القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 14 كانون الأول 2025

31 شهيداً وعشرات الجرحى في هستيريا القصف الإسرائيلي على غزة والمقاومة توسّع دائرة استهداف العدو... حتى القدس

31 شهيداً وعشرات الجرحى في هستيريا القصف الإسرائيلي على غزة

المقاومة توسّع دائرة استهداف العدو... حتى القدس

السبت، 17 تشرين الثاني، 2012

وسعت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، وسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، دائرة المواجهة مع "إسرائيل" انطلاقاً من قطاع غزة مع اشتداد العدوان والغارات الإسرائيلية.

ويحمل توسيع دائرة المواجهة فلسطينياً رسائل لإسرائيل بأن قدرات المقاومة في غزة ليست كتلك التي تعرفها أو التي عايشتها في الحرب الأخيرة في العامين 2008-2009، وأيضاً رسائل تطمين إلى الداخل الفلسطيني، بعدما تحدثت "إسرائيل" عن شل القدرات الصاروخية للمقاومة.

وبدأ التحول النوعي من غزة بإطلاق القسام والسرايا دفعات من الصواريخ المحلية وصواريخ «فجر 5» باتجاه مدينة تل أبيب التي تعدّ البعد التجاري لإسرائيل- وأخرى باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة.

وللمرة الأولى منذ حرب الخليج في العام 1991، دوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس. وسقط صاروخان من طراز «فجر-5» فجر أمس، على تل أبيب،

وفي القدس، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن صاروخاً للمقاومة استهدف مستوطنة «غوش عتصيون» في القدس. وبحسب صحيفة «هآرتس» فإن هذه المرة الأولى التي يسقط فيها صاروخ في القدس من العام 1970. كذلك أعلنت كتائب القسام أنها أطلقت صاروخاً باتجاه مقر الكنيست، لكنه لم يصب هدفه.

واستهدفت صواريخ المقاومة كذلك بئر السبع، وأشكول، بئر توفيا، وكريات ملاخي، واسدود، وعسقلان، ولاخيش.

وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية فإن عدد الصواريخ التي اطلقت من غزة منذ بدء العدوان بلغ نحو 520، من بينها 190 صاروخاً يوم أمس. وأعلن الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو نفذ أكثر من 600 غارة على غزة.

كذلك، سجل سقوط قذائف من سيناء على مستوطنة أشكول.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية عدة فإن صواريخ وقذائف المقاومة أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أكثر من 80.

وأعقب هذا التطور ما يمكن وصفه بـ«جنون العدوان»، حيث شددت "إسرائيل" غاراتها على القطاع، وأطلقت صواريخ كان دويها يهز الأرجاء وآثارها تشطر الأرض والمنازل المستهدفة، برغم التعتيم الواضح على حجم الإصابات والقتلى في صفوف الإسرائيليين.

وبلغت حصيلة العدوان حتى ليل أمس 31 شهيداً بينهم 8 اطفال و3 نساء واربعة مسنين، وأكثر من 270 مصاباً من بينهم 101 طفل و96 امرأة.

ويمكن القول إن حماس والجهاد اعتمدتا أساليب مختلفة هذه المرة في القصف للمناطق الإسرائيلية، ففي السابق كانت "إسرائيل" تستهدف المجموعات التي تطلق الصواريخ فوراً، لكن التكتيك الحالي للمقاومة دفع "إسرائيل" للتخبط، وعدم معرفة المناطق أو الطرق التي يطلق بها المقاومون صواريخهم.

وأسقطت كتائب القسام طائرة استطلاع، تقول مصادر لـ«السفير» إنها سقطت عبر التقنيات الحديثة وليس عبر صاروخ، لكن «القسام» أيضاً تبنت إسقاط طائرتين حربيتين وسط وشمال القطاع بصاروخي أرض جو.

وقالت «القسام» في بيان حصلت «السفير» على نسخة منه إن مقاوميها يبحثون عن الطائرة الإسرائيلية الحربية التي أسقطت في المنطقة الوسطى من القطاع، وإن الاحتلال أطلق عشرات الصواريخ على المنطقة التي سقطت فيها الطائرة الحربية.

أما سرايا القدس فقد نشرت صوراً لراجمات صواريخ متطورة حصلت عليها مؤخراً، وقصفت بها تل أبيب ومناطق أخرى في جنوب إسرائيل، الأمر الذي دفع عشرات المسؤولين الإسرائيليين إلى الملاجئ، ومن بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان بيني غانتس.

وتحدث الناطق باسم «القسام» أبو عبيدة عن أن "إسرائيل" سوف تدفع ثمناً باهظاً عن جرائمها في القطاع، مؤكداً أن العملية التي أطلقتها «القسام» تأتي لكسر غطرسة العدو الجبان الذي ارتكب الجريمة الغادرة باغتيالها قائد كتائب القسام.

وكذلك أعلن المتحدث باسم سرايا القدس أبو أحمد أن عمليات المقاومة في غزة توسعت واشتدت لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد بغزة، وهدد بأن المقاومة نشرت عناصرها على الحدود مع "إسرائيل" لمواجهة أي تطور بري.

في غضون ذلك قدر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن غزة تقترب من المواجهة الشاملة أكثر من اقترابها من التهدئة مع إسرائيل، محذراً من أن ما يروج إعلامياً على أنه طلب إسرائيلي للتهدئة من مصر أمر يدل على نيات عدوانية.

ويعتقد المدهون في حديث لـ«السفير» أن الحرب البرية ليست سهلة على عدو يتسم بالجبن ويفضل القتال عن بعد، مشيراً إلى أن قطاع غزة ليس منطقة خالية من القدرات التي لا تعرف "إسرائيل" غالبيتها وتخشى من عنصر المفاجأة فيها.

ونبه المدهون إلى تلاعب إعلامي إسرائيلي عبر الإيهام بضرب قدرات المقاومة في القطاع وهي التي قالت إنها قصفت مخازن تحتوي صواريخ فجر، مشيراً إلى أن ذلك واحد من الوسائل النفسية التي تعتمدها "إسرائيل" في حربها على القطاع.

المصدر: ضياء الكحلوت - السفير