أبو مرزوق: سيناء تعاني من فراغ أمني وسببه الرئيسي
"اتفاق كامب ديفيد"
كشف الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى
لحركة حماس والقيادى البارز فى حوار لـ«الوفد» عن وقوف إسرائيل وراء مقتل الجنود
المصريين فى رفح بمساعدة عملائها بسيناء، وعن الضباط المختطفين منذ عامين تقريبا
أوضح أن الإشارات تدل على أنهم استشهدوا عقب اندلاع الثورة بشهر فى عمليات
انتقامية ضد الشرطة من قبل أهالى سيناء وعلى الجهات الأمنية تحمل مسئوليتها تجاه
هذه القضايا والإعلان عنها بشفافية، وقال أبو مرزوق قبل بداية الحوار أوجه التهنئة
للشعب المصرى والرئيس محمد مرسي وقيادات القوات المسلحة والداخلية على تحرير
الجنود المختطفين.
وقال أبو مرزوق في حوار إن "سيناء تعاني من فراغ
أمني لا يستطيع أحد إنكاره، وسببه الرئيسى اتفاقية كامب ديفيد الظالمة التي انتقصت
من السيادة المصرية في سيناء وهذا الفراغ لم يؤد إلى وجود جماعات جهادية فقط،
وإنما جماعات للاتجار بالبشر ولا ننسى أن الآلاف من الأفارقة تم نقلهم عبر سيناء،
ومئات من الروس تم نقلهم من الاتحاد السوفيتي قديما، وكذلك وجود تجار مخدرات".
وأضاف إن "أكثر عمليات الخطف تتم في جنوب سيناء في
مناطق «دهب» و«طابا»، وبالتالي فهي في كل سيناء، وبلا شك هناك فئة تريد إلحاق
الضرر بالعلاقات «المصرية – الفلسطينية» بسبب الخلافات «الفلسطينية – الفلسطينية»،
أو «المصرية – المصرية»، وقطاع غزة يتحمل جزءاً من ذلك باعتبار أن حماس جزء من
جماعة الإخوان المسلمين؛ ولذلك كلما حدثت فاجعة في مصر يتم إلصاق التهمة لحماس..
حتى إسقاط مبارك اتُهمنا به، وفتح السجون و«كله كلام مرسل» ليس له دليل، وكلها
منسوبة لمصادر مجهولة ولا يعقل أن تعتدي حماس على جندي مصري.
وحول حادث استشهاد الجنود المصريين في رمضان الماضي في
سنياء، قال: " توجهت كل الأنظار إلى جهات مختلفة وإلقاء تبعات هذا الحادث على
الجهاديين وعلى حماس أيضاً بشكل غير مباشر وانصرفوا عن المصدر الأساسي الذى من
المفترض التوجه إليه لأن هؤلاء فى حالة اشتباك مع العدو الصهيونى وقد اشتبكوا
قبلها بفترة بسيطة فى طابا وأدى ذلك إلى سقوط شهداء والحادث تم بنفس الكيفية وبنفس
الإعداد وأيضاً، لا يحملون جوازات سفر أو بطاقات هوية مما جعل إسرائيل تتجه
اتجاهاً آخر فى التعامل مع هذه المجموعات عن طريق اختراقها لا سيما أن سيناء بها
فراغ أمنى أدى إلى كثير من المشكلات خاصة المتعاملين مع الكيان الصهيونى، لهذا
أكرر أن إسرائيل هى المسئولة وابحثوا عن عملائها فى سيناء وقد تم إلقاء القبض على
كثير من هؤلاء العملاء التابعين للكيان الصهيونى".
وعن حادث اختطاف ضباط الشرطة فى سيناء حيث قيل إنه تم
عبورهم لقطاع غزة عبر الأنفاق، أجاب أبو مرزوق: "هذه هى الكذبة الكبرى التى
تم اختراعها لأنه بالتحري عن أسماء الخاطفين تبين أنها تخص أسماء لشهداء لا وجود
لهم إلا تحت الأرض".
وأضاف "أسهل شىء أن يتم القول بأنه تم تهريبهم إلى
قطاع غزة عبر الأنفاق وهذا الكلام لا دليل عليه وغير صحيح وأغلب الإشارات تدل على
أنهم استشهدوا فى وقتها فى عمليات انتقامية من أهالى سيناء ضد الشرطة وعلى الجهات
الأمنية تحمل مسئوليتها تجاه هذه القضايا والإعلان عنها بشفافية".
وعن قضية إغلاق الأنفاق قال أبو مرزوق: "من حق
المقاومة الإسلامية أن تحصل على السلاح بأى طريقة لأنها كانت تحصل عليه قبل وجود
الأنفاق، فالأنفاق وجدت بعد الانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة وذلك بفعل المقاومة
المسلحة، فالموضوع ليس له علاقة بالأنفاق فقط والتي تم إقامتها لمواجهة الحصار
وليس للتهريب، اما بالنسبة للسولار فإن استهلاك قطاع غزة من السولار 500 ألف لتر،
فى حين أن استهلاك مصر 37 مليون لتر فلا يوجد أثر حقيقى ملموس لكل ما يتحدثون عنه
فى وسائل الإعلام لأن معظم الكمية المستهلكة تأتى بالطريقة العادية، وجزء منها من
جانب إسرائيل ولكنها منعت مؤخرا بالقانون أن تزود قطاع غزة بأكثر من 400 ألف لتر
فالعجز هنا حوالى 100 ألف لتر ويبحث عنها القطاع لسد العجز ولا أعتقد أن هذه
الكمية هى التى تتسبب فى أزمة الوقود فى مصر فى ظل استهلاكها الكبير".
وحول اتهام حماس بالمسئولية عن اقتحام السجون أثناء
الثورة وهروب الدكتور محمد مرسى، فى حين أنه تم تهريب أيمن نوفل فى نفس اليوم
ووصوله لقطاع غزة، أجاب: "لقد تم تهريب المساجين بسبب انسحاب الأمن المصرى من
الشارع ثم جاء أهالى السجناء وقاموا بتهريبهم والقصة كاملة مكتوبة فى الجرائد
المصرية وكان معهم الدكتور محمد مرسى وقتها ومعروف لدى الأجهزة الأمنية كيف تم
تهريب هؤلاء السجناء من كافة السجون المصرية وحماس لم يكن لها سوى 2 معتقلين فقط 4
آخرين بتهمة الانتماء إلى حركة حماس وكل هؤلاء تم اعتقالهم مرة أخرى بعد خروجهم من
قبل الجيش ما عدا أيمن نوفل الذى مر الى قطاع غزة وقد كان ضمن 27 ألف سجين هربوا
من السجون ولا يمكن ان تكون حماس هربت 27 ألف سجين من أجل شخص واحد، هو خرج مثله
مثل كل الهاربين وقتها، الامر الثانى ان ايمن نوفل كان لديه أمر بالافراج من
المحكمة وليس مطلوباً على ذمة قضايا.
الوفد، الجيزة، 27/5/2013