القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حماس تصعّد لهجتها وتخرج بمسيرات جماهيرية أمام مقر «الأونروا» رفضا لخطة إعمار غزة

حماس تصعّد لهجتها وتخرج بمسيرات جماهيرية أمام مقر «الأونروا» رفضا لخطة إعمار غزة

غزة ـ «القدس العربي»: صعدت حركة حماس من لهجتها تجاه رفض خطة الإعمار الدولية لقطاع غزة، ونظمت مسيرة حاشدة أمام مبنى المقر الرئيس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، وذلك في ظل دعوات من قادة بارزين في الحركة للمتضررين من الحرب للقيام بـ «ثورة شعبية» وتعرف بـ «خطة سيري»لنيل مطالبهم.

وخرج أنصار حماس في مسيرة وقفت أمام البوابة الرئيسة لـ«الأونروا» في مدينة غزة، ورددوا هتافات ضد الخطة الدولية للإعمار التي وافقت عليها السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بمشاركة الأمم المتحدة».

وتعرف هذه الخطة بـ «خطة سيري»نسبة لمنسق الأمم المتحدة روبرت سيري الذي كان له دور في الوصول لهذه الاتفاقية.

وحمل المشاركون في المسيرة لافتات ترفض آلية الإعمار الدولية التي تراها حماس «شرعنة للحصار».

وكتب على إحدى اللافتات «وكالة الغوث، حكومة الوحدة، أين أنتم من اعمار غزة»، و «لا للقبول بسياسة الإذلال المتبعة في آليات الإعمار».

وفي كلمة له أمام المسيرة حمل الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس مسؤولية تأخر الإعمار إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، وطالب بضرورة إنهاء معاناة السكان المشردين. كذلك جدد رفض حركة حماس للخطة.

وتنص خطة الإعمار على إدخال مواد البناء وسط رقابة مشددة ووجود مراقبين أجانب، وكاميرات على مخازن هذه المواد. ويرى الفلسطينيون أن هذه الخطة من شأنها ان تعرقل عملية الإعمار، وتطيل من مدتها، في ظل تشرد عشرات آلاف الأسر.

وسمحت إسرائيل بعد مؤتمر الإعمار بدخول كميات قليلة من مواد البناء، وجرى توزيعها على أصحاب المنازل المدمرة جزئيا، غير أن هذه الكميات القليلة لا تكفي لبناء مبنى كبير من تلك التي دمرت بشكل كامل.

وكانت حركة حماس قد أعلنت قبل أيام رفضها لـ «خطة سيري»، وقال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إن هذه الخطة «لم تعرض إطلاقا على حماس بأي صورة من الصور، ولم يصدر أي موافقة من أي مسؤول في الحركة على هذه الخطة».

وفي السياق ذاته صعد الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، من لغة الهجوم على هذه الخطة، ودعا أصحاب المنشآت والمنازل السكنية المدمرة لـ «الثورة الشعبية والمطالبة بحقوقهم المشروعة».

وحمل الحية المسؤولية عن تعطل الإعمار لكل من الاحتلال الإسرائيلي، والسلطة الفلسطينية و «الأونروا»، وحذرهم من «انفجار شعبي». وقال الحية خلال ندوة سياسية «لا بد على الجهات الثلاث أن تدرك غضب الشعب»، مشددا على أن سياسة «التركيع والابتزاز» لن تنجح.

وقال إن حماس كانت تفضل أن تمر مواد الإعمار من مصر بدلا من الاحتلال، ليكون العائد المادي لصالح مصر، متسائلا حسب ما نقل عنه خلال الندوة «كيف يعقل للمجتمع الدولي أن يكافىء الذي دمر قطاع غزة، بالأموال ووضع نصاب الأمور في يده؟».

وأضاف القيادي البارز في حماس «لا يعقل أن يبقى أصحاب المنازل المهدمة في العراء، ولا يعقل أن تتأخر الأونروا في دفع الأموال وإدخال المواد اللازمة للبناء بوفرة، بدلا من تنقيطها على المحتاجين بغزة».

وسبق أن أعلنت الفصائل الفلسطينية رفضها لخطة الإعمار هذه وطالبت بتعديلها، ودعت لتشكيل لجنة وطنية للإشراف عليها.

وكان سيري قد أكد في بيان صحافي بدء العمل بخطة الإعمار، مشيرا إلى أن هناك 700 مستفيد حصلوا على المواد الأساسية الضرورية للبناء، من أجل البدء في إعادة تأهيل منازلهم.

وأكد أن الأمم المتحدة تواصل حشد الجهود لضمان عمل الآلية من أجل مصلحة السكان في غزة بما يرقى إلى تلبية احتياجات إعادة البناء الهائلة التي يحتاجونها.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة ملتزمة باستكمال ترميم 60 ألف منزل بما فيها تأمين المصادر الأساسية لمساعدة من هم بحاجة لذلك، وأنه سيواصل جهوده مع الأطراف المعنية من أجل إنجاز هذا العمل.

وقال «من أجل أن يتم تنفيذ إعادة البناء بالسرعة المطلوبة، يجب تقوية حكومة الوفاق لتحمل مسؤولياتها بشكل حقيقي».

ودافع روبرت تيرنر مدير العمليات في «الأونروا»، عن خطة الإعمار، وقال إن الأمم المتحدة لا علاقة لها بها، إنها جاءت نتيجة اتفاق بين السلطة وإسرائيل، ودافع ايضا عن هذه الخطة التي قال إنها مناسبة لتنفيذ عملية بناء المنازل المدمرة.

ورفضت حركة حماس في وقت سابق تصريحات تيرنر. وقال الناطق باسمها سامي أبو زهري إن آليات الأعمار «سيئة وتحول دون أي إعمار حقيقي لغزة وتمثل حصاراً إضافيا».

إلى ذلك دعا زكريا الآغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير «الأونروا» إلى الإسراع في عملية تعويض اللاجئين عن الأضرار الجزئية التي لحقت بمنازلهم جراء العدوان الأخير على القطاع، قبل دخول فصل الشتاء.

وأكد لدى لقائه مع تيرنر حرص القيادة على دعم وكالة الغوث لتأخذ دورها في إعادة إعمار بيوت اللاجئين التي دمرت أو تضررت خلال العدوان الإسرائيلي.