خان يونس - المركز الفلسطيني للإعلام

لا يزال أكثر من 100 جرح وندب وشظية بأشكال وأحجام مختلفة على جسد الحاج المسن سليمان حمدان أبو عليان، تشهد على وحشية الاحتلال الصهيوني واستهدافه المباشر للمدنيين.

ويحمد الحاج سليمان، الله على نجاته من الموت بعد القصف الذي استهدفه بعد أن أدى صلاة عصر ثاني أيام العدوان على القطاع (15-11) وهو في حقله الزراعي في بلدة عبسان الجديدة إلى الشرق من خان يونس، دون أن يفارقه الألم على استشهاد ابن ابن شقيقه الطفل أحمد أبو عليان (14 عاماً).

أطلت نظرة حزن من عيني الحاج سليمان الذي دخل في العقد السابع من عمره، قائلاً إنه كان في أرضه بعبسان وصلى العصر وبعد أن أتم الصلاة شاهد الطفل أحمد متواجداً في الحقل فطلب منه أن يغادره حرصاً منه على سلامته في ظل القصف الصهيوني الذي كان يهز كل ركن وجسم متحرك في القطاع.

تخوفات الحاج سليمان كانت في محلها، فما هي إلا لحظات توقف فيها متجهاً نحو الطفل أحمد ليحثه على العودة لمنزله في بلدة بني سهيلا، حتى فاجأتهما طائرات الاحتلال الاستطلاعية بقصفهما في استهداف مباشر.

نظر الحاج المصاب إلى صورة الشهيد التي ظهرت في أحد أركان الغرفة، قائلاً :"فجأة سقط الصاروخ الذي أطلقته طائرة الزنانة .. دوي كبير .. انفجر .. وقعت على الأرض للحظات .. ثم قمت وأنا أكبر وأستغيث من الناس الذين كانوا خارجين من المسجد القريب بعد أداء صلاة العصر".

وفيما هرع سكان المنطقة إلى المصاب المسن الذي كانت الدماء تنزف من كل جزء من جسمه، كان هو يوجههم نحو الطفل المصاب الذي حجبت كثافة الغبار الذي أثاره القصف رؤيته عنه، قبل أن يغيب عن الوعي.

ساعات قليلة حتى تبين إصابة الطفل أحمد بجروح خطيرة استشهد على إثرها بعد عدة أيام متأثراً بإصابته بالشظايا، فيما بقيت آثار هذه الشظايا بالعشرات على جسد الحاج المسن لتشهد على وحشية الاحتلال.

وقال عاصم أبو طعيمة، أحد الذين سارعوا لمساعدة المسن والطفل أبو عليان :"كانا غارقين في دمائمها والدماء تنزف من كل مكان من جسمهما .. اتصلنا بالإسعاف الذي أسرع للمكان وتم نقلهما".

ويعتقد الحاج سليمان، الذي لا يزال رأسه ملفوفاً بالشاش الأبيض نتيجة الجروح التي ألمت به، كما كل من شاهد المكان الذي وقع فيه القصف وآثار الشظايا أن قوات الاحتلال تستخدم أسلحة وقذائف متطورة مليئة بالشظايا الصغيرة بما يؤكد أنها تهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى.