إذاعتا «مفتاح» و«194» في مخيم عايدة في بيت لحم
اسمان يؤشران صراحة لقضية اللاجئين و تُعنيان بالأطفال
السبت،
11 آذار، 2017
ما إن تدخل مخيم عايدة إلى الشمال من مدينة بيت لحم حتى تجد المفتاح الكبير
الذي وضع على مدخله للتذكير دائماً بقضية اللاجئين الفلسطينيين العادلة. هذا المخيم
الذي تأسس في عام 1950 بين مدينتي بيت لحم وبيت جالا جنوب القدس المحتلة، وينتمي السكان
الأصليون في المخيم إلى سبع عشرة قرية تابعة للجزء الغربي من منطقتي القدس والخليل،
بما فيها الولجة وخربة العمر وقبو وعجور وعلار ودير أبان وماليحا وراس أبو عمار وبيت
نتيف.
ويعاني المخيم كغيره من المخيمات في الضفة الغربية، من مشاكل اكتظاظ سكاني
شديد كون الأرض بقيت بمساحتها نفسها والنمو السكاني واصل صعوده. وتعرض المخيم لصعوبة
شديدة بشكل خاص خلال الانتفاضة الثانية عندما أصيبت المدرسة بأضرار بالغة علاوة على
تدمير 29 وحدة سكنية خلال الاجتياح الإسرائيلي.
وحسب إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فإن عدد
سكان المخيم تجاوز الأربعة آلاف لاجىء مسجل رسميا، فيما نسبة البطالة في المخيم وصلت
إلى 43 في المئة، وهي تتأثر بعدم الإمكانية المتزايدة للوصول إلى سوق العمل الإسرائيلي.
لكن كل ذلك لم يمنع الإبداع في المخيم بكل أشكاله، وهو ما جرى حديثًا
من إطلاق إذاعتين واحدة متخصصة للأطفال، والثانية للأطفال والشباب، وحملتا اسمي «إذاعة
مفتاح» و»إذاعة 194» والاسمان يرمزان بشكل واضح لقضية اللاجئين الفلسطينيين سواء مفتاح
البيوت القديمة الذي يحتفظ به سكان المخيمات الفلسطينية عامةً، وكذلك مخيم عايدة، أو
من ناحية القرار الأممي 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين.
واعتبر محمد أبو سرور من مركز شباب عايدة أن إذاعة «مفتاح» انطلقت خاصة
للشباب والأطفال كونهم أكثر الفئات تهميشًا في المجتمع رغم أهميتهم، سواء من قبل المؤسسات
الفلسطينية أو الفصائل الوطنية أو حتى وسائل الإعلام، ومن هنا انطلقت الفكرة.
وأضاف في تصريحات لـ «القدس العربي» أن الإذاعة وجدت لتمكين هذه الفئات
من التعبير عن نفسها وتعميم التجربة على بقية المجتمع من خلالهم. كما أننا نريد من
الأطفال والشباب ليش فقط التعبير عن المشكلات التي يعشونها وإنما كذلك المشاركة في
طرح حلول لهذه المشكلات كونهم جزءا منها بما أنهم من سكان المخيم ومن اللاجئين.
وقبل أشهر اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي اثنين من الشباب العاملين في
إذاعة «مفتاح» وهو ما أثر على أدائها، كون الشابين خضعا لتدريب مكثف وكانا يشكلان جزءًا
رئيسيًا من طاقمها، حيث يجري الآن تدريب مجموعة أخرى.
ولا يتوقف الأمر عند الإذاعة فقط في مركز شباب عايدة، ولأن الإذاعة مرتبطة
بالإنتاج، فإن الأطفال والشباب أصبحوا يرغبون في إظهار المزيد من مواهبهم وأفكارهم
وترجمتها على أرض الواقع سواء عبر الموسيقى والشعر والكتابة.
ويحاول القائمون على المركز حسب أبو سرور لتدريب المزيد من الأطفال والشباب
على الكتابة تحديداً لإفساح المجال والمشاركة لكل من يريد التعبير عن نفسه وطرح مشاكلهم
وهمومهم عن طريق المقالات البسيطة التي تخرج منهم.
أما مركز رواد الذي يحوي راديو 194، فهو يهدف إلى تنمية قدرات المجتمع
الفلسطيني، مع التركيز على الأطفال والشباب والنساء، والتوعية بالقيم الإنسانية واحترام
حقوق الإنسان عبر الفنون والتعليم والطرق الجميلة واللاعنفية للتعبير عن الذات ومقاومة
قبح الاحتلال وعنفه.
ويستهدف الرواد المجتمع الفلسطيني مع التركيز على الأطفال والشباب والنساء
في المجتمع الفلسطيني، ومُركزاً بشكل أخص على المجتمع المحلي في مخيم عايدة ومحافظة
بيت لحم. كما يستهدف المجتمع الدولي لكسر الصور النمطية وإظهار صورة أخرى عن الشعب
الفلسطيني وحضارته.
المصدر: القدس العربي