القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

وكالة الأونروا تتحمل مسؤولية إنقاذ 58 لاجئًا فلسطينيًا معرضين للموت بمخيم المية ومية

وكالة الأونروا تتحمل مسؤولية إنقاذ 58 لاجئًا فلسطينيًا معرضين للموت
بمخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين في لبنان

منظمة ثابت لحق العودة

قصر الموت

كأنه لم يكن كافياً كثرة الهموم والأعباء الملقى على عاتق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من الفقر والحرمان وعيش البؤس والافتقار إلى الحقوق المدنية والاجتماعية لتبرز مشكلة أخرى تهدد حياة 58 لاجئًا فلسطينيًا بمخيم المية ومية للاجئين في منطقة صيدا، بالموت المحتم، ذلك بسبب احتمال انهيار "قصر الموت" في أي لحظة.

في التفاصيل أن قصراً بني في نهاية القرن التاسع عشر وشهد على حروب العالم الكونية وهزات أرضية عديدة ونكبة لجوء شعب فلسطين وأحداث محلية عديدة، تعددت معها استخداماته خلال عمره الطويل، يشهد اليوم آخر أيامه ويهتز مهددًا حياة 14 عائلة بشكل مباشر منها ثلاثة تسكن داخل القصر او بالأحرى في ما تبقى من ركام القصر.

قصر "راماباهول" الذي بني عام 1897 بمساحة تزيد عن 1200 مترًا مربعًا وبارتفاع 20 مترًا على تلة في قرية المية ومية على يد فريق بعثة الكنيسة الإنجيلية، وقتها لم يكن يعرف أنه سيكون جزءًا من مساحة مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين الذي بني في العام 1954.

الركام يتنتظر السقوط فوق رؤوس الناس

بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان مطلع التسعينات من القرن الماضي بدء الشعور بخطر القصر وعليه تواصلت العائلات الساكنة لما تبقى من أركانه مع الأونروا لإيجاد حل نهائي لأطنان من الركام تنتظر السقوط فوق رؤوس الناس بين لحظه وأخرى فما كان من مدير عام وكالة الاونروا في لبنان حينها السيد ديزي إلا أن وجه رسالة خطية إلى ساكني القصر بتاريخ 30 تشرين أول 2001 طالبًا منهم الخروج الفوري من القصر لأنه معرض للإنهيار في أي لحظة، وعلى الأهالي وفق رسالة دايزي العمل على ايجاد مسكن آمن على أن تتكفل الأنروا بتكلفة أجرة السكن الجديد إلى حين إيجاد حل لمشكلة القصر، غير أنه وبعد عام تقريبًا أرسل السيد الفريديو ميتشو مدير عام مكتب الأنروا الذي خلف دايزي حينها بتاريخ 27/11/2002 إلى إحدى العائلات يخاطبها فيه بضرورة أن تتحمل العائلة وحدها تكاليف أجرة إقامتها الجديدة لأن الأونروا لم تجد حلا لمشكلة القصر، ورغم متابعة الأهالي مع الأونروا للقرار المفاجئ كان الرد مرة أخرى سلبيًا بأن الأنروا لن تتحمل أي تكاليف لحل المشكل.

وعود كاذبة

مع مرور الزمن تناست معظم الأطراف المعنية الخطر الذي يحلق فوق رؤوس اللاجئين القاطنين لبقايا القصر والأحياء المحيطة، وعند مفاتحة السيد سلفاتوري لمباردو المدير العام الجديد للأونروا في لبنان بموضوع القصر في مطلع شباط الماضي قال ( ليس لدي علم مسبقًا بموضوع القصر وسأتابع المشكلة كونها مستعجلة) وهذا ما عهدناه على السيد لمباردو، لباقة ولياقة عالية في الحديث والحوار وبراعة، غير أن جني الحصاد العملي بحاجة إلى وقفة تقييم، وعلى كل حال وللمتابعة تم لقاء مع مدير منطقة صيدا في الأونروا الأستاذ محمود السيد وقال حينها إن (الموضوع رفع من الأونروا للجهات المعنية في الدولة غير أن مديرية الآثار رفضت الإزالة باعتباران المبنى يصنف على انه معلم اثري يجب حمايته) وعند هذا الحد توقفت المتابعة من الأونروا.

المفاجئ انه خلال المتابعة للمشكلة التقت ثابت بصاحب القصر السيد حنى متى واكيم الذي أفادنا بأنه يمتلك الأرض التي يقام عليها المخيم بما فيها قصر رامابوهول وأن السيد واكيم لم يتقاض مستحقاته المالية من الأونروا لقاء إقامة اللاجئين على أرضه بما فيها مستحقاته لقاء استخدام الاونروا للقصر كمدرسة "مدرسة صفد" من العام 1974 وحتى 1990، وأن هناك دعوي قضائية بين المالك وبين الأونروا لسنوات طويله نتائجها كانت لصالح المالك دون أن تتحمل الأونروا مسؤوليتها. ولدى المالك تخوف في المستقبل حين يعود اللاجئون الفلسطينيون من أهالي المخيم إلى ديارهم وممتلكاتهم في فلسطين، أن يقع على عاتقه تكاليف ضرائب معينة أو تكاليف إزالة مباني غير مرخصة بنيت على أرضه دون علمه وبمعية الوكالة الدولية.

يقول مالك القصر بأنه يتعاطف إنسانيًا مع ساكني القصر والذين ممكن أن يتضرروا لا سمح الله، لكن الحل بيد الأونروا وحدها وهو يرفض أي اجراء ما لم تقم الأخيرة بسداد مستحقاته من استخدام قصره وأرضه وهذا ما ايده فيه رئيس بلدية المية ومية ومختارها.

شهادات لبعض الساكنين في قصر الموت

يقول سمير توفيق حسنين (أبو عمر): " نحن خمسة في البيت، زوجتي وأنا وثلاثة أطفال، عُمر 4 سنوات، مرام 3 سنوات ومهدي سنة واحدة، أقيم في القصر منذ أربع سنوات، ونعيش حالة خوف دائم ولا يوجد أي مكان آخر نلجأ إليه، وشو جبرك على المرّ إلا اللي أمرّ منه، دائما أتفقد أطفالي بقلق مخافة سقوط أي قطعة من قطع القصر على رؤؤسهم".

ويقول عماد فيصل حمدان (أبو محمد): " أسكن في القصر منذ العام 2002 ونحن ثمانية زوجتي وأنا وستة من أبنائي خمسة صبيان وبنت واحدة أكبرهم 18 سنة وأصغرهم ست سنوات، أبنائي فيصل(17 سنة) وأحمد (14 سنة) وزوجتي مصابين بالربو بسبب الرطوبة في المنزل وتسرب الماء من السقف، كثير من الوفود جاءت وزارت القصر ولكن دون جدوى للأسف".

ويقول أبناء عماد حمدان: " الخوف والقلق نعيشه بشكل دائم من أن ينهار القصر على رؤوسنا ودائما نرى في أحلامنا بأن القصر قد تهدم وأن الناس يبحثون عنا بين الردم".

ويقول تيسير طاهر ياسين (أبو إبراهيم): "جدران منزلي ملاصق لجدران القصر ونحن نعيش في المنزل منذ العام 1983 ولدي خمسة أولاد أكبرهم 24 سنة وأصغرهم 13 سنة وشهدنا مراحل القصف والتدمير وسقوط بعض القطع، لكن حتى الساعة لم يتأذ أحد والحمد لله ولكن لا ضمانات للبقاء هنا، ففي أي لحظة ممكن أن ينهار فوق رؤوسنا".

هكذا أصبحت الصورة مكتملة، أركانها مبنى مهدد بالانهيار فوق رؤوس عشرات اللاجئين، وكالة دولية وعدت بالمتابعة وإيجاد الحل لكن دون جدوى على الرغم أنها المسؤول الرئيسي عن إنقاذ أرواح الناس المهددة بالموت، وصاحب أرض تستخدم أملاكه دون موافقته ويطلب منه تحمل التبعات والأعباء، ولاجؤون ينتظرون وفي لحظة خاطفة مجزرة جديدة بسبب الإهمال وعدم تحمل المسؤولية. لذلك دعت ثابت كل من يعنيه الأمر للتواصل الدائم وبشتى الوسائل وتوجيه الرسائل الى مدير عام الاونروا في لبنان السيد سلفاتوري لمباردو للمطالبة فيها بالإسراع والتحرك لإيجاد حل لمشكلة 58 لاجئ فلسطيني معرضين للموت المحتم في قصر الموت في أي لحظة.

المصدر: البراق – العدد الـ86