أبناء المخيمات الفلسطينية في سورية يستقبلون الأسرى المحررين بالورود والياسمين
الخميس، 20 تشرين الأول، 2011
حشود غفيرة من أهالي المخيمات الفلسطينية في سورية وصلت إلى مطار دمشق الدولي قبيل ساعات طويلة من موعد قدوم الطائرة التي تقل الأسرى المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني، مشهد البهجة والسرور كانا السمة الغالبة على جميع من حضر لاستقبال الأسرى المحررين، هم في عرس وطني فلسطيني يخفق فيه علم فلسطين في سماء مطار دمشق الدولي موحداً حوله رايات وأعلام القوى والفصائل الفلسطينية الأخرى، ساعات الانتظار كانت طويلة إلا أنه عندما لاحت طائرة الأسرى في سماء مطار دمشق الدولي بدأت قلوب من على الأرض تنبض بقوة كبيرة، وبدأت معها الحناجر تُكبر وتهتف بالأناشيد الوطنية مرحبة بالأسرى 16 الذين أفرج عنهم أمس بموجب عملية تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية "حماس"، حطت الطائرة على أرض المطار ومع بدأ نزول الأسرى المحررين منها اندفع نحوها سيل من أبناء المخيمات الفلسطينية لاستقبالهم ومعانقتهم وحملهم على الأكتاف على وقع رش الورود والياسمين والأرز وزغاريد النساء والهتافات الوطنية.
هدى (20 عاماً) لاجئة فلسطينية تقطن في مخيم جرمانا عبرت عن فرحتها العارمة بإتمام صفقة تبادل الأسرى، وتمنت أن تكون هذه الصفقة بداية حقيقية لتوحيد الصف الفلسطيني ،وقالت بحرقة: "كفانا انقسام وتشتت وتفرقة" من جهته فادي خطاب (25 عاماً) مصور صحفي من سكان مخيم اليرموك اعتبر أن صفقة تبادل الأسرى هي صفقة مشرفة للشعب الفلسطيني، وهي رسالة واضحة للكيان الصهيوني وللعالم أجمع أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والإنسان.
أما الأسيرة المحررة مريم طربين التي قضت سبع سنوات خلف في زنزانات الاحتلال الصهيوني اعربت عن فرحتها بتحريرها من الأسر وأكدت أنه بالرغم من إبعادها إلى خارج فلسطين لكنها تشعر اليوم ومن خلال هذا الاستقبال الشعبي الحميمي وكأنها في وطنها وبين أهلها، مؤكدة ثقتها بالعودة إلى فلسطين والأمل بتحرير باقي الأسرى الذين يمارس الاحتلال ضدهم أبشع أساليب التعذيب والممارسات غير الأخلاقية واللاإنسانية.
وشدد الأسير المحرر معتصم صبري مصلح موقدي لذي حكم بمؤبد وعشر سنوات بسبب العملية البطولية التي نفذها في 18/10/1994 التي أدت إلى قتل 22 صهيونيا، والذي صادف يوم الإفراج عنه 18/10/2011 الذكرى 17 لتنفيذ هذه العملية، على أن صراعنا الطويل مع الكيان الصهيوني اثبت عدم جدوى التفاوض واللجوء إلى حلول لا تعود على الشعب الفلسطيني إلا بمزيد من التنازل والتفريط، وأضاف لقد أثبتت هذه الصفقة أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة السلاح والمقاومة.
بدوره أشاد الأسير المحرر سلامة عزيز موسى مرعي بعملية تبادل الأسرى ووصفها بالإنجاز العظيم لأنها شملت الأسرى الذين ينفذون الإحكام العالية والمؤبدات.
من جهته وصف تامر مشينش "مسؤول رابطة فلسطيني العراق" صفقة تبادل الأسرى بالإنجاز الوطني التاريخي واعتبر أن المقاومة هي الطريق الوحيد للحصول على الحقوق, وأضاف أن هذا الصفقة تعتبر أول الغيث في طريق تحرير كامل تراب فلسطين وتحقيق حلم العودة إليها، وهنأ الشعب الفلسطيني بإتمام هذه الصفقة، وشكر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكل فصائل المقاومة الفلسطينية التي أتثبت وتثبت يوماً بعد يوم أن طريق المقاومة هو الطريق الأجدى والأنفع في التعامل مع العدو الصهيوني.
من جانبه قال جمال عيسى القيادي في حركة (حماس) إن هذه المحطة تشكل خطوة نحو فلسطين واستعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني مضيفا.. نحن في مرحلة انتصارات الأمة والمقاومة على العدو الصهيوني الذي فقد جميع خياراته للمناورة.
وقال طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية القيادة العامة أملنا كبير أن تتمكن فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية من تحرير باقي الأسرى الفلسطينيين داعيا إلى استمرار بذل الجهود لإطلاق سراح بقية الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الصهيوني.
بدوره أكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة "أبو موسى" أن استعادة الحقوق العربية والفلسطينية من الكيان الإسرائيلي لا تتم إلا عبر المقاومة. وأضاف أبو موسى أن هذه الصفقة أعطت العدو الصهيوني دروس عديدة من أهمها أن الشعب الفلسطيني وحدة واحدة حيث شملت هذه الصفقة جميع أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء، والدرس الأخر هو موجه للذين يتحدثون باستمرار عن المفاوضات ولا يختارون بديلاً عنها، فأنا أقول لهم بأن مفاوضاتكم لم تخرج أسير واحد إلى الآن، بعكس المقاومة التي ومن خلال أسر (شاليط) استطاعت أن تفرج عن 1027 أسير، وأخيراً أقول للذين يفاوضون ولا يرون غير المفاوضات عليكم أن تعتبروا من هذا الدروس وتعرفوا أن المقاومة وحدها هي الأساس وهي القادرة على تحرير فلسطين ومعهم كافة الأسرى من سجون هذا العدو الغاشم.
وقال خالد عبد المجيد أمين سر فصائل تحالف القوى الفلسطينية إن عملية تبادل الأسرى حدث مهم في حياة الشعب الفلسطيني ومحطة صمود في وجه العدو الصهيوني ونعتقد أن ما تحقق اليوم سيشكل محطة انطلاق لانتصارات أخرى لإحباط المؤامرات الأمريكية والصهيونية التي تستهدف المنطقة بأسرها. تجدر الإشارة إلى أن عدد الأسرى الذين شملتهم صفقة التبادل يبلغ 1027 أسيراً أبعد منهم 40 أسيراً إلى سورية وقطر وتركيا، أما عدد الأسرى الذين أبعدوا إلى سورية 16 أسير هم: محمد أيمن نظمي عبد الجليل رازم، ربيع سلامة محمد زعل، زاهر علي موسى جبارين، سلامة عزيز محمد مرعي، سعيد محمد يوسف بدارنة، حسام عاطف علي بدران، نمر إبراهيم نمر دروزة، احمد أبو السعود عبد الرزاق حنني، وليد عبد العزيز الهادي انجاص، هشام عبد القادر إبراهيم حجاز ، ربحي سليمان محمود بشارات، كمال محمد خليل شلبي، محمد بسام يوسف ملاح، نصر سامي عبد الرازق يتايسة، معتصم صبري مصلح موقدي، مريم طربين
المصدر: تجمع واجب