يا أونروا... الهولوكوست أولى من تاريخنا!
صالح الشناط – وادي الزينة
الهولوكوست
الهولوكوست أو المحرقة: هي في الرواية اليهودية الفظائع التي حلت بالشعب اليهودي إبان الحكم النازي في أوروبا في الفترة من 30 كانون الثاني 1933 عندما أصبح هتلر مستشاراً لألمانيا، وحتى 8 مايو/ أيار 1945 عندما انتهت الحرب في أوروبا. خلال هذه الفترة من الزمن، تعرض اليهود في أوروبا إلى اضطهاد قاس ومتزايد، انتهى بقتل 6,000,000 يهودي ( بضمنهم 1,5 مليون طفل)، وبإبادة 5,000 جالية يهودية. ويمثل هذا العدد من القتلى ثلثي يهود أوروبا، وثلث يهود العالم. ولم يكن اليهود الذين لقوا حتفهم ضحايا القتال الذي دمر أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، بل أنهم كانوا ضحايا محاولة مقصودة ومبرمجة قامت بها ألمانيا لإبادة اليهود في أوروبا تماماً، وهي الخطة التي أطلق عليها هتلر اسم "الحل النهائي".
ولا يشكك أحد في حدوث المذابح النازية، ولكن ما قوبل بالتشكيك والرفض من كثير من المؤرخين والعلماء هو الصورة التي يحاول البعض طرح هذه الجرائم بها، وتهويل بعض جزئيات أحداثها، مثل تضخيم ما حدث لليهود، وكأنهم المتضرر الأوحد من هذه الجرائم، أو الأرقام الفلكية لضحايا اليهود التي يروج أنها نتجت عن هذه الجرائم.. وجعل تهمة "العداء للسامية" سيفًا مسلطًا على رقبة كل من يفكر في توضيح الحقيقة فيها.
الأونروا تعتزم تدريس الهولوكوست
أكدت وثيقة نشرت على موقع وكالة الأونروا في 2009 باللغة الإنجليزية حملت عنوان "تعليم حقوق الإنسان في غزة" أن الوكالة تعتزم تعليم مبادئ حقوق الإنسان لنحو 200 ألف طالب مسجلين في مدارسها في قطاع غزة. وحسب الوثيقة فإن الطلبة سيكون لهم المعرفة والفهم والالتزام بأسس منها "السياق التاريخي الذي أدى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو الحرب العالمية الثانية والمحرقة".
ودافع مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة جون غينغ عن قرار تدريس فصل عن ما يسمى بالمحرقة اليهودية ضمن مادة حقوق الإنسان للصف الثامن في المنهج الدراسي للمنظمة الأممية في قطاع غزة. وأعرب في تصريح لصحيفة ذي إندبندنت البريطانية في 5/10/2009 عن ثقته وتصميمه في أن تبرز المحرقة أو ما يعرف بالهولوكوست للمرة الأولى ضمن منهج متنوع يجري إعداده.
وفي 10/12/2010 نشرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الأونروا قامت بترتيب رحلات لطلاب فلسطينيين إلى أمريكا وأوروبا وجنوب أفريقيا شملت اصطحابهم إلى متحف "الهولوكوست" اليهودي.
وفي فبراير/شباط 2011 أعلنت إدارة الأونروا الشروع في تدريس الطلاب الفلسطينيين في الأردن مادة جديدة ضمن خانة المواد الإثرائية الإضافية، تتحدث عن الهولوكوست لتعليم قيم التسامح واللاعنف.
إلى غير ذلك من تصريحات مسؤولين في الاونروا، وأخبار متناثرة، تتحدث عن عزم الاونروا تدريس الهولوكوست ضمن مناهجها.
الأونروا في الميزان
- إن الأونروا تخالف سياستها القائمة على عدم التدخل في أي قضية ذات طابع سياسي، فلماذا تتحدث عن تدريس المحرقة التي هي شأن سياسي وتقحم نفسها فيه؟
- لماذا تصر الأونروا على تدريس المحرقة اليهودية فيما تتجاهل المحرقة الإسرائيلية اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني؟
- ألا تدرك الأونروا أن تدريس المحرقة اليهودية من باب حقوق الإنسان يسيء إلى القضية ويشكل تبريرًا لما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة عقود؟
إن تدريس يتضمن الهولوكوست في منهاج دراسة الطلاب الفلسطينيين استفزاز كبير، واحتقار للمشاعر، كيف لا.. وهم يدرسون رواية يفرح عدوهم بسماعها، وتظهره في حالة المسكين المضطهد المظلوم، عداك عن أنها أكذوبة لا يليق أن تضمن في منهاج دراسي..
أنشئت الأونروا لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين، أي أنها وظيفتها مراعاة مصالحهم وتخفيف معاناتهم، فمن مصالحهم أن يدرسوا تاريخ القضية الفلسطينية. وفي تدريس الهولوكوست زيادة في معاناتهم.
من هنا نطالب الأونروا بأن تعتمد المناهج المفيدة في مدراسها، والتي لا تمس بمشاعر الطلاب فضلاً عن الشعب الفلسطيني بأسره.
المصدر: البراق- العدد الـ86