أبو ضهير: الفلسطينيون استخدموا الإعلام الجديد بحرفية خلال العدوان
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام
"على أزيز الطائرات ووقع أصوات القنابل والقذائف والانفجارات، كانت غزة تخوض حربا أخرى مسرحها شاشات التلفزة والفضائيات والتحليلات في وسائل الإعلام المختلفة من فلسطينية وعربية وصهيونية".
هذا ما قاله الخبير الإعلامي الفلسطيني، ومدرس الصحافة في جامعة "النجاح" الوطنية في مدينة نابلس الدكتور فريد أبو ضهير، الذي أكد أن الإعلام الفلسطيني بكل أشكاله خاض هو الآخر حربا صعبة وقاسية مع الإعلام الصهيوني، خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، جنبا إلى جنب مع الحرب العسكرية، حيث نجح الإعلام الفلسطيني بشكل كبير في إدارة هذه الحرب إعلاميا.
وأوضح أبو ضهير، أن الحرب الإعلامية تسبق وترافق وتتبع الحدث العسكري، وعادة الحروب تبدأ بالحرب النفسية، وتتبعها وسائل الإعلام، ومن ثم تتطور لكي تصل إلى مستوى استخدام السلاح.
وأضاف أبو ضهير، في تصريحات لـ "قدس برس"، أن الاحتلال يتقن الحرب الإعلامية بدرجة عالية نتيجة خبراتهم وإمكانياتهم الكبيرة، ووجود الخبراء في هذا المجال، ولوجود امتدادات إعلامية لهم في الخارج وخصوصا في أمريكا وأوروبا.
كما أن الدعاية الإعلامية الصهيونية تقوم على أبحاث ودراسات وتستنتج العبر من التجارب، وإضافة إلى ذلك هي تمتلك آلة إعلامية ضخمة في الداخل والخارج.
وأشار أبو ضهير إلى أن انتشار وسائل الإعلام الحديثة عبر شبكة "انترنت" قلب المعادلة رأسا على عقب، وأتاح المجال للطرف الفلسطيني بشكل عام لكي يخوض هذه الحرب الإعلامية ويواجه الدعاية الصهيونية.
وأكد الخبير الإعلامي أن الإعلام الفلسطيني حقق نجاحا كبيرا في هذا الصدد، على مستوى الحفاظ على معنويات المواطن الفلسطيني والعربي وحشد الرأي العام ضد الكيان، مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي عبر "انترنت" كسر احتكار آلة الإعلام الصهيونية في بث المعلومات.
وذكر أبو ضهير، أن من الأمور التي ساعدت في تفوق الإعلام الفلسطيني، قيام شرائح واسعة في المجتمعات الغربية مؤيدة للقضية الفلسطينية بدور جيد وملموس في دعم القضية الفلسطينية مواجهة آلة الإعلام "الإسرائيلية".
وأشار إلى الدور البارز لإعلام المقاومة، والذي ركز على التحشيد والتعبئة ورفع معنويات المواطن الفلسطيني ومواجهة الإعلام "الإسرائيلي"، حيث أن المواطن المتابع للأحداث يحتاج إلى ما يطمئنه بشكل أو بآخر لصمود الشعب الفلسطيني وقدرته على التحمل والتصدي للعدوان.
وأضاف أن إعلام المقاومة الفلسطينية يمثل أيضا نافذة أمام العالم وحتى الكيان للتعرف على وجهة نظر المقاومة، كما أن وجوده ضروري لجميع الأطراف بما فيها العدو، فالكيان كان كما لاحظنا معني بأن يسمع وجهة نظر الطرف الآخر.