أبو مرزوق:
ندعو عباس لرفض الضغوط والتوجه لوحدة الصف
القاهرة: أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو
مرزوق، أن حماس تدرك أنها "الأبرز في مواجهة المشروع الصهيوني"، وأنه في
الوقت الذي تبنى فيه البعض الفلسطيني مشروع التسوية السياسية، وجاء الدعم العربي
في تبني السلام كخيار استراتيجي، بقيت حماس والجهاد الإسلامي وآخرون متمسكين بنهج
المقاومة كخيار وحيد لاستعادة الحق في التحرير والعودة.
ورأى أبو مرزوق في تصريحات له اليوم الاثنين (23-12) على
صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن ما ورد في صحيفة
الشروق المصرية السبت الماضي (21-12) على لسان رئيس تحريرها عماد الدين حسين يتهم
فيه حماس بأنها "لا تدرك بأنها تُستخدم من قبل "إسرائيل" لإجهاض
التسوية، وبأن الأمر انتهى إلى تحويل حماس إلى الشماعة التي تمنع التوحد
الفلسطيني، وتجهض أي محاولات للتسوية بسبب حماس؛ فإن أمريكا و"إسرائيل"
بدأتا بالضغط بكل ما يملكان من قوة على "الرئيس" عباس عبر جون كيرى
ليقبل حلا يحقق لـ"إسرائيل" ما عجزت عنه طوال عشرات السنين".
وأشار أبو مرزوق إلى أن حسين استهل مقاله بما سمعه من
رئيس السلطة محمود عباس شخصيًّا، إلى أن "فتح" كانت في أسوأ أحوالها قبل
إجراء انتخابات 2006، وأن "فتح" كانت توقن بأن حماس سوف تكتسح
الانتخابات عندما تجري، وأنها لهذا طالبت بتأجيل الانتخابات، لكن أمريكا ضغطت
لإجرائها".
وأضاف أبو مرزوق: "الأغرب -كما يقول- أن
"إسرائيل" وافقت على تصويت أبناء القدس ومن ثم فازت حماس وانقلبت على
السلطة في حزيران (يونيو) 2007، ثم هو يذكر أن الاحتلال لم يمانع من تأسيس حماس في
كانون أول (ديسمبر) 1987".
ونوه أبو مرزوق إلى أن رئيس تحرير "الشروق"
يتناسى أن لا أحد كان يتوقع فوز حماس كما يدعي البعض، وقال: "المخابرات
المصرية كانت تتوقع 28% لـ حماس والأمريكان كانوا يرغبون في دخول حماس لإنهاء
مشروع المقاومة أساسًا ولم يتوقعوا إطلاقًا فوزها في الانتخابات ولو تيقن الصهاينة
بأن النتيجة كما أعلنت 76 مقعدًا لـ حماس و43 لـ "فتح" لما وافقوا على
أي انتخابات، أما القدس فقد تم الاشتراك عبر صيغة التصويت عبر صناديق البريد
وكأنهم في دولة أجنبية".
ورفض أبو مرزوق فكرة الانقلاب جملة وتفصيلاً، واعتبر أن
ما جرى كان محاولة لإخراج حماس من المشهد السياسي، وقال: "أما الانقلاب فهل
يعقل أن تنقلب حماس على نفسها؛ فهي أغلبية في المجلس التشريعي، وهي من يرأس
الحكومة.. ولكن الحقيقة غير ذلك فقد كانت الضغوط لإخراج حماس من المشهد كبيرة
وكانت من مختلف الأطراف، وبكل السبل والطرق، بدأوها بالاقتصاد ومحاصرة كل ما يصل
من أموال، وحينما تبدى لهم الفشل في ذلك، كانت المواجهة الأمنية والتي فشلت كذلك..
الكيان الصهيوني اعتبر حماس حركة إرهابية منذ اليوم الأول لانطلاقتها وخاض مع
الحركة -ولا يزال- مواجهات عنيفة من قتل وإبعاد واعتقال، وبعد فوزها بالانتخابات،
زجّ بأعضائها الوزراء والنواب في السجون".
وأضاف: "الاحتلال الصهيوني لم يساهم أو يسمح بتأسيس
حماس، وهذه فرية تطلقها أجهزة بعينها معروف هدفها ومبتغاها. حماس انطلق تأسيسها مع
أول أيام الانتفاضة وقدمت الحركة معظم مؤسسيها شهداء ولحق بهم ثلاثة أجيال من
القيادة وأبعدت "إسرائيل" قياداتها ورموزها إلى مرج الزهور بعد 5 سنوات
من تأسيسها".
وحول الموقف من المصالحة؛ قال أبو مرزوق: حماس ومنذ
اللحظات الأولى للانقسام سعت وطلبت بعودة الأمور إلى ما كانت عليه، وهي التي كانت
تسعى للمصالحة وكان الرفض من قبل الرئيس عباس، وأول إشارة لقبول المصالحة كانت على
إثر حرب (2009-2008) وبدعوة من مصر، وبعد فشل العدو الصهيوني في كسر شوكة حماس
وإعادة سلطة رام الله بالقوة خلال حربه تلك. أما الضغوط الأمريكية على أبو مازن في
المفاوضات، فهي ليست جديدة، والخطأ أساسًا في الذهاب إلى هذه المفاوضات بدون
موافقة كل الفصائل واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومع ذلك ندعو الرئيس أبو
مازن أن لا يستجيب للضغوط، وأن يتجه إلى وحدة الصف الفلسطيني تحت خيمة الوطن وبحث
كل قضايانا الوطنية".
المركز الفلسطيني للإعلام، 23/12/2013