أربعة عمال فلسطينيين قضوا داخل نفق في غزة بعد إغراق الجيش المصري منطقة الحدود بالمياه
الإثنين، 05 كانونالأول، 2016
غزة ـ «القدس العربي»: تمكنت الطواقم الطبية
وفرق الإنقاذ من انتشال جثامين أربعة عمال فلسطينيين، يعملون في أحد أنفاق تهريب البضائع،
ويقع أسفل الحدود الفلسطينية – المصرية، بعد إغراق منطقة الحدود بالمياه من قبل الجيش
المصري.
وبعد أسبوع على فقدان العمال في أحد أنفاق
تهريب البضائع الواقعة الى أقصى الحدود الجنوبية لمدينة رفح الفلسطينية، والتي تفصلها
عن رفح المصرية، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثامينهم ، في مشهد غاب طويلا عن الأذهان،
بعد توقف هذه الأنفاق عن العمل، بسبب تدميرها كلياً من الجيش المصري.
وذكرت مصادر محلية أن «العمال جميعهم في
العشرينيات والثلاثينيات من العمر، ومنهم ثلاثة من عائلة واحدة، ولجأوا مجدداً للعمل
في أحد أنفاق التهريب، في ظل الواقع الاقتصادي السيىء الذي يشهده قطاع غزة بسبب الحصار
الإسرائيلي المفروض على السكان».
وجرت عملية فقدان هؤلاء الشبان بعد انهيار
النفق الذي كانوا بداخله، جراء إغراقه من قبل الجيش المصري بمياه البحر.
وكانت فرق الإنقاذ والطواقم الطبية شرعت
منذ أسبوع في عملية البحث عن هؤلاء الشبان الأربعة الذين فقدوا داخل النفق.
وتردد منذ اللحظة الأولى أن آخرين من العمال
أكدوا أن كميات كبيرة من مياه البجر ضخت داخل النفق، ما أدى إلى انهياره وغرق العمال
الذين كانوا بداخله.
وأدت العملية إلى محاصرة تلك المياه لنحو
15 عاماً، جرى إخراجهم في اللحظات الأولى، بخلاف الشبان الأربعة الذين عثر على جثثهم
بعد أسبوع من البحث.
ويعمل هؤلاء الشبان في جلب القليل من السلع
البضائع من الجانب المصري، حيث تتم عملية التهريب في هذه الأنفاق بشكل ضيق وصعب جدا،
جراء التشديد الذي تفرضه السلطات المصرية، والتي دمرت منطقة الحدود وأخرجت سكانها،
وأقامت بها منطقة عازلة، وشرعت منذ ثلاث سنوات بإغراق تلك المنطقة بمياه البحر.
وأسفرت عمليات الجيش المصري عن تدمير غالبية
أنفاق التهريب التي كان سكان غزة المحاصرون يجلبون من خلالها، العديد من السلع والأصناف
التجارية التي يمنع الاحتلال إدخالها إلى غزة بموجب الحصار.
ولجأ الجيش المصري إلى تدير الأنفاق ضمن
خطة أمنية مشددة، وهو ما أدى إلى تضييق الخناق على سكان غزة، الذين يعانون كثيرا بفعل
الحصار الإسرائيلي.
وتسببت عملية إغلاق الأنفاق في توقف الكثير
من ورش الصناعة والبناء عن العمل، ما أدى إلى تسريح عمالها والتحاقهم بأعداد العاطلين
عن العمل، حيث كان يعتمد على الأنفاق في إدخال الكثير من المواد الخام التي تمنع إدخالها
إسرائيل، منذ أن فرضت الحصار في عام 2007 على قطاع غزة.
وهذه الأنفاق التي لجأ سكان غزة لحفرها
في باطن الأرض تشبه الممرات الأرضية، يتم استخدام ماكينات جر بسيطة في سحب البضائع
من الجانب المصري إلى قطاع غزة.
ومنذ بداية العمل في تهريب البضائع من مصر
إلى غزة، قضى عشرات الشبان في انهيارات أرضية ضربت منطقة الحدود الفاصلة.
وفي سياق متصل، فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية
والمصرية أيضاً نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين خلال عملهم
شمال وجنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية وصيادين أن الزوارق
الإسرائيلية استهدفت قوارب صيد فلسطينية خلال عملها قبالة بحر شمال القطاع، دون أن
يبلغ عن وقوع إصابات.
وترافقت هذه العملية مع عملية أخرى حيث
لجأت البحرية المصرية إلى إطلاق النار تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين، الذين كانوا
يعملون في بحر مدينة رفح جنوب القطاع.
وكان الصيادون الفلسطينيون لحظة استهدافهم
من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية شمال القطاع، والمصرية جنوب القطاع، يعملون ضمن
منطقة الصيد المسموح بها والمقدرة بستة أميال بحرية، وداخل حدود قطاع غزة.
وأجبرت الهجمات الصيادين على مغادرة البحر
والعودة إلى الساحل، خاصة وأن هجمات سابقة أوقعت في صفوفهم العديد من الضحايا، علاوة
على عمليات الاعتقال التي يتعرضون لها.
وتخالف الهجمات التي تشنها قوات الاحتلال
وتطال الصيادين ومزارعي الحدود، اتفاق التهدئة القائم، والذي ينص على وقف الهجمات المتبادلة
بين الطرفين.
وكانت مصر هي التي توسطت في إبرام هذا الاتفاق
الذي أنهى الحرب الأخيرة على القطاع صيف عام 2014.