من فدائي الأوسـط بأعمال الإغارة على مواقع الإحتلال الاسرائيلي والتصدي لأعماله العدوانية ومواجهة جنوده دفاعاَ عن الأهـل في القرى والبلدات اللبنانية بالعرقوب وجنوب لبنان وعن اللاجئيين الفلسطينين في المخيمات.
لـم يكـن "أبوخليل الأوسـط" فدائي قاتل والتـزم بصفوف الوحدات العسكرية لحركة فتـح وحسـب، بـل وصاحب قـدرات وملكات سياسية وفكرية فهـومن دعاة البحث وتقصي المعرفـة والمهارات بإختلاف مسمياتها، فالفـدائي برأيـه وكما كان يردد "بحاجـة دائمـة لتطوير قـدراتـه ورفـع مستوى جهوزيتـه فالعـدو الصهيوني يُجيرْ المعرفة والعلم والتكنولوجيا لخـدمة أغراضه وأطماعه وتبيان قضايانا العادلة على عكس حقيقتها".
ألتحق أبوخليل الأوسـط بالعديد من الدورات العسكرية ـ السياسيه للثورة الفلسطينية في لبنان وحيث أمكـن بالدول الصديقة المحبة للشعب الفلسطيني وفي العام 1982 وأبان الإجتياح العدواني الإسرائيلي على لبنان والمخيمات لم يتخلى أبوخليل عن مسؤولياته وجنبا لجنب شارك وثلة من مناضلي الأوسـط و"بلال" قائـد الأوسط بمعارك التصدي والمواجهة فثبتـوا وصمـدوا وقاوموا وسقـط البعض شهيداَ وأسـرآخرون بوقت سُجل الباقون بعداد المفقودين ومنهم قائـد القطاع الأوسـط "بلال" تغمـده اللـه والشهداء بواسـع رحمتـه، وأقتيد أبوخليل إلى معتقـل أنصار.
*** تسارعـت الأحداث وتتابعت التغيرات فقوات الثورة الفلسطينية غادرت بيروت ومن ثم لبنان، والإحتلال الإسرائيلي أنسحب من بيروت مجبرا وثم من صيدا بأتجاه الجنوب مكرها خائبا ... وحطت حرب المخيمات أوزارها وعقد إتفاق أوسـلو ..... الـخ، كما وطالت التغيرات العديد من مناحي الحياة ومكوناتها المؤسساتيه ـ البنيوية والتنظيمية بما في ذلك قضايا وحاجات الفلسطينين في المخيمات وصولاَ حتى الهيئات والشخصيات بل ووصلت حـداَ لم تستثني بتداعياتها شرائح واسعة من الأفراد ومعها أبتعـد أبـوخليل عـن موقعـه بحركـة فتـح الأم.
عـودة إلى الجـذور
*** لم يطل به المقام بفتح الإنتفاضه فترك وأنصرف يرعى شؤون عائلته، وقد أدرك أن حماية النسيج المجتمعي لأهل الشتات وخاصة في مخيمات لبنان باتت بمقدمة مهام المرحلة الراهنة، فجاهـد في سبيلهم ولأجل قضايا وحاجات أهل المخيمات توقف.. فكرملياَ، أستدرك حاله وحسم خياره وعاد إلى حيث كان فحركـة فتـح كبيرة بعظمتها، تتسع للجميع.. تشفع.. تصفح عن بنيها.. وتقبل التائبين منهم.
*** لم يدخرأبوخليل جُهدا لتوفيرالعلام لأبنائه ونجـح بإيصالهم برالآمـان، وحينها ألتفت للخلف وأستجاب للنـداء حيث الأهل والأحبة على موعـد في القطاع وقد طال الإنتظار.
*** تدبرالمناضل ابراهيم محمود داوود ـ أبوخليل شؤونه.. أطمئن على آل بيته وبنيه ... أوصى ... ودع وغادرمخيم عين الحلوة مُيمماَ وجهه شطرالقطاع فوصله صباح السابع من أيلول العام 2012 وعفـروجهه بتراب غـزة .
*** لم يحتمل أبوخليل حرارة اللقاء بالأهل والأحبـة فعاجله المرض فجأة وقضى شهيدا ولما يمضي على وصوله بعـد سوى شهرمن الزمن ولك الرحمـة ولكافة أرواح الشهداء وأمـوات المسلمين.
المصدر: قلم