وعودٌ تبخّرت مع المياه في حي الزووق في مخيم البرج
الشمالي
الخميس، 09 أيار، 2013
اطلقت خمسون عائلة في حارة الزووق مخيم البرج الشمالي
شكوى مباشرة الى الجهات المختصة وادارة الأونروا في الجنوب وذلك لحل مشكلة نقص المياه
وتلوثها وسوء توزيعها بعد مشروع البنى التحتيّة بتكلفة 3.5 مليون دولارا امريكيا مقدّمة
من الأوروبيين عام 2003 بالتعاون مع الأونروا.. فما هي تفاصيل المشكلة وما هي تداعياتها،
وما هي توصيات الأهالي؟ هذا ما توصلنا له من خلال لقائنا ببعض الأهالي، ومسؤول الّلجان
الشعبية في المنطقة غازي كيلاني ورئيس مؤسسة بيت أطفال الصمود محمود جمعة ابو وسيم..
ولكن هل من مجيب؟
سحر: حاجة الى المياه تتفاقم
سحر دياب مقبل هي اول من اطلقت الصرخة لنا خوفا
من المشاكل وتفشي الأمراض في فصل الصيف وخصوصا مع أزدياد عدد سكان المخيم بعد قدوم
النازحين وتزايد الحاجة الى المياه، وتفاديا للخلافات التي قد تحدث بسبب توزيع أدوار
أعطاء المياه على الأهالي.
وعودٌ أطلقها المسؤولون في الأونروا في المجال الصحي،
واللّجان الشعبية لحل مشكلة المياه في تلك الحارة، وحتى الحين الوعود تُبخّر المياه،
فالمياه لم تعد قوية قبل تنفيذ المشروع والغاء خزان المياه القديم، وبناء الخزان الحالي
بقرب عيادة الاونروا القديمة حي ابراهيم ابراهيم، بحيث اصبح حي الزووق مرتفعا عن موقع
الخزان الجديد، وهكذا يصعب وصول المياه بغزارة الى نقاط المياه المتوزعة عشوائيا في
الحارة دون استخدامها والأستفادة منها، بل يشارك كل اثني عشر منزلا نفس علبة المياه،
مما يدفعهم انتظار دورهم لتعبئة خزناتهم بأقل من ساعة التي لم تمتلئ أبدا، الجدير بالذكر
بأن المياه تعطى مدة زمنية لا تتجاوز الست ساعات وبالرغم من استخدام المضخات
"الشفاطات"، فالمياه لا تكفي للحاجات اليومية كالغسيل والجلي والتنظيف، عدا
عن النظافة الجسدية التي يحتاجها الأهالي وخاصة العمال بعد عودتهم من ساعات عملهم،
هذا عدا عن تعطيل "الترومبات" وخرابها لعدة أيام مما يضطر اهالي الحي لشراء
"ستيرات" ماء المكلفة نسبيا.
أضافة الى أن هذه المياه غير صالحة للطبخ والشرب
لأنها مالحة، فيضطر الأهالي لشراء الماء بما لا يقل عن 3000 ل.ل. يوميا.
اليوسف: يهدد بقطع المياه في المخيم
أما الناشط الأجتماعي في المخيم الحاج مزيد جبر
اليوسف الذي وصف وصفه ما يعانيه اهالي الحي، قال "أتصلنا بالأونروا فوعدوا بضغط
المياه كي تصل قوية الى الحي ولكن لا حياة لمن تنادي، باستثناء منزل ي.ع.ع. التي حلت
مشكلته للمحسوبيات وذلك بتركيب "دينمو" من قبل اللّجنة الشعبية، أمّا المنازل
الأخرى ما زالت تعاني حتى اليوم.
وأضاف أليوسف وجّهنا رسالة خطّية الى مسؤول قسم
الصحة في منطقة صور محمد طه وقد تم مراجعته عدة مرات، هذا بالأضافة الى مدير المنطقة
فوزي كساب وادارة الأونروا التي تعترف بالمشكلة، لكن دون جدوى في ايجاد الحلول المؤجلة
الى شهرحزيران 2013 ونحن ننتظر تلك الوعود، مهددا بردة فعل وقطع المياه عن المخيم اذا
لم تحل المشكله قبل شهر حزيران وقبل أن تتفاقم الأمراض وخصوصا مع إزدياد عدد سكان المخيم
مع قدوم النازحين من سوريا، مقترحا مد مياه من بئر مدرسة فلسطين الصالحة للشرب، كونها
تقع في منطقة مرتفعة عن حي الزووق.
الكيلاني الأونروا هي من تتحمل المسؤولية
بينما أكّد مسؤول اللّجان الشعبية غازي كيلاني انه
في مخيمات الجنوب توجد المشكلة وتفاقم تداعياتها إن استمر الأمر على الحال، فالحل الوحيد
هو وضع مضخّة ودفّاش كي تصل المياه قوية الى حي الزووق، محملا المسؤولية بأكملها على
القيميين على الموضوع في الأونروا وعليهم حل المشكلة بأسرع وقت ممكن، مضيفا بأن مشكلة
المياه المالحة غير الصالحة للشرب مفادها الى بئر الجامع الذي تم حفره من مجلس الجنوب
بالتعاون مع جمعية الحولة والذي قدّم للأونروا حينها.
جمعه: 3.5 مليون دولار تكلفة المشروع
وأسف رئيس مؤسسة بيت أطفال الصمود محمود جمعه
"أبو وسيم" على اللّامبالاة من ادارة الأونروا بعد أن استلمت من الأهالي
والمؤسسات شكوى بموضوع المياه وتلوثها وأنقطاعها، وبعدما وعدت بمد خط مباشر من الخزان
الى حي الزووق لكن لا حياة لمن تنادي"، مضيفا "أنّ هذا المشروع اتى من ضمن
معالجة مشكلة المياه المزمنة والصرف الصحي بتكاليف قٌدّرت 3.5 مليون دولار التي صٌرفت
دون الوصول الى هدف المشروع، المياه ما زالت ملوّثة غير صالحة للشرب، ضعيفة في بعض
الأحياء، هذا بالأضافة الى "ريجارات" الصرف الصحي مغلقة تفيض في الزواريب
صيفا شتاء، عدا عن الردم الذي وضعوه أثناء المشروع في منزل جروان موسى بيدر وبجانب
الكاشف، التي أصبحت مرتعا للحشرات والجراذين التي تتفاقم معها انتشار الأمراض صيفا،
خاتما "أن لم يكن الصوت عاليا، لا أحد يجيب، فالأزمة مستمرة منذ ثلاث سنوات والانتظار
لن يطول من الاهالي،خاصة في ظل موازنة سنوية للصيانة في ادارة الأونروا.
توصيات الاهالي
وقد اتفق اهالي الحي على جملة توصيات ابرزها:
-
متابعة الموضوع من قبل الأونروا واللّجان بالتعاون
مع المختصين والمهندسين والعمل على حلّها عمليّا بأسرع وقت ممكن قبل فصل الصيف.
-
فحص المياه والبحث عن مصدر صحي صالح للشرب والطبخ.
-
ضغط المياه ووضع مضخّات للمياه كي تصل الى كافة
النقاط في الحي بالتساوي.
-
أعادة توزيع نقاط المياه حسب عدد المنازل والعائلات
بشكل عادل واستخدام النقاط المقفلة.
-
زبادة ساعات تدوير المياه من قبل الأونروا كي تكفي
الحاجة.
-
فرض مراقبة من اللجان والتنظيمات، لتنظيم استخدام
المياه وعدم هدرها في الأحياء الأخرى.
- توظيف خبير في مجال الصيانة من قبل الأونروا في
مخيم البرج الشمالي.
المصدر: عبير نوف | منتدى الأعلاميين الفلسطينيين